الأربعاء 14 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

«نيويورك تايمز» تقاضـى «أوبن إيه آى ومايكروسوفت» بـسبب «تشات جى بى تى»

عندما تسأل روبوتات الدردشة الآلية عن الأحداث الجارية أو غيرها من الموضوعات التى تستحق النشر، فإنها تولد إجابات تعتمد على الصحافة التى تقدمها الصحف الشهيرة حول العالم.



ومؤخرًا قالت نيويوك تايمز إن القلق بدأ يساورها فى أن يكتفى القارئ برد «روبوت الدردشة الآلية» من دون زيارة موقع الصحيفة على شبكة الإنترنت، وبالتالى تقليل حركة الدخول إلى «الويب» الخاص بها، ما ينعكس على العائدات والإعلانات والاشتراكات.

آلية التدريب التى اعتمدها عمالقة التكنولوجيا الأمريكية، كانت السبب فى رفع العديد من القضايا من أطراف عديدة تضررت من مالكى روبوتات الدردشة وفى صدارتها كانت «نيويورك تايمز» الأمريكية، والممثلة «سارة سيلفرمان» و«الروائيان» «جوناثان فرانزين» و«جون جريشام»، ونقابة التصوير الفوتوغرافى «جيتى إيمدجز». وكلهم أعلنوا حربًا على الذكاء الاصطناعى مؤخرا.

 نيويورك تايمز

وحققت الجولة الأخيرة -خلال إبريل 2025- من المعركة القانونية المتصاعدة بين «شركات الإعلام الكبرى» و«عمالقة التكنولوجيا», حول استخدام المحتوى المحمى بحقوق الطبع والنشر لتدريب الذكاء الاصطناعى، فوزًا جزئيًا للناشرين «المدعين» وهم: صحيفة نيويورك تايمز، شركة ديلى نيوز إل بى، ومركز التقارير الاستقصائية.

 

 

 

وخلال الأيام الأخيرة من ديسمبر الماضى، كانت صحيفة «نيويورك تايمز» رفعت دعوى ضد شركتى «أوبن إيه آى» و«مايكروسوفت»، بسبب انتهاك حقوق الطبع والنشر، لتمثل الدعوى جبهة جديدة فى المعارك القانونية المتزايدة بشأن «الاستخدام غير المصرح به» لتقنيات الذكاء الاصطناعى، حيث تعد المواد التى تستخدمها تطبيقات الذكاء محمية بـ«حقوق الطبع والنشر».

وقالت «ليندسى هيلد» المتحدثة باسم «أوبن إيه آى» الشركة التى كانت تتحرك بشكل بناء فى المحادثات مع صحيفة «ذا تايمز»، بشأن تلك المسألة إنها «فوجئت بالدعوى القضائية»، مضيفة: «نحن نحترم حقوق منشئى المحتوى وأصحابه ونلتزم بالعمل معهم لضمان استفادتهم من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى وتحقيق الإيرادات الجديدة»، متابعة «نحن نأمل فى أن نجد طريقة مفيدة للطرفين للعمل معًا، كما نفعل مع العديد من الناشرين الآخرين». 

ومؤخرا، انضمت الممثلة «سارة سيلفرمان» إلى اثنتين من الدعاوى القضائية تتهمان «ميتا وفيسبوك، وأوبن إيه آى» بـ «ابتلاع» مذكراتها كنص تدريبى لبرامج الذكاء الاصطناعى، بينما أعرب عدد آخر من «الروائيين» عن انزعاجهم بعد الكشف عن أن «أنظمة الذكاء الاصطناعى» استوعبت عشرات الآلاف من الكتب.

وفيما يتعلق بالصور، فقد رفعت نقابة التصوير الفوتوغرافى دعوى هى الأخرى ضد شركة ذكاء اصطناعى أخرى، محتجة بأن  المنصة تعتمد على الاستخدام غير المصرح به للصور المحمية بحقوق الطبع والنشر. 

وقال ريتشارد توفيل الرئيس السابق لغرفة الأخبار غير الربحية «بروبابليكا» ومستشار صناعة الأخبار عن تلك الموجة من الدعاوى القضائية: «قرار المحكمة العليا أمر لا مفر منه فى الأساس».

