الأربعاء 30 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
أوليفر ستون فى واشنطن.. واغتيال كينيدى

أوليفر ستون فى واشنطن.. واغتيال كينيدى

المخرج الأمريكى الكبير أوليفر ستون كان فى واشنطن مؤخرًا لحضور جلسة استماع فى الكونجرس ناقشت الوثائق السرية لتحقيقات اغتيال الرئيس الأمريكى كينيدى عام 1963.



يقدر عدد الوثائق التى تم إسقاط صفة السرية عنها بقرار من الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بنحو 80 ألف وثيقة. وما تم الإفراج عنه يومىّ 18 و19 مارس الماضى يقدر بنحو 63 ألف وثيقة. ولا شك أن شخصيات عديدة وجهات كثيرة منكبة على الاطلاع عليها فى الوقت الحالى. ربما تتكشف لهم من خلالها أجوبة ظلت تحيرهم حتى الآن. وبالتأكيد السوشيال ميديا ومنذ فترة منكبة أيضًا على ما قد يكون مثيرًا للقيل والقال وسط الضجيج المتواصل حول الدولة العميقة وأذرعها ودورهم فى حجب الحقائق عن الشعب الأمريكى. هكذا يقولون وهكذا يرددون.

وكان ستون قد قدّم فيلمًا باسم JFK عام 1991 تناول ظروف وملابسات اغتيال الرئيس الأمريكى الـ35 جون فيتزجيرالد كينيدى.

الفيلم مدته أكثر من ثلاث ساعات.ميزانية إنتاجه بلغت 40 مليون دولار وبلغت إيراداته 205 ملايين دولار. وقيل وقت ظهور الفيلم أن ستون حركته بشكل أساسى نظريات المؤامرة بتداعياتها العديدة حول غموض ملابسات حادث الاغتيال وما تم من تحقيقات جنائية بشأنه. وبالتأكيد ما تم الكشف عنه أو ما تم إخفاؤه حينذاك.

 

 

 

أوليفر ستون (78 عامًا) بجانب فيلم كينيدى أخرج فيلمًا عن الرئيسين نكسون عام 1995 وآخر باسم W عن بوش الابن عام 2008.

ستون يعرف جيدًا أن طرح ملف اغتيال كينيدى وهذه الوثائق تحديدًا فى هذا التوقيت الهدف منه وبعد مرور أكثر من 60 عامًا ليس كشف الغطاء ومعرفة الحقائق، بل محاولة من أجل إلهاء الرأى العام والمنشغل أساسًا بما يفعله ويقوله الرئيس ترامب وشريكه إيلون ماسك عن الجهاز التنفيذى للحكومة الفيدرالية. وما يتوالى صدوره من قرارات رئاسية تزيد من الشوشرة حول ما يريد أن يفعله ترامب داخليًا وخارجيًا.. وعلى جميع الجبهات. 

وجدير بالذكر أن الكاتب الأمريكى الشهير ستيفن كينج له رواية تسجيلية تاريخية وخيالية صدرت عام 2011 بعنوان: 22 نوفمبر 1963، وهو تاريخ اغتيال الرئيس الأمريكى كينيدى فى مدينة دالاس بولاية تكساس. والرواية تقع فى 849 صفحة. 

ستون من مواليد نيويورك عام 1946 وقد أخرج 20 فيلمًا. خدم فى الجيش الأمريكى فى فيتنام خلال عامىّ 1967 و1968. وأصيب مرتين ونقل تجربته الذاتية فى حرب فيتنام وبيان ويلاتها فى ثلاثة أفلام هى بلاتوون (الفصيلة) عام 1986 ومولود يوم الرابع من يوليو 1989 والسماء والأرض عام 1993.

المخرج السينمائى الشهير أصدر عام 2020 كتابًا عن حياته ومشواره السينمائى بعنوان «Chasing the Light» مطاردة الضوء.. الكتاب يقع فى 373 صفحة ويتضمن تفاصيل بدايات حياته وتكوينه الفنى بما فيها من نجاحات وإحباطات وعلاقته مع السينما. ستون وهو فى الـ21 من عمره ترك الدراسة فى جامعة ييل العريقة وذهب جنديًا إلى الحرب فى فيتنام. وعاد من هناك مصابًا إلى نيويورك واشتغل لفترة سائقًا لتاكسى وحاول أن يكتب سيناريوهات للسينما قبل أن ينتقل إلى لوس أنجلوس.

ولا شك أن حرب فيتنام ومآسيها هى التى شكلت حياته ومفاهيمه ونظرته لما يحدث فى أمريكا وفى العالم كله.. فى الكتاب يتحدث ستون عن الأفلام التى كتب السيناريو لها أو أخرجها أو اشتهر بسببها فى بداية مشواره السينمائى مثل فيلمه Platoon (الفصيلة) عن حرب فيتنام وقد فاز بأوسكار أحسن إخراج عن فيلمه هذا فى عام 1987. ستون يتناول أيضًا تجربته فى كتابة سيناريو فيلم Midnight Express (قطار منتصف الليل) الذى أخرجه المخرج البريطانى آلان باركر. وقد فاز ستون بجائزة أحسن سيناريو عن هذا الفيلم عام 1979.

أوليفر ستون غنىٌّ عن التعريف لمن عشقوا السينما وتمردها على الأفلام التجارية التقليدية وعشقوا أيضًا من استطاع أن يكسر القواعد المعتادة من أجل فن مختلف ومتميز يواجه الحياة بجرأة وبصراحة ودون أى تردد أو تخاذل. وكتاب ستون يتطرق لما حاول المخرج الأمريكى أن يحققه من خلال الكتابة والإخراج والبقاء على قيد الحياة مع مشوار سينمائى لم يكن سهلاً أو خاليًا من المواجهات والمصادمات. كما أن الكتاب يصف أجواء هوليوود فى السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضى.

ولا يتردد ستون فى أن يعبّر عن آرائه الصادمة لما هو سائد فى عالم السياسة أو عالم السينما. فهو يرى أن مظاهر الحساسية المفرطة فى التعامل مع بعض القضايا المطروحة خوفًا من إثارة غضب الآخرين تحت مسمى الحساسية الثقافية صارت أمرًا مزعجًا ومنفرًا للإقدام على إخراج أفلام تتحدى الواقع والمعتاد والمنطق السائد.

ووسط ما قيل وتردد حول الإفراج عن ملفات اغتيال كينيدى تم التذكير مؤخرًا أن إدارة ترامب تنوى أيضًا الإفراج عن الوثائق الخاصة باغتيال روبرت كينيدى شقيق الرئيس الأمريكى جون كينيدى يوم 5 يونيو عام 1968. وقد أطلق الرصاص عليه سرحان بشارة سرحان.

وتم التلويح أيضًا بكشف الوثائق الخاصة باغتيال الزعيم الأسود مارتن لوثر كينج.. وكما يذكر أحيانًا فتح الملفات وكشف الأسرار التى أخفتها الأجهزة الأمنية والاستخباراتية لأغراض لا يعلمها أحد ولكن كما يبدو فإن عائلة كينج لا تريد نبش القبور.. وفتح الجروح من جديد قلقًا ربما من إمكانية تشويه الحقائق وتطويع الأكاذيب من أجل المساس بشخصية الزعيم الأسود.. والمساس بسيرته التاريخية فى تحرير النفوس وطرح القضايا الحيوية للمجتمع الأمريكى.