الرحيق

شعر: د.عزة بدر
.. وأدفأته ضفائرى
وزجاجة العطر الأثيرة
قد سابقتنى إليه
وربما سَكَبَتْ على كفيه
ما يجولُ بخاطرى
هذه التماعة شمعة فى ليلة
أطفأت نيرانها
بأناملى
لما تزل مُحرقة
ورهن أصابعى
وخصلة على جبينه
سويتها
قصقصتها
فى حُق عاج
خبأتُ منها
رحيقه
لمسة البُنيّ
وفضْتُها فراشة ناعمة
تبيتُ دوما على يدى
.. ويالى وقميصه
.. هل لامست أزراره
سوايّ؟!
تُثبتُ الأقمار فيه
واكتحال ناظرى
هل أبصرتْ روحها
عندما ألقى على عينيها
ذاك القميص ونوره؟
هل أدركتْ
هذه الغزلان ترعى والظباء
فى معطفي؟
والزرافات استباحت
ألف غابة حيرى
بين رأسى
واخمصى
يالى ونظارتيه
حملتهما على كفىَّ
حمامتين
فرشتُ منديلى القطيفة
تحت سوقهما
حتى يُتم قراءة الجورنال
واضعا تلك النقاط على الحروف
لكل طير شارد!
.. يا لى فتنتُ به كأنى
لم أره
سوى لحظة فى حياتى القادمة
وى كأنى ما عشت عُمرا
أحتويه بقبضتى
ذَوْبَ سُكَّر
أو نديف ثلجات
وهل ما بيدى قَبْضُ ماء؟
وحفنة من رماد لحظة؟
كأبعد نقطة فى الكون
وها هى تسيرُ حفرة
تَجْر صغيرة
أسكنتها عُمرى
أمضى وقد تسير بجانبي!