سيد المصرى من عامل فى مطعم إلى كبير مهندسى وزارة الدفاع الهولندية
المستحيل لا نعرفه!

رانيا الفقى
هى قصة تفوق مصرية متكاملة.
بدأ رحلته بالسفر إلى هولندا للدراسة، ثم تدرج فى مجالات مختلفة بداية من عامل مطبخ فى مطاعم أمستردام، وصولاً إلى أرفع المناصب هناك.
لم يعرف الاستسلام، وتعلم الهولندية وتنقل بين كبرى الشركات حتى وصل به المطاف إلى كبير مهندسى وزارة الدفاع الهولندية.
سيد قنديل من مواليد بورسعيد، واستقر مع أسرته فى كفر الدوار محافظة البحيرة.
وهنا قصته، حيث يعرف نفسه بأنه: السيد عبد المنعم قنديل من بورسعيد، أما عن مؤهلى الدراسى فهو بكالوريوس الهندسة قسم الكهرباء، ثم التحقت بعد التخرج بالقوات المسلحة كضابط احتياط، بعد فترة الجيش عملت فى إحدى شركات الكهرباء لمدة عام كنت فيها مهندسًا مشرفًا مع مجموعة كبيرة على نظم الضغط العالى والتحكم.

وعن الفترة التى عاشها فى مصر وكيف جاءته فكرة السفر يقول المهندس السيد: حياتى فى مصر كانت أجمل فترات حياتى وبالتحديد فى مدينة كفر الدوار فى شارع مساكن السكة الحديد بين الأصدقاء والأهل وكنا إخوة أكثر من أصدقاء ودامت الأخوة بيننا حتى الآن.
أما عن نقطة التحول التى جعلتنى أسافر إلى هولندا فهى أخى عادل الذى يعيش قبلى هناك عندما طلب منى التفكير فى القدوم إلى هولندا بغرض الدراسة، وكان هدفى أن أتطور فى دراستى وأرجع إلى مصر لكى أعمل بها، وبالفعل درست اللغة الهولندية فى سنة وكانت إجبارية فلن تستطيع الالتحاق بالجامعة إلا بإتمام دراسة اللغة الهولندية والتحقت بالجامعة فى مدينة أوترخت لمدة سنتين ونصف حتى أعادل شهادتى المصرية، وحصلت على لقب مهندس بعدها.
المهندس السيد يؤكد أنه تعرض لصعوبات كثيرة فى هولندا مثل اللغة والتعامل مع الناس، إذ يختلف كثيرًا عن مصر فى كل التعاملات ومرورًا بأن تجمع بين الدراسة والعمل الليلى فى المطاعم، ولا يبقى لك فقط غير خمسة ساعات للنوم.
يتابع: وبعد الدراسة تم إبلاغنا كطلبة عن دراسة نوعين جديدين فى نظم المعلومات، واخترت مجال AutoCAD نظرًا لأن الدراسة الأخرى كان معظمها فى اليابان.. وأتممت الدراسة فى الرسم الهندسى عن طريق الكمبيوتر، وتقدمت إلى إحدى الشركات الخاصة كمهندس رسام، وكنت أشارك بعض الأحيان فى المشروعات ومرت سنوات كنت كل يوم أكتسب خبرة حتى أصبحت مهندس تصميم ورسامًا، وبالتدريج أصبحت مهندس تصميم وقضيت فى تلك الشركة ما يقرب من أربعة أعوام اكتسبت فيها الكثير ما بين التعامل وتحسين اللغة.

