الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

سلامة الرقيعى أحد شيوخ قبيلة الدواغرة:

سينــاء مقبــرة الغــزاة

الشيخ سلامة سالم الرقيعى.. أحد شيوخ قبيلة الدواغرة، والعضو الأسبق بمجلس النواب، كان شاهدًا على سنوات الإرهاب الصعبة التى مرت بها مصر.. وسيناء بشكل خاص، كما كان شاهدًا على دحر الإرهاب بعد أن تعاون أفراد قبيلته كحال أهل سيناء جميعًا مع رجال القوات المسلحة، وله ذكريات  مع آبائه وأجداده عن حرب أكتوبر.



التقت به «صباح الخير»، ورصدنا بعينه قطار التنمية،  والمحطات التى مرت بها أرض الفيروز من الإرهاب حتى العمران.

 

قال الشيخ سلامة الرقيعى: مرت سيناء بعدد من الحروب منذ حرب 48، وحرب 56 و67، وحتى نصر أكتوبر 1973، وتم استردادها فى 1982 بعد اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، ثم حرب الإرهاب الذى تعرضت لها عام 2013.

وتم دحره بجهود القوات المسلحة، وأبطالها البواسل، وبمساعدة أهالى سيناء الشرفاء، والحمد لله أنه تم تحريرها كاملة من العدو الإسرائيلى، ومن الجماعات التكفيرية، فدائمًا ما اعتبرت مقبرة للغزاة.

الوطنية والانتماء

قال الشيخ سلامة: لقد استقينا الوطنية والانتماء وحب الوطن من آبائنا وأجدادنا، فوالدى الشيخ سالم سلمان الرقيعى كان فى الحرس الوطنى، وشارك فى حرب 67 بمعسكر العريش، وتولى تحريك عدد من جنودنا وضباطنا فى ذلك الوقت، والوصول بهم إلى بر الأمان من بحيرة البردويل حتى بورسعيد.

يكمل: وطالما نسقنا نحن أبناء قبائل سيناء، وخاصة أفراد قبيلتى «الدواغرة» مع القوات المسلحة، وحصل العديد منا على أوسمة وأنواط من الطبقة الأولى نتيجة تعاونهم مع الأجهزة المعنية من حرب 1967 حتى حرب 73 وتحرير سيناء.

وفى الحرب الشرسة ضد الإرهاب، فالأبناء أخذوا نهج المقاومة من الآباء، وتصدينا لكل شىء يسىء للوطن، وبالفعل استُشِهد منا عدد من أبناء القبيلة، فكان الإرهابيون يبحثون دائمًا عمن يتعاون مع القوات المسلحة ويغتالونه، لكن ذلك لم يثننا.

سألت الشيخ سلامة عن تجربته التى عاصر فيها فترة الإرهاب وسنواته الصعبة، وكيف يرى سيناء الآن مقارنة بتلك الفترة؟ فقال: «الحمد لله الآن معامل الأمان بنسبة 100 %، وكل السكان رجعوا لوضعهم الطبيعى، وأصبح الكل يعيش فى أمن واستقرار، فأنا وكل أهالى سيناء عايشنا فترة عدم الاستقرار الصعبة، وكنا شهودًا على ما حاولت الجماعات الإرهابية فعله فى سيناء، لكن الجيش بالتعاون مع أبناء سيناء تصدوا لذلك، وتم دحر الإرهاب بلا رجعة».

أما عن مشروعات التنمية، فأكد أن الأمن والاستقرار يؤثر بالإيجاب على التنمية والنهضة، فبعد حالة النزوح والتحرك التى رافقت إجراءات الحرب على الإرهاب والعمليات التى قامت بها القوات المسلحة على الأرض، وحتى لا نتعرض للاستهداف، عاد كل شىء لطبيعته، وبدأ الأهالى فى زراعة الأراضى، فضلا عن المشروعات الزراعية الكبرى التى أقامتها الدولة خاصة فى مناطق بئر العبد.

