الأحد 17 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

عبـدالناصـر «كـرم» الباليـه والإخوان يكرهوه!

عبـدالناصـر «كـرم» الباليـه والإخوان يكرهوه!
عبـدالناصـر «كـرم» الباليـه والإخوان يكرهوه!


«كهرباء مقطوعة، مفيش سولار، زيادة أسعار، انفلات أمنى، سد النهضة كل هذه مشاكل وتحديات تواجهها مصر ولكن عفوا هناك أصوات تنهق، رقص الباليه عيب وحرام، فلماذا لا نفكر جديا بمنعه من دار الأوبرا، فهو لا يعبر عن حضارتنا، مجموعة فتيات يرتدين ملابس قصيرة تظهر أكثر مما تخفى يتراقصن بشكل مثير للغريزة، ولكن إذا لم نستطع منعهن فعلى الأقل نجرى تعديلات بسيطة على ملابسهن لتصبح أكثر ملاءمة لمجتمعنا الشرقى أطول وأكثر اتساعا واحتشاما» هذا رأى الإخوان المسلمين فى هذا الفن الراقى ليس إلا.
 
هذا السيناريو ليس تخيليا فهذه الاقتراحات تمت مناقشتها فى مجلس شورى مصر بعد الثورة، مصر الحضارة والثقافة والفن ومصنع المواهب فى كل المجالات على مر العصور تواجه رياحا عاتية مجهولة المصدر تحاول طمس معالمها.
 
لماذا يصر البعض على ضرب ثقافتنا فىمقتل، وبغض النظر عن فن الباليه الذى قد يعتبره البعض رفاهية ولا يستوعبه سوى الصفوة، ولكن النظرة يجب أن تكون أعمق فهذه الضربة موجهة للثقافة المصرية بشكل عام وبالتدريج، سألنا المختصين والمهتمين بفن الباليه عن رأيهم فى هذه التصريحات بعد طلب جمال حامد عضو مجلس الشورى عن حزب النور، ضرورة إلغاء فن الباليه.
 
«هانى حسن» الراقص الأول لفرقة باليه أوبرا القاهرة يقول: هذا الكلام سأعتبره شخصيا وصادرا فقط عن أستاذ جمال حامد وأقول له: عفوا، فمن عرفك على الباليه عرفك عليه وعلى مفهومه بشكل خاطئ ورؤيتك له خاطئة، فنحن فى مارس 2102 سافرت فرقة باليه أوبرا القاهرة لتمثل مصر فى افتتاح المهرجان الدولى للسياحة فى برلين، ومصر كانت ضيف الشرف فى هذه الدورة من المهرجان، وكان على رأس الوفد المصاحب لنا السيد محمد عبدالمنعم الصاوى ممثل حزب الحرية والعدالة وعندما شاهدوا العرض هنأونا مع المهنئين، ومع من انبهروا بالعرض وقالوا لنا أنتم ثروة قومية وخير ممثل لمصر، الرئيس الراحل جمال عبد الناصر منح الفرقة وسام الجمهورية من الدرجة الأولى، وأيضا أنور السادات عندما كان يستضيف وفودا من خارج مصر كان يدعوهم لمشاهدة الباليه هذا يعكس مدى تطورك كفنان ولديك مواهب فى بلدك، هؤلاء رؤساء كانوا يعلمون أهمية موارد بلدهم البشرية وفنانيها وتراثهم الحضارى.. ملابس الباليه ملابس عالمية لا يعقل أن يتم تغييرها فهذا نوع من العبث، هل نستطيع تغيير ملابس الفريق القومى لكرة القدم بحجة أن الشورت لا يصلح أو أنه عورة، وكذلك ملابس السباحة، عملنا لا يمس الدين ولا الأخلاق ولا الشرف، نحن نؤدى فروضنا الدينية ولا نسمح لأحد أن يملى علينا ما نفعله وما لا نفعله، الباليه فى مصر منذ 80 عاما وليس فقط من 2012 فى انتخابات مجلس الشعب الأخيرة، أنتم الدخلاء وأنتم الطائفة التى دخلت علينا، ولكن ثقافتنا لن تتغير.. فهم وصلوا لما يريدونه واختبأوا وراء عباءة الدين لأهداف سياسية ولكن الشعب المصرى لن يتغير، نحن نقدم فننا بطريقة أكاديمية وتابعون للدولة ولدينا أسس ومناهج تدريس ومعهد عال ودراسات عليا ومستمرون فى تقديم أعمالنا وكل ما يحدث هو نوع من الهجمة العشوائية الظلامية على الفنون المصرية والثقافة بشكل عام.
 

 
∎واجهة مشرفة لمصر
 
مخرج الأوبرا «هشام الطلى»:
 
أصبحت أتوقع أكثر من هذا من تطاولات وتجاوزات على الفنانين فى هذا العصر الذى نعيشه وأخشى من نموذج إيران وأفغانستان.. الفنانون هم المستهدفون دائما لأنهم القادرون على المقاومة والاستشراف، معهد الباليه وما يقدمه واجهة مشرفة لمصر ورغم الشائع بأن أصوله فرنسية إلا أن الجداريات والنقوش الفرعونية تؤكد أنه فرعونى بتلك الإيقاعات والرقصات، ولكنهم يحاولون هدم ما هو ذو قيمة ومعنى بالنسبة لنا حتى المياه والنور والتعليم، فهم ليسوا متدينين وليسوا مصريين وقلوبهم ليست على البلد، ولو العرى فى الباليه ماذا تقولون عن الملاهى الليلية وتسمونها، الباليه ثقافة وفن.
 
