الأربعاء 22 أكتوبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

أُسود القوات المسلحة المصرية يرفعون شعار: اللى ناوى على الشر يحفر قبره

أُسود القوات المسلحة المصرية يرفعون شعار: اللى ناوى على الشر يحفر قبره
أُسود القوات المسلحة المصرية يرفعون شعار: اللى ناوى على الشر يحفر قبره


السياسة كالشطرنج، من يفهم أغوارها ويجيد اللعب بها؛ صارت قطعها فى يده كالصلصال الليِّن الذى يُمهد لصاحبه الطريق ويقول لمنافسه «كش ملك».. توهَّم أعداء الوطن أن تمويل مجموعة من المتطرفين المرتزقة وزرعهم فى سيناء ملتقى الرسالات ومهد الأديان- سيحرج مصر ويضغط عليها سياسيّا.

(الرسالة الأولى):
واهم من يتصور أن العملية الشاملة «سيناء 2018» هى رسالة للإرهاب فى الداخل فقط، فعندما يرتدى الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى القائد الأعلى للقوات المسلحة «الأفرول العسكرى للصاعقة المصرية» من داخل غرفة عمليات الجيش المصرى؛ فإنه بذلك يُرسل تهديدًا شديد اللهجة لمن تسول له نفسه التدخل فى الشأن المصرى أو يمول تلك الجماعات الإرهابية، أو حتى يكتفى بإطلاق الشائعات.. فعندما تنضم جميع أسلحة وقوات الجيش المصرى لمعركة استئصال الإرهاب، فتخرج القوات البحرية بأسطولها السادس على العالم فى حجم قوته وتسليحه للمسرح الحربى، وتشدد على تأمينه وقَطع الإمدادات عن الإرهابيين، وتقوم القوات الجوية بدك جميع معاقل الإرهاب وتعقب الجناة فى جميع أنحاء البلاد بشكل عام، وفى سيناء بوجه خاص، وتقوم قوات حرس الحدود والشرطة بتأمين جميع حدود البلاد..وهذا بالضبط ما يقصده معنى الشمول الذى تتضمنه اسم العملية «المعركة الشاملة.. سيناء 2018».
(الرسالة الثانية):
• كثير من الناس قد تساءلوا عن سر توقيت «العملية الشاملة سيناء 2018»، وهنا نطرح عدة تساؤلات سياسية: هل هناك علاقة بين توقيت العملية وتصريحات وزير خارجية أردوغان «مولود جاويش أوغلو» الخاصة التى أظهرت طمعًا فى ثروات مصر، وتحديدًا اكتشافاتها من الغاز، واصفًا الاتفاقية المبرمة بين مصر وقبرص عام 2013 بهدف استغلال المصادر الطبيعية الممتدة فى المنطقة الاقتصادية الخالصة لهما شرق البحر المتوسط، لا تحمل أى صفة قانونية؟!!.. أَمْ السبب هو الشائعات التى ادعتها إسرائيل قبل عدة أيام من أنها تنفذ غارات على سيناء لمساعدة مصر فى القضاء على الإرهاب؟!!، أَمْ قيام مصر بإحباط محاولة اغتيال إسماعيل هنية، والقبض على 18 داعشيّا أثناء تخطيطهم لذلك ومحاولة العبور إلى قطاع غزة للتنفيذ والعودة إلى سيناء، وتم إبلاغ الجانب الفلسطينى بتفصيل المخطط.. أيّا كانت هذه الأسباب، أو حتى لسبب غيره، فعلينا ألا ننسى أن الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى كان قد وعد جموع المصريين فى نوفمبر الماضى 2017 أنه فى خلال ثلاثة أشهر سيدحر الإرهاب بغير رجعة، وبالفعل أوفَى بوعده وراح يزرع فى سيناء أغصان الزيتون، ومن المرجح أن تستمر «العملية الشاملة سيناء 2018» لمدة 90 يومًا قابلة للزيادة بهدف استئصال البؤرة الإرهابية وضمان عدم عودتها مرَّة أخرى.. كما أكد السفير بسام راضى، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، أن عملية «سيناء 2018» ناتجة عن جهد عسكرى وتحريات تم بذله خلال الفترة الماضية، وبالتحديد بعد حادث مسجد الروضة فى 24 نوفمبر الماضى.. وأشار إلى تأكيد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن الفترة المقبلة ستشهد مواجهة شاملة للقضاء على الإرهاب فى سيناء. مؤكدًا أن جميع الضربات والجولات الناجحة التى تمت من رجال الجيش والشرطة منذ عام 2013 حتى الآن؛ نتج عنها هذه الجولة الحالية، كما أن ما يحدث الآن هو عمليات عسكرية تقوم بها القوات المسلحة والشرطة، وهما الجهتان المسئولتان عن إصدار البيانات الخاصة عن نتائج «عملية سيناء 2018».