 

 

 

وعن أهم المشروعات التى استفاد بها أبناء سيناء، لا سيما؛ قبيلة الدواغرة، أكد الشيخ سلامة الرقيعى أن المشروعات التنموية استوعبت شبه الجزيرة بشكل كامل، منها المشروعات الجديدة ومنها من أعيد تأهيله مثل إنشاء المدارس، وإعادة الإحلال والتجديد، أما المرافق والبنية التحتية كالطرق، فتم بناء طرق جديدة بطول شبه الجزيرة بالكامل، وهناك مناطق فى سيناء كان الوصول إليها فى غاية الصعوبة، لكن تم الوصول إليها وتوصيلها بشبكة الطرق التى امتدت من وسط إلى جنوب سيناء وشمال سيناء، وأيضا مشروع السكك الحديدية الذى يصل من الفردان على  قناة السويس والإسماعيلية إلى بئر العبد ثم العريش، ثم إلى طابا مرورا بمنطقة الحسنة.

وهناك مشروعات الموانئ كميناء نويبع، وغيرها من الموانئ البحرية والموانئ الجافة، فضلا عن المدن الجديدة التى وصلت إلى 27 تجمعًا سكانيًا، بالإضافة إلى مدينة رفح الجديدة، ووجود جامعات خاصة وأخرى حكومية.

أكمل: هناك أيضًا بحيرة البردويل التى يعمل بها أبناء قبيلة الصيادين، فتم تطوير هذه البحيرة لإنتاج عائد أفضل مما كانت عليه، بالإضافة إلى إنشاء قرية الصيادين، وتم افتتاحها بمعية محافظ شمال سيناء اللواء عبد الفضيل شوشة الذى قام بعقد لقاء مع الصيادين لوضع تصور عن مزيد من الخدمات التى تخص هذا الشأن.

وعى النشء

سألته: كيف تربون أبناءكم وتزرعون فيهم حب الوطن، والانتماء إليه؟

فأجابنى قائلًا: هناك معاينة وشواهد على الطبيعة، فلقد عاصروا فترات الإرهاب، ونحن لدينا فى سيناء ما يسمى بالمقاعد والدواوين أو المجلس حسب المسمى، ونحرص فيها على اجتماع أفراد العائلة الذين يدرسون الأحداث اليومية والتوريخ والحروب، ومقاومة الإرهاب وغيره، مما يعطى للنشء ثقافة ووعيًا ورعاية، وهذا ما كان آباؤنا يربوننا عليه؛ نفس النهج والمنهج على زرع الانتماء والوطنية منذ الصغر.

 

يضيف: كنا نعتبر سيناء فى وقت سابق صحراء تعانى من ندرة سكان، وتفتقد إلى مقومات التنمية بصفة عامة فى العهود السابقة، لكن منذ عام 2014 أعطى الرئيس عبدالفتاح السيسى عناية خاصة لتنمية سيناء.

 

وعلى الرغم من تعثرها أثناء حرب الإرهاب، لكن هذا كان ضروريًا للقضاء عليه بشكل نهائى، ثم استمرت عجلة التنمية التى لم تتوقف منذ ذلك التاريخ، فحتى أثناء الإرهاب لم تتوقف المشروعات التنموية يومًا، مثل مطار البردويل فى وسط سيناء، ومجمع الرخام أيضًا الذى أنشئ فى وسط سيناء، ومصع أسمنت العريش، ومصنع أسمنت سيناء، ومصنع الصناعات الحرفية أيضا بالعريش، والصناعات المتوسطة ببئر العبد، والمشروع الزراعى القائم على ترعة الشيخ جابر الصباح والذى استهدف 156ألفًا و500 فدان، بالإضافة إلى 450 ألف فدان مستهدفة مستقبلا، فضلا عن 16 محطة سحب مياه، ومشروع مواسير تبدأ من الشرق إلى الغرب بمحاذاة ترعة الشيخ جابر، وكل هذا حتى تصير الكثبان الرملية مناطق خضراء تساهم فى وجود أمن غذائى.

قال: «كل هذا المشروعات التنمية ساعدت على العمران، وحولت سيناء إلى جنة تسر من يعيش بها ويزورها».