الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
إغلاق 1800 مدرسة ابتدائية!

إغلاق 1800 مدرسة ابتدائية!

فى كل أنحاء العالم، لا يمكن أن يحدث ما تشهده بريطانيا هذه الأيام.



فبينما تتفاخر دول العالم بأنها تفتح مدارس جديدة طوال الوقت، تصدمك هنا أخبار إغلاق المدارس، وآخر تقرير يكشف عن أن هناك 1800 مدرسة ابتدائية أغلقت وأن هناك مئات أخرى من المدارس المعرضة أيضا للإغلاق خلال السنوات المقبلة!

هل هذا معقول فى بلد متقدم يتطلع للبقاء فى صدارة بلدان العالم؟!

هل انهارت بريطانيا إلى هذا الحد؟!

أسئلة كثيرة تثار منذ إعلان هذا الخبر الكئيب.. لكن لوعرفنا السبب لبطل العجب، فالتقرير يشير إلى أن هناك سببا وجيها وراء إغلاق المئات من المدارس الابتدائية وحتى الثانوية (ليس هناك مدارس إعدادية فى نظام التعليم البريطانى).

 

مشكلة قلة المواليد!

السبب ببساطة أنه لم يعد هناك عدد كاف من الأطفال ليملأوا هذه المدارس.. ومن هنا جاءت قرارات الإغلاق.

فبريطانيا، ومنذ سنوات، تعانى من مشكلة قلة عدد المواليد، ومن المتوقع أن ينخفض عدد الأطفال الصغار بمقدار ما يزيد على النصف مليون طفل وطفلة فى عام 2030 بعد ست سنوات، وهذا يعنى إغلاق 17 ألف فصل دراسى وفق تقديرات التقرير.

وبعد أن شهد مطلع الألفية الثالثة عام 2000 تزايدا ملحوظا فى عدد المواليد ساعد فيه تزايد حالات الهجرة إلى بريطانيا، هبط معدل الولادات.. حدث هذا اعتبارا من عام 2010.. منذ 14 سنة وأعداد المواليد فى تناقص، وأصبحت المدارس التى نشطت فى بناء ملاحق لها تضم فصولا جديدة لاستيعاب زيادة المواليد، غير قادرة الآن على ملء مقاعد الدراسة فى فصولها الكثيرة.. وبدأت مدارس لندن وبرمنجهام وكامبريدج وبريستول وغيرها تغلق أبوابها لعدم توفر ما يكفى من الأطفال.

وأظهرت بيانات وإحصاءات جديدة أن خطر الإغلاق قد أصاب المدارس الثانوية أيضا، حيث نقص عدد المتقدمين للسنة الدراسية الحالية فى لندن وحدها حوالى 4 آلاف تلميذ، مقارنة بالسنة الماضية، وهو انخفاض متوقع بالنسبة نفسها فى بقية أنحاء بريطانيا.

الناقص حوالى 100 ألف تلميذ!

ووفق تقديرات وزارة التعليم فمن المتوقع أن ينقص عدد المتقدمين للمدارس الثانوية من العام المقبل وما بعده، فى كل أنحاء البلاد بما سيصل مجموعه إلى 98 ألف تلميذ وتلميذة.. وهذا الرقم يعادل نسبة 3 % بما يساوى إغلاق 92 مدرسة و3266 فصلا دراسيا.

وتتلقى كل مدرسة ما يساوى فى المتوسط 7 آلاف جنيه مقابل كل تلميذ مسجل لديها، فإذا قلّ العدد بشكل ملحوظ لا تستطيع المدرسة مواصلة القيام بمهامها.

 

ريشة: أحمد جعيصة
ريشة: أحمد جعيصة
 
 

«بول ويتمان» سكرتير عام جمعية نظار المدارس يطالب الحكومة بأن تواصل ترك المدارس مفتوحة حتى لو قل عدد التلاميذ فيها، ويقول: مع استمرار ظاهرة نقص عدد المواليد، هناك أيضا اتجاه انتقال العائلات للسكن خارج المدن، فى الأقاليم والأرياف بعد وباء كورونا..الذى قد يكون له تأثير فى انكماش أعداد التلاميذ فى مدارس المدن، المدارس هى من أهم عناصر النسيج الاجتماعى فى كل منطقة بما فى ذلك الأرياف والمناطق النائية بجانب بعض الخدمات الأخرى، فإذا أغلقت المدرسة سيكون على التلميذ أو التلميذة أن يقطعوا مسافات طويلة للحاق بأقرب مدرسة.

ويضيف: والإسراع فى إغلاق المدارس بدعوى نقص عدد التلاميذ قد تترتب عليه أضرار بليغة على المدى البعيد، إذا عادت أعداد التلاميذ للتزايد، فلم تجد ما يكفيها من مدارس وفصول دراسية.

وعلى الحكومة ومجالس المحليات مساندة المدارس وعدم إغلاقها فى هذه الظروف الطارئة ومواصلة دعمها ماليا حتى لا تضطر إلى الإغلاق.

إغلاق المزيد من المدارس

البيانات الرسمية الصادرة عن هيئة الإحصاء أظهرت أن معدل الخصوبة هبط إلى 1.49 طفلا للمرأة فى عام 2022 وهذا أقل بكثير من معدل 2.1 طفلا المطلوب لمواصلة استقرار التعداد السكانى لبريطانيا قبل التأثر الزائد لحركة المهاجرين.

انخفاض معدل الولادات منذ 14 سنة تسبب فى إغلاق المدارس فى كثير من المناطق فى السنوات الأخيرة، والمتوقع للأسف هو إغلاق المزيد.