∎نهايتهم اقتربت
 
الفنان «وائل عبدالحميد» أنا فى رأيى أن الإخوان يعيشون الأن فترة تكاد تكون النهاية بالنسبة لهم وأن نهايتهم اقتربت وكل هذه التصريحات الغريبة سببها شعورهم باقتراب الخطر وشبح تلك النهاية، بالإضافة إلى الظروف الدولية السياسية المحيطة بهم والقلق من انهيار الهيمنة الإسلامية، وخاصة مع شعبية حملة تمرد وانتشارها فى الشارع وهذا أعطاهم إنذارا بالتراجع وانهيار مشروعهم وبدأوا بسرعة فى مشروع التمكين ومحاولة السيطرة على كل مفاصل الدولة ومن ضمن هذه المفاصل المهمة الثقافة بشكل عام لأنها من أهم العناصر بالنسبة للمصريين، أما فن الباليه بشكل خاص فهو فن راق ومن أرقى الفنون ويعبر عن روح الثقافة التى يريدون هم خنقها وطمسها.
 
∎ألا يرون سوى الغرائز؟!
 
«د . علية عبد الرازق» الوكيل السابق لمعهد الباليه تقول: أنا أتعجب لكم الآراء والقرارات الكوميدية التى نفاجأ بها كل فترة، أنتم تتحدثون عن فن راق معروف على مستوى العالم ونوع من التميز وانعكاس التمدن لأى بلد ونحن رسخناه فى بلدنا منذ سنوات، عبد الناصر بعد ثورة يوليو كان يعمل على الارتقاء بالبلد فى جميع الفنون وجاء دكتور ثروت عكاشة وأسس أكاديمية الفنون بـ 41 معهدا منها معهد فنون مسرحية وكونسرفتوار، ومعهد موسيقى عربية ومعهد الباليه وغيرهما، هل يعقل أن يهدموا كل هذا فى لحظة، فن الباليه يرتقى بالإنسان عن كل الغرائز لماذا لم يروا فيه هم سوى ما يثير الغريزة ؟ هم لا يرون فى الراقصة سوى أنها ترتدى فستانا قصيرا يظهر ساقيها، ولا ينظرون إلى جانب آخر وهو مهارة ومجهود شاق تحتاج دقيقة واحدة منه إلى تمرينات عدة شهور وأنا لا أرى شكل الراقصة يحمل أى ملامح أنثوية، بل هو عبارة عن كيان عضلى بحت.
 
الباليه منهج عالمى درسناه فى مصر وكنا نختار من آلاف المتقدمين 21 راقصا وراقصة فقط لندرة من يتوافر فيهم المؤهلات فنجد راقصا أو راقصة مقابل آلاف من الأطباء أو الموظفين، وسؤالى هو: «هل نجحتم فى وضع منهج تعليمى ناجح، بدلا من التخبط الذى تعانون منه؟ فلماذا تشوشون تفكيركم وهناك مسئوليات أكثر أهمية على كاهلكم. ولماذا لا ترون سوى العرى فلكل رقصة باليه ملابسها ولكل قصة ملابس خاصة بها، فمثلا روميو وجولييت يرتدون ملابس فضفاضة تتماشى مع العصر الذى تقدم فيه الرواية، وكل رقصة لها ملابسها التى تبرز حركاتها، ولو كان هذا الأساس لديكم لماذا لا تتحرك مشاعر طبيب يكشف على أنثى بمختلف تخصصاتهم ولماذا لا نمنع الرجل أن يعمل ترزى حريمى وغيرها من أعمال يتعاملون فيها مع نساء؟!
 
المخرج الاستعراضى وخريج معهد الباليه «هشام المقدم»:
 
 

 
 أنا لا أجد كلاماً أصف به مايجرى ولكن أنا متأكد أن كل هذا الكلام مجرد هذيان وفقاعات فى الهواء كالاقتراحات والفتاوى التى طرحت من قبل فى مجلس الشعب.. فنحن نتكلم عن فن عمره 200 و300 عام، وفى الأساس للملوك والأمراء منذ نشأته فى فرنسا فكان يعرض فقط فى البلاط الملكى والأمراء والحاشية، وجاءت روسيا بعد هذا لتجعل منه فنا يقدم للشعب وأنشأت الفرق.. الأكاديمية ومعهد الباليه تقريبا من الستينيات وقدمت أروع العروش وشاركت فى عهد السادات فى أكثر من مناسبة قومية واحتفالات أكتوبر وعيد الفن.
 
 وإذا نظرنا فى المقابل لمن يرون العرى والابتذال فى فن الباليه، فلماذا يتركون الملاهى الليلية، ولماذا أصبحت التراخيص لها كل ثلاث سنوات بعد أن كانت كل سنة، وإذا تحدثنا عن الابتذال فماذا عن الإعلانات المصاحبة لتلك القنوات المسماة «بالدينية» والتى يخجل بعضنا مما يعلن فيها.