رسالة جامعية تطالب بتدريس أغانى فيروز فى المدارس

مودى حكيم يكتب من بيروت
أغانى فيروز كانت موضوع رسالة جامعية نال عليها جورج حداد درجة الماجستير من معهد الآداب الشرقى ببيروت بإشراف الدكتور أسعد علي، وعنوان الرسالة «النزعة الإنسانية فى الأغنية الفيروزية»!
وأسأل جورج حداد عن دوافع اختياره لهذا الموضوع وتفرغه له ثلاث سنوات يقول: أولا حبى لصوت فيروز منذ كنت طالبا، وصوتها يمنحنى القدرة على الاستمرار فى العمل، ويطوف بى كالأحلام الجميلة.
ثم إن الكلمة فى الأغنية الفيروزية انطلقت بمنهج إبداعى مستقل أرساه الأخوان رحبانى وعرف بمدرسة متميزة فى التأليف الغنائى.
الأغنية عموما أقرب الوسائل الإعلامية إلى قلوب الناس وأسرعها شيوعًا بينهم، وأشدها تحريكا لهم بأنواعها الإنسانية والوطنية وتنميتها لمشاعر المحبة والسلام والإيمان بالحق والأرض، وبحث جورج الأغنية الفيروزية من هذه الزوايا جميعا .
ودورها وأهميتها على صعيد التراث الشعبى، وتناولها لموضوعات دقيقة بلغة يومية بسيطة.
وأحاط الدارس بحثه بإمكانيات الأغنية العربية عامة وبمستواها.. ولهذا استغرق منه إعداد البحث ثلاث سنوات، قضى منها عاما فى جمع نصوص أغانى فيروز من مختلف المصادر، ولم يجد مساعدة كاملة لا من الإذاعة اللبنانية ولا من الرحبانية. وأمام هذه الصعوبات لم يجد جورج أمامه سوى جمع الأشرطة والاسطوانات والوثائق من الأصدقاء والناس والمعارف مدونا كلمات الأغنيات إلا أن هذه الطريقة لم تأت بنتائج مرضية، مما أوقع بجورج للتفكير بالعزوف عن متابعة موضوعه: ولكن أستاذه المشرف أبى عليه ضياع الجهد الذى بذله واستمر فى دفعه على العمل، وفيما بعد وقع على كتاب «جارة القمر». الذى أعده الشاعر فؤاد بدوى وجمع فيه بعض أغنيات فيروز. هذه الصعوبات يعتبرها جورج حداد خارجية أما الصعوبات الداخلية فيتحدث عنها قائلا: إنها تبدأ باعتبار بعض نصوص الأغنيات معتمة المضمون بحيث يصعب على قارئها أن يدرجها تحت عنوان واضح مثلا «علی يا مغزال»، و«هیلا یا واسع» أو «طريق النحل» وبعضها الآخر متشابك المدلول فى أحيان كثيرة يجتمع فى الأغنية الواحدة ثلاث قضايا، كما تمتزج مواسم الضيعة بمواقف العشاق المختلفة من خوف واطمئنان ووعد وهجران ثم حب الوطن والحنين إليه، على سبيل المثال «فتى يا دلى» «نسم علينا الهوى» و«يا أهل الدار»، هذا إلى جانب أن معظم الأغانى جاءت عامة يصح أن يدرج تحتها أى موضوع «عالى ع العالى» أو «هالا ولالا» أو «ياطير» هذه العناوين اقتطعت من مطالع الأغنيات ولم تكن تعبيرا عن موضوع الأغنية. وسبب ذلك يعود إلى أن الأغنية الواحدة تقوم على عدة محاور وتعالج أكثر من موضوع. وأسال الباحث اللبنانى هل تعتقد أن موضوعك هذا يستحق رسالة جامعية؟

- لقد عالج الرحبانيان بما ألفاه مختلف القضايا اللبنانية والعربية والإنسانية، ففى لبنان تجد لهما مواقف عن الضيعة وقضية نزوح أهاليها، فالهجرة من لبنان والدعوة للعودة إلى الوطن والقضية الفلسطينية والأرض السليبة وعبر بلسان المشردين البعيدين عن بيوتهم وحقوقهم المغتصبة.
وأخيرا ينهى جورج رسالته بالمطالبة بتدريس أغنيات فيروز فى المدارس والجامعات وللشباب المنحدر من أصل لبنانى والذين تشرف الدولة على تعليمهم اللغة العربية واللهجة اللبنانية فى دورات - صيفية خاصة، وفى رأيه أن هذا يعطى روحًا جديدة لمناهج الدراسة وفروعها خاصة فى فرع الفلسفة وعلم الاجتماع.
وفى باريس
وآخر أخبار فيروز إحياؤها لست ليال فى قصر المؤتمرات بباریس أوائل 75 سترافق فيروز طوال وقوفها أمام جمهور قصر المؤتمرات - أوركسترا كبيرة -وقال منصور وعاصى الرحبانى أن الأمسيات الباريسية ستكون مختلفة كلية فى دورة الولايات المتحدة وكندا حيث كانت مع فيروز مجموعة كبيرة من الراقصين الشعبيين. وأخيرا فإن رسالة جورج حداد بتجميعها ودراستها للتراث العائلى للرحبانية، أشارت إلى عالم فيروز الغزير والعميق والممتد فى حياتنا ووجداننا، وأشارت أيضا إلى الأثر الكبير الذى تلعبه والذى يمكن أن تلعبه الأغنية العربية.