(الرسالة الثالثة):
نتفق جميعًا على أن مجابهة عدوٍّ مرئيٍّ واضح أمام نصب الأعين أيسرُ بكثير من محاربة خفاش ظلام يتربص بك وينتظر اللحظة التى يقتنص منك فيها، وبناء عليه فقد قررت مصر حسم أمرها واستخدام جميع أسلحتها فى رد فورى على الأرض، بالتزامن معه تقوم الشرطة المدنية بتأمين جميع المؤسسات السيادية والحيوية والمشروعات القومية، مع التشديد على غلق مَعبر رفح لإحكام القبضة على الإرهابيين، وضمان عدم تسللهم.. ولقد أصاب كبد الحقيقة من لاحظ أن العمليات التى نفذتها القوات المسلحة كعملية «حق الشهيد» وغيرها من عمليات القضاء على الإرهابيين كانت تأتى كرد فعل على ما يرتكبه الآثمون فى أرضنا، لكن هذه المرَّة كانت العملية الشاملة استباقية بمجرد استشعاره للخطر فى نقلة نوعية استراتيجية، وهذا بالطبع يحسب للقيادة السياسية العسكرية المصرية.
(الرسالة الرابعة):
علاقة خفية تلك التى تجمع الشعب بقواته المسلحة المصرية، ولِمَ لا؟!، فكل أفراد الجيش المصرى من أُسَر المصريين، وكل الشعب المصرى أهل لجنود وضباط وصف ضباط القوات المسلحة، وهذا ما جعل «تامير باردو» رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلية (موساد) يُصرح بأنه قبل 2011 والربيع العربي كانوا يعتبرون الجيش المصري هو العدو الأساسي والخطر الحقيقي في أي مواجهة معه، أمَّا في 2015 وبعد عدة سنوات من الاضطرابات فلاتزال الفِرَق المصرية الأساسية تزيد كفاءتها وقدراتها في صمت كأن ما يجرى لا يعنيها، فضلًا عن أن علاقتهم بالشعب المصرى علاقة غريبة وفريدة من نوعها.
( الرسالة الخامسة):
فى الوقت الذى يُضحى فيه أبناؤنا بدمائهم وأرواحهم فداءً للوطن؛ علينا ألَّا نقف فى دور المتفرج. على جميع  قطاعات الدولة ومؤسساتها من إعلام وأزهر وكنيسة وجامعات ومدارس توعية كل فئات الشعب بما يحدث.. فكما يحارب رجال الجيش والشرطة على الحدود؛ على الأزهر والكنيسة أن يحاربا التطرف فى الدين، وعلى التعليم أن يزيل الإرهاب من الفكر وعلى الإعلام أن يوحد الصف، ففى مثل هذه الأوقات كلمة الإعلامى أخطر من طلقة السلاح.. على الهيئة العامة للاستعلامات هى الأخرى دور رئيسى فى إيصال ما يحدث للإعلام الأجنبى والحرص على عدم إثارة الفتن والشائعات فى مثل هذا الوقت الحرج.
(بيانات عسكرية):
خرج علينا العقيد أ.ح تامر الرفاعى- المتحدث العسكرى للقوات المسلحة- منذ اليوم الأول للعملية الشاملة «سيناء 2018» بعدة بيانات عسكرية ليتابع المصريون عن كثب المعجزات التى يسطرها أبطال القوات المسلحة فى سيناء.