يكمل: «وعلى مر السنين أصبح لى اسم معروف فى الشركات وتنقلت إلى شركة أخرى عملت فيها أكثر من ثمانى سنوات، وكانت تلك الشركة نقطة تحول كبيرة فى حياتى، فقد تعلمت فيها الكثير وكان عملى كمصمم للمشاريع ما بين تصميم الشبكات الكهربائية وشبكات الصواعق لحماية المبنى وتصميم الإضاءة وكل ما يلزم من شبكات الإنترنت وشبكات الحريق والإنذار المبكر وشبكات الحماية من أخطار السرقة ما بين حماية المبنى وتزويده من كاميرات أو إنتركم وغيرها وكانت المتعة أن تجد كل هذا التصميم على الورق، بل تزداد المتعة بأن تجد المشروعات على أرض الواقع.
قال: حين أمر بجانب تلك المشاريع اليوم أتذكر أننى أتممت تلك التصميمات فى ذلك المبنى.
وبعد مرور ثمانى سنوات انتقلت إلى شركة أكبر عرضت على أن أكون مشرفًا على بعض المهندسين فى مجال التصميم وقضيت فيها أربع سنوات، وبعدها انتقلت إلى شركة أكبر عملت فيها أيضًا حوالى أربعة أعوام تم تنفيذ مشاريع كبيرة منها المبنى المتكامل الذى يجمع أسواقًا ومتاجر وشركات وفنادق عادية وفنادق صحية لمن يخرجون من المستشفى لقضاء فترة النقاهة وأيضًا قمت بتصميم شركات كبيرة وأسواق ومدارس.
على مدى 20 عامًا فى مجال التنفيذ اكتسب خبرة فى شتى المشاريع كان عليه التفكير: إما أن أبدأ بمكتبى الخاص أو الاستمرار فى العمل فى تلك الشركات ولكن أن تبدأ فى مكتبك الخاص فعليك كسب الخبرة أولاً ولأنى أؤمن بأن الله يأتيك الخير فى الوقت المناسب فقد تلقيت تليفونا من رئيس المكتب الاستشارى لوزارة الدفاع الهولندية للعمل كمهندس استشارى وتم تحديد موعد المقابلة وبالفعل ذهبت وثقتى بالله كبيرة.
وكانت مقابلة مع أربعة أشخاص لا أعرف منهم أحدًا وكانت غريبة بأن أجد أربعة فى المقابلة وبعدها عرفت بأن فيهم رئيس القسم وكبير المستشارين وأحد المهندسين الاستشاريين والآخر مثل الطبيب النفسى لكى يسجل الثبات الشخصى وطريقة الإجابة وغيرها واستغرقت المقابلة حوالى ساعة قمت بالإجابة عن كل ما طرح من أسئلة، ومر حوالى شهر إلى أن تلقيت مكالمة للمقابلة للحديث فى الشئون المالية وطريقة العمل، وبالفعل ذهبت وكان مطلوبًا منى الإجابة عن حوالى مائة سؤال فحص شامل تقريبًا عن حياتك ودراستك وغيرها وبعد حوالى ثلاثة شهور بدأت العمل كمهندس استشارى فى وزارة الدفاع الهولندية، وكانت هذه نقطة التحول عام 2014.
بعدها، والحديث للمهندس سيد، أصبحت أصمم أبحاثًا وطرقًا حسابية لوحدات الجيش الهولندى، وهو ما منحنى مزيجًا من السعادة والتوتر فكان من الصعب التغير فى نظام التفكير عامة، مثل ما ذكرت عملى سابقًا كان التنفيذ من رسومات ودراسات كانت تأتى من المكاتب الاستشارية واليوم كان عليها أن تأتى من فراغ إلى التصميم من أبحاث وطرق حسابية وزيارت كثيرة لوحدات الجيش وكتابة المشروع والتصميم على الأوراق.
يكمل: بفضل الله كان أول مشروع لى فى وزارة الدفاع هو سجن فى أمريكا الجنوبية فى إحدى الجزر التابعة لهولندا، وكان مشروعًا يتطلب بأن تجمع بين الاستشارة والتنفيذ على الأوراق لأنه سينفذ بعيدًا عن هولندا، ووفقت فى ذلك ومرت سنوات ما بين مشروع وآخر حتى وصلت إلى كبير المستشارين فى وزارة الدفاع الهولندية.
وعن أبرز المشروعات التى نفذها وعمل عليها يقول المهندس المصرى سيد: إن المشاريع كثيرة منها معهد دراسات قوات حرس الحدود وهو معهد يتم فيه الدراسة العلمية على أنظمة الكشف على جوازات السفر والأوراق وأيضًا على أعمال الشغب والكشف عن الجريمة وحماية الحدود الهولندية، واستغرق ذلك المشروع حوالى سنتين وأيضًا مشروع تطوير المتحف الهولندى الذى يعتبر من أكبر متاحف أوروبا، كما شاركت فى تطوير الجهاز الأمنى لمطار أمستردام.

يقول المهندس سيد إنه لن يتردد فى العمل بمصر، فمصر خيرها علينا جميعًا ولن نبخل يومًا ما فى المشاركة فى التطوير الذى نلاحظه فى مصر يومًا بعد الآخر ونريد من داخلنا أن نشارك بما تعلمناه كل هذه السنوات من خبرة فى العمل فى مصر.
ويتابع: تعلمت أن نعطى كل شىء حقه من وقت وجهد وأن نتعلم من الأخطاء، فليس بالعيب أن نخطئ ولكن لا نتمادى بالخطأ وأن نسمع ونستمع إلى النصيحة ونعمل بها، وتعلمت أن كلمة مستحيل ليس لها وجود، وتعلمت أننا لسنا أقل من الغرب، ونحن نمتلك القدرة بتحقيق كل الأهداف فقط العزيمة وقوة الإرادة تعلمت بأن طريق العلم ليس له آخر، وعلينا أن نتعلم كل يوم حتى من أصغر منك تعلمت أن أكون صديقًا لأولادى وأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.
ينصح سيد الشباب بأن يعرف أنه لا يوجد شىء صعب الوصول إليه مهما كانت الظروف أو المعوقات.. فقط ثق بالله عز وجل وأن تستشعر بذاتك التى وهبك بها الخالق وأعلم أن الله لا يعطى حملاً ثقيلاً لأحد غير تلك الكتف التى تتحمل، ونحن نمتلك تلك القدرة على التحمل لتحقيق النجاح والتفوق فى كل شىء بالعزيمة وقوة الإرادة، لا بد أن يكون لك هدف تسعى إليه وأن تنظر إلى الأمام ولا تصغى للمحطمين لعزيمتك.. اعمل فى كل المجالات اكتسب الخبرة من الحياة تعلم من أخطاء الغير، واعلم أن الوقت من ذهب فلا تضيع وقتك إلا بعملك وأحبابك.