الأربعاء 8 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

البنت الـsingle .. متلازمــة «عقبالك يا حبيبتى»

البنت الـsingle .. متلازمــة  «عقبالك يا حبيبتى»
البنت الـsingle .. متلازمــة «عقبالك يا حبيبتى»


 قالت لى: «أنا مبسوطة ومش حاسة بأى أزمة، شغلى كويس ولسة باحلم  بمستقبل حلو، وعارفة ان ده هيحصل قريب، لكن فعلا مش عارفة استمتع.. كل اللى حواليا موترنى.. كل شوية امتى، فين اتعموا ولا إيه!!
الضغوط لمجرد إنى «سنجل» الناس بتشك فىَّ أو إنى بدور على علاقة طول الوقت، رغم إن ده مش صح ومش هدفى، أنا سايباها بظروفها جت كويس ماجاتش مفيش مشكلة، وفرضا إن اللى بيتقدموا مش عاجبنى إيه المشكلة انى افضل لوحدى، عن إنى أدخل علاقة مع حد مش شبهى ».

فى  حوار عابر مع صديقة لم تتجاوز الثلاثين بعد، ناجحة جدا فى عملها وطموحة جدا، ضمن كلامنا حول العمل وطموحنا المهنى، تطرقت بعدها إلى أن سعادتها بنجاحها دائما منقوصة، بسبب سخافات مجتمعية تواجهها طوال الوقت، كونها لم ترتبط بعد ، وكيف لم تجد شريك حياتها وأن من فى عمرها لديهم أولاد.
اندهشت جدا لأن سنها فعلا صغيرة لا تستدعى حالة الهلع التى تصيب أقاربها ولا الضعوط التى سببوها لها، الطريف أننى تذكرت نفس الحديث لصديقة أخرى تكبرها بأعوام  تجاوزت فيها الثلاثين بعامين وبكلمات لم تختلف عن تلك بكثير رغم اختلاف عمر كل منهما .
• لما الفرص تقل
«لما كبرت شوية وبقى ييجى عريس، لو رفضت وقلت لا ، يبقى فيه حد فى حياتى، رغم عادى إن أرفض وأنا مافيش حد فى حياتى، الرد يكون: لا فكرى انت الفرص قدامك مش زى الأول التأخير برة حتى لو شغل.. عيب .. أصل انت مش متجوزة ، المتجوزة تتأخر عادى وتلبس عادى، مفيش سفر لوحدك ليه كل القيود دي؟!!! الدنيا أبسط من كده، ده غير نظرة  الناس حواليا حتى لو فرحانة فى مناسبة أو أى ظرف  هما يشوفونى زعلانة وإنى ناقصة حاجة، مع أن الموضوع أبسط من كده والنظرة البائسة بتاعت «عقبالك يا حبيبتى» فى العيلة، غصب عنى بيحسسونى إن فيه مشكلة حتى لو بحاول أتناساها.
• ضغط.. وقلق وتوتر
لا نتحدث الآن عن العنوسة وآثارها النفسية أو أسبابها الأجتماعية أو الاقتصادية ولا أى كلام قتل بحثا على صفحات الصحف والجرائد ولأننى فعلا أتحدث عن نماذج لم تصل لسن العنوسة بعد، وبمعزل عن كل شعارات «الفيمنست» ولكنه كلام عن لسان صديقتين من فئتين عمريتين مختلفتين  نحن فعليا نعيش فى مجتمع ضاغط لكل من فيه، فواحدة لم تتخط الثلاثين بعد ولكنها تعيش تحت ضغط مجتمعي  يجعلها فعليا لا تشعر بقيمة أى إنجاز مهنى تحققه أيا كان  تدعمها أسرتها ولكن مضغوطة من نطاق دائرة معارفها وأصدقائها .
أما من تخطت الثلاثين فهى أسيرة قلق وتوتر دائم يحرمانها من استكمال حياتها فى سياق طبيعى والتمتع  بمرحلة مهمة فى حياتها وبنائها لمستقبلها، وتعانى أيضا من ضغوط أسرتها التى ترى أنها مادامت تخطت الثلاثين فليس من حقها رفض أى طارق لباب المنزل وأن كل عام يمر دون زواجها يجعل سقف أحلامها ومتطلباتها يتدنى درجة .
 حواديت البنات لا تنتهى، قد تتشابه فى المسببات ولكن ردود فعلهن وطريقة استجابة كل منهن لتلك الضغوط و الظروف مختلفة لسان حالهن يقول: «اتركونا نعيش أيامنا الحلوة» بهدوء وسلاسة. •