وإلى حين مثول المجلة للطبع؛ أصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة ثلاثة بيانات عسكرية، أفاد البيان الأول بأن قوات إنفاذ القانون تنفذ خطة المجابهة الشاملة للعناصر والتنظيمات الإرهابية والإجرامية بشمال ووسط سيناء ومناطق أخرى بدلتا مصر والظهير الصحراوي غرب وادي النيل إلى جانب تنفيذ مهام ومناورات تدريبية وعملياتية أخرى على جميع الاتجاهات الاستراتيجية بهدف إحكام السيطرة على المنافذ الخارجية للدولة المصرية، وضمان تحقيق الأهداف المخططة لتطهير المناطق التي يتواجد بها بؤر إرهابية وتحصين المجتمع المصري من شرور الإرهارب والتطرف بالتوازي مع مجابهة الجرائم الأخرى ذات التأثير على الأمن والاستقرار الداخلي.. وقد أهابت القيادة العامة للقوات المسلحة أبناء شعب مصر العظيم في جميع أنحاء الجمهورية بالتعاون الوثيق مع قوات إنفاذ القانون لمجابهة الإرهاب واقتلاع جذوره والإبلاغ الفوري عن أي عناصر تهدد أمن واستقرار الوطن.. أمَّا البيان الثانى؛ فأكد فيه أن قوات إنفاذ القانون وعناصر من القوات الجوية استهدفت بعض البؤر ومخازن الأسلحة والذخائر التي يستخدمها الإرهابيون؛ قاعدة لاستهداف قوات إنفاذ القانون والأهداف المدنية في شمال ووسط سيناء.. وأكد أن عناصر من القوات البحرية تشدد إجراءات التأمين على المسرح البحري بغرض قَطع خطوط الإمداد على العناصر الإرهابية، كما تشدد قوات حرس الحدود والشرطة المدنية من إجراءات التأمين على المنافذ الحدودية، وكذلك تشديد التأمين بالمجرى الملاحي.. وفى صبيحة اليوم الثانى من العملية صدر البيان الثالث الذى قال فيه المتحدث العسكرى: «إنه استمرارًا لتحقيق الأهداف الاستراتيجية المخططة للعملية، واصلت القوات الجوية على مدار الليلة الماضية تنفيذ العديد من الضربات الجوية المركزة ضد التجمعات والبؤر الإرهابية التي تم رصدها مسبقًا بشمال ووسط سيناء.. واستمرت حتى الساعات الأولى من صباح اليوم، بتوجيه ضربات قوية استهدفت مخازن تكديس الأسلحة والذخائر والمواد المتفجرة ومناطق الدعم اللوجيستي المكتشفة، مع الاستمرار في تنفيذ أعمال التأمين الجوي للمناطق الحدودية على الاتجاهات الاستراتيجية كافة.
• وفي توقيت متزامن نفذت القوات مدعومة بالقوات الخاصة وقوات حرس الحدود بالتعاون مع الشرطة عدة مداهمات على مختلف المحاور داخل المدن بشمال ووسط سيناء لمطاردة العناصر الهاربة والقضاء عليها واستكمال تدمير الأهداف التابعة للعناصر الإرهابية.. كما تقوم عناصر من القوات الخاصة البحرية بتنفيذ أعمال التأمين لساحل البحر من رفح وحتى غرب العريش لقطع طرق الإمداد للعناصر الإرهابية، مع الاستمرار في حماية الأهداف الاقتصادية بالبحر بالتزامن مع أعمال التمشيط بطول الساحل لتضييق الحصار على العناصر الإرهابية ومنعها من الهروب عبر الساحل، ومرور الدوريات البحرية لتأمين منطقة الساحل الممتد من مرسى مطروح حتى مدينة السلوم، بالتعاون مع قوات حرس الحدود لتأمين المناطق الحدودية على الاتجاه الغربي والجنوبي.
• وقامت قوات الشرطة بحملات تمشيط أمني بجميع المناطق السكنية بشمال ووسط سيناء ونشر الكمائن على امتداد الطرق المؤدية إلى الكباري والمعديات شرق القناة بالتعاون مع عناصر القوات المسلحة.. وتقوم عناصر حرس الحدود بالتعاون مع عناصر تأمين المجرى الملاحي بتنفيذ مهامها حفاظًا على سلامة الملاحة بقناة السويس ومنع العناصر الإرهابية من الهروب أو التسلل داخل البلاد.. وعلى الاتجاهات الاستراتيجية الأخرى تقوم القوات بتنفيذ أعمال الحماية والتأمين للحدود؛ خصوصًا الحدود الغربية لمنع أي محاولات للتسلل مع تنفيذ استطلاع ومتابعة ومطاردة للعناصر الإرهابية في منطقة الواحات والظهير الصحراوي لمحافظات الجنوب.. ولاتزال «العملية الشاملة سيناء 2018» مستمرة لحين استئصال البؤر الإرهابية فى الداخل، وقطع أوصال الشر فى الخارج. •