السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

حكاية الشاب الكفيف الذى طلب لقاء الرئيس

حكاية الشاب الكفيف الذى طلب لقاء الرئيس
حكاية الشاب الكفيف الذى طلب لقاء الرئيس


لم يصدق الشاب السوهاجى محمد أبوطالب أن السفير علاء يوسف المتحدث باسم رئاسة الجمهورية هو من يتصل به، تم ذلك بعد ساعات معدودة من دعوة أطلقها أبوطالب عبر «فيس بوك» يطلب فيها مقابلة الرئيس عبدالفتاح السيسى لأمر يخص ذوى الإعاقة فى مصر، «صباح الخير» واكبت الدعوة منذ اللحظات الأولى، وشاركت أبوطالب فى التصميم والنشر.

وبالفعل حظيت الدعوة بدعم كبير من الذين تحمسوا لشجاعة أبوطالب وأهمية القضية التى يدعو لها، بالإضافة لهؤلاء الذين يعرفون أبوطالب شخصيا، ولقبه عبر فيس بوك وتويتر «المشاغب» وهو نموذج يدعو للفخر لشاب مصرى كفيف يحاول كل يوم أن ينسى من حوله هذه الإعاقة، يكتب دائما عن حقوق المعاق، يركب الدراجة متحديا أصدقاءه فى سوهاج الذين أطلقوا عليه لقب الشيخ حسنى الجديد، لكنه يفضل الشيخ بدار، وقبل كل هذا يدرس الكمبيوتر للمكفوفين.
دعوة أبوطالب وصلت أسرع مما يتخيل للرئاسة، كان يظن أنه يجب أن تنشر عنها الصحف وتتكلم فيها البرامج عدة أيام حتى يستجيب الرئيس، لكن الزميل أحمد المحمدى من مكتب الإعلام بالرئاسة تواصل معنا وحصل على رقم أبوطالب بمساعدة من الزميل هشام الميانى من الأهرام، وبالفعل اتصل به السفير علاء يوسف وقال له: إن الرئيس يرحب به فى أى وقت لكن جدوله حالياً مشحون جداً، فما هى طلباته وسيتم تنفيذها، وضرب له مثلا بتنفيذ طلب خاص بمدرسين معاقين تم توجيه وزارة التعليم لتلبية ما يريدون، لكن المفاجأة أن أبوطالب لم يكن قد رتب أفكاره بعد، كان لديه الكثير الذى يريد أن يضعه بين يدى الرئيس، فطلب من السفير علاء يوسف مهلة وجلس ليكتب الأفكار والمطالب التى جاء بعضها إبداعيا وغير مطروق من قبل، وحتى يتحقق حلم أبوطالب ويقابل الرئيس فعلا، انطلقت تساؤلات عديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعى تقارن بين سرعة الاستجابة من مكتب الرئيس واتصالهم بشاب مقيم فى سوهاج، وبين أداء الوزارات والجهات المختلفة التى لا تضع المعاقين على أجندتها حتى فى الأفكار البسيطة مثل تخصيص أماكن لهم فى الفعاليات المختلفة، وإلى متى يتحمل الرئيس فقط كل شىء، وهذا أمر لا ينطبق فقط على المعاقين لكن فئات مهمشة أخرى كثيرة تحتاج لثورة مجتمعية حتى يتم التعامل معها باحترام دون انتظار جهود فردية من أبوطالب وغيره من الشباب الإيجابى الذى يرفض السقوط فى بئر الياس والإحباط.
أما مطالب أبوطالب التى من المفترض أنها وصلت بالفعل لمكتب الرئيس فتتلخص فى الآتى، تبنى مشروع قومى لحصر الأشخاص ذوى الإعاقة يقوم به «الخدمة العامة، طلاب الكليات»، كما يمكن أن يكون من خلال الإنترنت ويراعى فيه تصنيفات ذوى الإعاقة بمختلف فئاتها، وأن تراعى استمارة الحصر فئات مهمشة وغير معترف بوجودها على الرغم من ذكرها صريحة فى الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوى الإعاقة ومثال ذلك فئة ذوى الإعاقة السمع بصرية (الصم المكفوفين)، وسرعة إصدار قانون حقوق الأشخاص ذوى الإعاقة بما يتفق مع بنود الاتفاقية الدولية لتغيير النظرة إلى حالة الإعاقة والتعامل معها، وبما يضمن كل الحقوق التى كفلها الدستور المصرى للأشخاص ذوى الإعاقة وتحقيق الدمج الكامل، وكذلك وضع استراتيجية قومية لقضية الإعاقة فى مصر خلال خمس سنوات تضمن مشاركة الأشخاص ذوى الإعاقة، فمصر بمكانتها ليست أقل من دول عربية أخرى مثال «الأردن، اليمن» على حد قول أبوطالب، ومن المطلوب أيضا تبنى مشروع قومى لتيسير الإتاحة والوصول «الأدوات المساعدة، التدريب على التكنولوجيا، دعم التواصل «لغة الإشارة - طريقة برايل - وسائل التواصل المساعدة»، ومن الأفكار الإبداعية العمل على أن تكون مصر بلداً مرحباً بسياحة ذوى الإعاقة من مختلف دول العالم ولنبدأ بمحافظة أو مدينة، وفيما يخص الحكومة قيام كل وزارة بإجراءات عاجلة للتسهيل والتيسير على ذوى الإعاقة مثل توفير جناح خاص بذوى الإعاقة بمعرض الكتاب القادم يحوى الكتب والأعمال الأدبية مطبوعة بما يتناسب مع الإعاقات المختلفة مثل طريقة برايل للمكفوفين، وأخيرا إعادة هيكلة المجلس القومى لشئون الإعاقة حتى يصبح قادرا على تمثيلنا كما نتطلع ونأمل ويكون محققا لأهدافه التى أنشئ من أجلها. •