سبق وأن أقرت «مايكروسوفت» بمخاوف فى طرق حقوق النشر على يد الذكاء الاصطناعى. لذلك أعلنت أنه إذا تعرض العملاء الذين يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعى الخاصة بها لشكاوى حقوق النشر، فإنها ستعوضهم وتغطى التكاليف القانونية المرتبطة بذلك. 

لكن فى الجانب الآخر هناك أصوات أخرى مصرة على انتهاك حقوق الملكية الفكرية، ففى أكتوبر الماضى، كتبت شركة «أندريسن هورويتز»، للروبوتات فى ردها على مكتب حقوق النشر الأمريكى بتأكيدها على أن تعريض شركات الذكاء الاصطناعى لمسئولية حقوق النشر، سوف «يقتل بشكل كبير تطوير تلك التكنولوجيا».

ونجحت وكالات ومواقع إخبارية أخرى فى التوصل لاتفاقيات لاستخدام صحافتها، حيث أبرمت «أسوشيتد برس» اتفاقية يوليو الماضى مع شركة «أوبن إيه آى»، وبالمثل فعلت «إكسل سبرينجر»، الناشر الألمانى الذى يمتلك «بوليتيكو» و«بيزنس إنسايدر» دون أن يتم الكشف عن شروط هذه الاتفاقيات. 

 انتحار أم قتل؟

اتصالًا بقضية «نيويورك تايمز» و«أوبن إيه آى»، تناولت وكالات الأنباء خبرًا أعلنت خلاله السلطات فى «سان فرانسيسكو» العثور على جثة الباحث «سوشير بالاجي»، فى شقته نوفمبر الماضى، وأكد مكتب الطب الشرعى أن سبب الوفاة انتحار، مستبعدًا الشبهة الجنائية لكن الأمر أثار جدلا واسعا رغم ذلك.

وكان «بالاجى» فى الأشهر الأخيرة قبل وفاته قد كشف عن ممارسات لشركة «أوبن ايه أول»، حيث عمل باحثًا لمدة 4 سنوات، وفى مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز، اتهم الشركة بانتهاك قوانين حقوق النشر الأمريكية خلال تطوير روبوت المحادثة «تشات جى بى تى».

 

 

 

اعترف «بالاجى» خلال المقابلة أن «استخدام «OpenAI» للبيانات المحمية بحقوق النشر يخالف القانون. قضية أخرى أشارت إليها «رويترز» فى تقرير يناير الماضى، وافقت فيها شركة أبل على دفع 95 مليون دولار، لتسوية دعوى جماعية تتهم تطبيقها الذكى بانتهاك خصوصية المستخدمين. 

وتمت التسوية خلال الأيام الأولى من يناير العام الجارى، فى المحكمة الفيدرالية لـ«أوكلاند» بولاية كاليفورنيا، وبموافقة قاضى المقاطعة الأمريكية «جيفرى وايت»، بعد أن اشتكى أصحاب الأجهزة المحمولة من أن «أبل» تسجل بشكل روتينى محادثاتهم الخاصة بعد تنشيطهم للتطبيق «سيرى» ويتم الكشف عن هذه المحادثات لأطراف ثالثة من المُعلنين. 

وقال اثنان من المدعين، إن ذكرهما لأحذية «Air Jordan» الرياضية ومطاعم « Olive Garden» أدى إلى ظهور إعلانات عن تلك المنتجات، بشكل مطرد على حساباتهم وقال آخر إنه تلقى إعلانات عن علاج جراحى يحمل علامة تجارية بعد مناقشته مع طبيبه على انفراد، وقالوا إن تلك التسريبات حدثت بعد تحديثات على التطبيق معروفة باسم «Hey, Siri» باعتبارها ميزة جديدة على «أبل».

ونفت «أبل» ارتكاب أى مخالفات فيما تجاهلت الشركة طلبات التعليق على حالات مماثلة، لأنها غير مستعدة لدفع نحو 28.5 مليون دولار كرسوم، من صندوق التسوية. 

أما «جوجل أوه» فهو ليس بعيدًا عن الملاحقات القضائية، ومتداول دعوى كبيرة لم يبت فيها، نيابة عن مستخدمى مساعد جوجل الصوتى (GOOGL.O)، بالمحكمة الفيدرالية فى سان خوسيه كاليفورنيا، وهى المنطقة نفسها التى توجد بها محكمة «أوكلاند»، حيث يترافع فى القضية عن المدعين نفس شركات المحاماة فى قضية «أبل».