الخميس 20 نوفمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

مؤتمر إعمار غزة.. رهان على المستقبل

فى خطوة جديدة ضمن التحرك المصرى المتواصل لدعم جهود إعادة إعمار غزة وتنسيق التعاون مع الأمم المتحدة، استقبل الدكتور بدر عبد العاطى،  وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، عبد الله الدردرى،  مساعد سكرتير عام الأمم المتحدة ومدير المكتب الإقليمى للدول العربية ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائى، ورامز الأكبروف، منسق الأمم المتحدة للشئون الإنسانية فى الأراضى الفلسطينية.



وجاء اللقاء من أجل بحث سبل دعم التعاون الثنائى بين مصر والأمم المتحدة، إضافة إلى مناقشة الترتيبات الخاصة باستضافة مصر للمؤتمر الدولى للتعافى المبكر وإعادة الإعمار والتنمية فى غزة، وهو المؤتمر الذى يمثل محورًا رئيسيًا فى الجهد الدولى لإعادة تأهيل القطاع وإنعاش اقتصاده بعد الدمار الكبير.

وتراهن المنطقة على هذا المؤتمر لتشكيل نقطة انطلاق عملية لإعادة بناء القطاع المنهك من الصراع، وجاء اللقاء فى ظل تصاعد الاهتمام الدولى بخطة إعادة إعمار غزة والتى تقدّر تكلفتها الإجمالية بحوالى 53 مليار دولار، وتتوزع على مراحل تمتد من التعافى السريع، مرورًا بإعادة الإعمار، وصولاً إلى التنمية طويلة المدى.

وتتضمن الخطة: مرحلة تعافٍ مبكر مدتها 6 أشهر بتكلفة تقارب 3 مليارات دولار، تشمل إزالة الأنقاض، معالجة الدمار العاجل، وتهيئة مسارات الحركة داخل القطاع.

ومرحلة إعادة إعمار أولى لمدة عامين، بقيمة تقارب 20 مليار دولار، تركز على إعادة بناء المساكن والبنية التحتية والخدمات الأساسية.

ومرحلة إعادة إعمار ثانية تمتد سنتين ونصف، بتكلفة تقارب 30 مليار دولار، وتشمل بناء وحدات سكنية دائمة، ومشروعات اقتصادية واستراتيجية، مثل مناطق صناعية ومرافق رئيسية.

كما تتضمّن الخطة بناء أكثر من 200 ألف وحدة سكنية فى مرحلتها الأولى، وصولاً إلى 460 ألف وحدة سكنية دائمة تستوعب نحو 2.75 مليون نسمة.

وتشدد مصر، على ضرورة توفير تعهدات مالية واضحة من المانحين لضمان بدء التنفيذ فورًا، إضافة إلى تشكيل آليات تضمن احترام السيادة الفلسطينية ومشاركة جميع الشركاء الدوليين، عبر صندوق ائتمانى يشرف على التصرف فى التمويل.

وأشاد وزير الخارجية بالدور البنّاء الذى تقوم به الأمم المتحدة فى دعم السلام والتنمية المستدامة على المستويين الإقليمى والدولى، مؤكدًا تقدير مصر للجهود المتواصلة التى تبذلها المنظمة لدعم التنمية بالتعاون مع الحكومة المصرية، وبما يسهم فى تنفيذ أجندة مصر التنموية المتسقة مع أهداف التنمية المستدامة لعام 2030.

وخلال اللقاء استعرض عبد العاطى التحضيرات الجارية للمؤتمر الدولى،  مشيرًا إلى تطلع مصر إلى مشاركة واسعة وفاعلة من وكالات وبرامج الأمم المتحدة، لإتاحة البدء الفورى فى مشروعات التعافى،  بما يسهم فى رفع المعاناة عن الشعب الفلسطينى.

وأكد وزير الخارجية التزام مصر بمساندة جهود الأمم المتحدة فى دعم التنمية المستدامة فى منطقة الشرق الأوسط، خصوصاً فى ظل التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية الراهنة. كما أشار إلى دور مصر كشريك رئيسى يعمل على تعزيز التعاون وتبادل الخبرات بين الدول النامية، بما يعزز من قدرة المنطقة على مواجهة الأزمات وتحقيق الاستقرار.