السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
توك وأوزيمبك.. وصراعات العصر

توك وأوزيمبك.. وصراعات العصر

المواجهة الشرسة بين أمريكا والصين مستمرة. ويبدو أنها لن تتوقف أبدًا. وبلا شك لها جبهات عديدة تشتعل أو تهدأ حسب الحسابات السياسية والاقتصادية لكلا الطرفين. علاقة واشنطن مع بكين غالبًا متوترة وتقترب أحيانًا من خط الصدام. إلا أنها فى كل الأحوال اختلاف الكبار.. بتعقل وحذر وعقلية احتواء الأزمات قبل أن تستفحل الأمور.



 

السؤال المطروح فى الأيام الأخيرة: إلى أين ستأخذنا المواجهة الحامية  ما بين تيك توك وأمريكا الإدارة والكونجرس. وهل سيتم منع استخدام تيك توك فى أمريكا؟ أو سيتم إرغام بيع تواجدها الأمريكى لشركة أمريكية؟ وذلك على أساس أنها توصف بأنها وسيط تواصل اجتماعى (سوشيال ميديا) صينى ووثيقة الصلة بالحكومة الصينية.

واتهامات أخرى عديدة ترددت على لسان أعضاء وعضوات مجلس النواب قبل أن يوافقوا على مشروع قانون يمنع تيك توك أو يتم طرحها للبيع.

عدد مستخدمى تيك توك فى الولايات المتحدة تجاوز الـ170 مليونا من أكثر من مليار مستخدم فى العالم، وقد صارت تيك توك جزءًا حيويًا من الحياة الأمريكية خاصة وسط الأجيال الجديدة. ولذا تعالت أصوات كثيرة من جميع أنحاء البلاد تطالب بوقف هذه الخطوات الخانقة لحرية التعبير والمنافسة المشروعة فى تقديم الخدمات.

ولعل ما يلفت النظر فى المناقشات الأخيرة ما قيل حول تيك توك ودورها الهدام (حسب وصف البعض) لأنها صارت تحمل وتبث بشكل أكثر فيديوهات معادية لليهود وإسرائيل ومساندة لحماس بعد أحداث غزة بعد 7 أكتوبر 2023. مشروع القرار الخاص بتيك توك ما زال قيد البحث والمناقشة فى مجلس الشيوخ. ثم سوف يتم رفع هذا الأمر للرئيس لإقراره. وحسم هذا الأمر بشكل نهائى مسألة تحتاج إلى بعض الوقت فى رأى المراقبين. إلا أن الجدل بالطبع مستمر حول تيك توك وصلتها بالصين وأيضًا حول قرار المنع وحماية حرية التعبير بجميع أشكالها.

 

ريشة: أحمد جعيصة
ريشة: أحمد جعيصة

 

تقدر قيمة بيع أو شراء حصة تيك توك فى أمريكا بنحو 100 مليار دولار هذا ما أشارت إليه صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية وذكرت أن ستيفن منوتشن وزير الخزانة الأمريكى السابق (فى عهد ترامب) على استعداد أن يتحالف مع مجموعة من رجال المال والأعمال من أجل شراء الحصة الأمريكية فى كعكة التيك توك. الصين من جهتها أعلنت رفضها الكامل لفكرة البيع لأى حصة من الشركة.

ومن الطبيعى أن يتساءل المراقبون: تُرى ماذا سيكون مصير هؤلاء الذين وجدوا فى تيك توك حياتهم وتعليمهم وتواصلهم مع البشر وتألقهم فى سماء الشهرة ومصدر رزقهم ومسرح مواهبهم.. خاصة أن الانفصال الأمريكى المقترح أو التقسيم الجديد لتيك توك ستكون له تبعات عديدة على دوائر نفوذ وتأثير هذه الوسيلة من وسائل السوشيال ميديا. مزايا الانتشار والشهرة ولفت الأنظار وجلب الأموال لن تكون كما كانت مع تغيير الملكية أو الحد من انتشار تيك توك بلا حدود!

الانتقادات الموجهة لتيك توك فى البداية كانت أنها تساعد فى بث مواد ضارة بصغار السن مثل فيديوهات تتضمن العنف والجنس والمعلومات الخاطئة، وبالطبع اشتدت فى السنوات الأخيرة الاتهامات الموجهة لتيك توك بأنها فى خدمة الصين وحكومتها، وبالتالى تستطيع إلحاق الأذى والضرر لأمريكا وأهلها وصناع القرار فيها.. عن طريق مراقبة ومتابعة خصوصياتهم وأسرارهم. وتكرر الحديث عما تمثله تيك توك من تهديد للأمن القومى الأمريكى! فلننتظر لنرى إلى أين ستأخذنا الأيام؟!

 

وداعًا للسمنة.. فى زمن أوزيمبك

كثر الحديث فى الآونة الأخيرة حول تبعات وتداعيات أوزيمبك وأخواتها الأدوية الخاصة بالتخسيس.

النقاش لا يدور فقط حول فاعلية هذه الأدوية وقدراتها فى إنقاص الوزن أو فى تحقيق الازدهار الاقتصادى أو المالى الذى عمّ الشركات المنتجة لها. منذ شهور اقترب عدد الروشتات التى تحمل اسم كل من أوزيمبك وويجوفى من رقم  الـ10 ملايين، وهذا يمثل 300 فى المائة زيادة على ما كان هذا العدد منذ ثلاث سنوات. وقفزت مبيعات الشركة المنتجة إلى 18 مليار دولار، كما تزايد الجدل حول الآثار الجانبية لهذه الأدوية  فيما يخص الاكتئاب والانتحار. ما تم وصفه بـ«المخاطرة المميتة» لأدوية اخفاض الوزن.

وتقول الأرقام إن نحو 42 فى المائة من الأمريكيين والأمريكيات يعانون من السمنة وما قد يتبعها من الإصابة بالسكرى وأمراض القلب ومشاكل صحية أخرى. وتكاليف هذه السمنة حسب بعض التقديرات تصل إلى 173 مليار دولار سنويًا. والحديث عن أوزيمبك لن يتوقف.