الأربعاء 25 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

أطفالنا لايلعبون

أطفالنا لايلعبون
أطفالنا لايلعبون


تظل متعة أي طفل في لعبته المفضلة، التي يجد نفسه فيها، ويحب أن يشاركه اللعب بها أصدقاؤه أو إخوته.. تلمع عيناه.. وتتحرك عضلاته بهجة مع اللعبة، مهما صغرت أو كبرت، وتعلو الأصوات بالفرحة، ينشغل الذهن ويزداد التركيز، فتزداد دقات القلب مع قرب إحراز النجاح. . أطفال اليوم يختارون لعبهم بطرق مختلفة ولأسباب مختلفة، بينما يري الآباء والأمهات شيئا آخر.


 (كنا بنلعب أكتر من ولادنا بكتير).. خرجت مني هذه الكلمة بمرارة، وأنا أري ابني ذا الثلاث سنوات، وهو يلعب في النادي بعد أسبوع كامل من انتظار يوم الإجازة، ففي مثل عمره، كنا دائمًا مع أولاد أعمامي وخالاتي، إما في النادي، أو في بيت جدي أو في المصيف، أو نلعب مع أولاد الجيران.
لحظات سعيدة من اللعب والشقاوة، كانت ألعابنا مع بساطتها كـ: (الاستغماية، والأولي) تجًّمعنا وتسعدنا، فلم يكن هناك موبايلات أو قنوات فضائية نجلس أمامها بالساعات.
• أولادنا لا يلعبون
راندا سليمان أم لبنتين في الشهادة الأمريكية.. تقول: من المؤكد أن هناك مجالات كثيرة للعب والمتعة والترفيه والرحلات لأطفال اليوم، لكنها تقتصر علي المقتدرين، فأقل فسحة تتكلف المئات، وأي ناد اشتراكه بعشرات.. بل مئات الآلاف، والسفر مكلف جدًا، والمساحات الخضراء والحدائق اختفت.
فيما يحكي د. عادل عثمان ـ والد طفل في الابتدائي، وبنت في الإعدادي بإحدي مدارس اللغات قائلا: (كنا زمان عندنا حصة الألعاب في المدرسة الحكومية، وعندنا أنشطة كالغناء والتمثيل والشعر، وأولادي في مدارس لغات غالية، ولا يقومون بنصف الأنشطة التي كنا نقوم بها، ويجلسون بالساعات معزولين أمام الكمبيوتر أو الموبايل، بدلا من أن يتعلموا اللعب في فريق أو يكتسبوا مهارات التواصل الاجتماعي ويكونوا صداقات.
• الشارع غير آمن
لكن مها مصطفي التي تعمل مدرسة.. وهي أم لطفلين في إحدي المدارس الفرنسية في المرحلة الابتدائية تقول: أي أب وأي أم يقضون ساعات طويلة في عملهم، ويعودون منهكين ومهدودين، ولا وقت للحديث واللعب مع أطفالهم، وفي أثناء العام الدراسي تحتل المذاكرة ساعات اليوم كله، و(بالعافية) نستطيع الاستمرار في التمارين الرياضية في ظل زحمة الشوارع، و(أزمة المرور)، ويكون التمرين أشبه بواجب يجب القيام به، والانتهاء منه سريعًا للعودة للمذاكرة.
تقول أم مروان - عاملة نظافة في أحد النوادي ولها ولدان في العاشرة والسابعة عشرة: (حظي حلو.. ابني الصغير يأتي معي للنادي بسبب عملي، لأن البديل كان الشارع؛ فهو يعشق الكرة وركوب العجلة، فأسمع عن خطف الأطفال، وسرقة الأعضاء، والبلطجة والألعاب الأخري غالية علينا، وابني الأكبر يلعب في مركز شباب لأنه أفضل من الشارع.
• اللعب في المصيف
«بابا وماما مش فاضيين غير يوم واحد في الأسبوع للخروج.. هو الجمعة.. وتمرين السباحة ساعتين يوم السبت والثلاثاء.. وباقي الوقت ألعب علي موبايلي (الصب واي) أو أنزل أفلام أكشن علي (اللاب توب».. كانت هذه قصة أحمد 8 سنوات مع اللعب.
أما يمني محمد 11 سنة فتقول: «بالنسبة لي.. اللعب كله في المصيف، ماما وبابا بياخدوا عشرة أيام إجازة، وبنروح الساحل، سباحة، ولعب، وجري، وساعات بيجي معانا ولاد خالي، لكن طول السنة اللعب بيكون في البيت».
• (كاندي كراش) و(صب واي)
بتركيز شديد كان عبدالله إبراهيم 8 سنوات ـ يلعب علي (الآي باد) الذي لا يفارقه منذ دخوله النادي، مستغرقًا في إحراز سكور للعبته المفضلة (صب واي)، وعندما سألته عن سبب حبه لهذه اللعبة قال: (دي أكتر لعبة بحبها بتخليني أركز، وبكون مبسوط كل ما أطلع لـ (ليڤل) أعلي، وبلعبها علي الموبايل كمان في المدرسة).
أما سهيلة محمد 11 سنة فقالت: (أنا أكتر حاجة بحبها) لعبة (كاندي كراش)، لأنها لعبة برد فعل سريع ما بتحسسنيش بالملل وألوانها بتشدني، خاصة أننى بموت في الكاندي والبونبون.. ولما بحقق سكور عالي بتبسط جدًا وبكملها).
 • الكوتشينة تكسب
أما سلمي محمود-  14 سنة - فرغم لعبها التي تحبها علي التابلت، فإن لعبتها المفضلة هي الكوتشينة، تقول سلمي: (الكوتشينة أكتر لعبة بتجمع الناس، بلعبها مع ماما وبابا، وبلعبها مع صحاب كتير، وبيكون فيها حماس أحلي من لعب الواحد لوحده علي التابلت أو الموبايل).  •