الأحد 29 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

سعيد مرزوق والموت أكتئابا

سعيد مرزوق والموت أكتئابا
سعيد مرزوق والموت أكتئابا


الموت يلهث خلفنا بلا هوادة ولارحمة.. ففى خلال شهر فقدنا رسام الكاريكاتير مصطفي حسين وبعده بثلاثة أسابيع رفيق دربه الكاتب الكبير أحمد رجب وقبلهما مباشرة كان سعيد صالح والمخرج جلال توفيق ومؤخرا المخرج سعيد مرزوق.

أعترف أننى  قصرت فى  حق المخرج سعيد مرزوق أحد أهم مخرجى  السبعينيات والثمانينيات كان المفروض أن التقى  به قبل وفاته بأسبوع ولظروف ما لم أستطع، أذكر أول تعارف بينى  وبينه كان من خلال فيلم «أريد حلا» لفاتن حمامة ورشدى  أباظة الذى  شاهدته فى  السينما ووقتها كنت فى  التاسعة من عمرى  ورغم صغر سنى  إلا أننى  كنت منتبهة لردود فعل الفيلم من قبل الجمهور وكانت أغلب التعليقات حول واقعية الفيلم، وبعد نزول الفيلم على  شرائط فيديو كنت حريصة على  مشاهدته بدرجة لا تقل عن متابعته عند عرضه تليفزيونيا فيما بعد، خاصة أن الفيلم كان له دور فى  تغيير قانون الأحوال الشخصية لصالح المرأة بإلغاء «بيت الطاعة» للمرأة ليجيء ثانى  أفلامه «المذنبون» 1976 الذى  شاهدته أيضاً فى  السينما، ولتزداد ثقتى  بأهميته كمخرج حريص على  تعرية الواقع بكل مافيه دون مواربة.
وإذا تناولنا قائمة أفلام المخرج سعيد مرزوق سنجد أغلبها يندرج تحت قائمة أهم أفلام السينما المصرية أولها هو فيلمه الأول «زوجتى  والكلب» لسعاد حسنى  ومحمود مرسى  الذى  تعرض فيه لشكوك الزوج فى  سلوكيات زوجته، ثم فيلماه «أريد حلا» و«المذنبون» وفى  الثمانينيات أخرج أكثر من فيلم مهم أبرزها فيلم «المغتصبون» لليلى  علوى  وكان مأخوذا عن قصة واقعية لفتاة تم اغتصابها  من قبل 6 شباب بالمعادى  ووقتها القضية أحدثت ضجة فى  المجتمع مما دفع مرزوق لإخراج الفيلم بلا مشهد واحد مخجل ووقتها كان بطل الفيلم «الحدث نفسه» الذى  عبر عنه بمنتهى  الإبداع من خلال الصورة والصوت، وحرص مرزوق على  الغوص فى  عالم المغتصبين والفتاة الضحية، أيضا توجد أفلام مهمة  تعتبر من العلامات الجيدة فى  مشوار مخرج حرص على  نقل سلبيات وقضايا الساعة للشاشة الفضية بلا نفاق، ففى  التسعينيات قدم «المرأة والساطور» لنبيلة عبيد وأبو بكر عزت الذى  حصد العديد من الجوائز، ثم فيلم «هدى  ومعالى  الوزير».
لا يخفى  على  أحد أن بعض أفلام سعيد مرزوق تدرس فى  معهد السينما بعضها يعتبر من العلامات المهمة فى  السينما المصرية ووفقا لقائمة أفضل مائة فيلم فى  تاريخ السينما المصرية إلا أن سعيد مرزوق لم ينل التكريم الذى  يليق به كمخرج من الدولة فى  حياته، كما لم يحظ بتقدير واهتمام المسئولين ليعالج فى  الخارج، مما أدخله فى  مرحلة اكتئاب بمستشفى  المعادى  العسكرى.
رحم الله سعيد مرزوق الذى  لم يتملق مسئولين من أجل جائزة أو تكريم.