الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

ملتقى الشارقة الدولى للراوى فى نسخته الـ22 يحتفى بحكايات البحر

فعاليات ثقافية وغنائية
فعاليات ثقافية وغنائية

إن اختيار حكايات البحر كموضوع رئيسى لملتقى الشارقة الدولى للراوى فى دورته الثانية والعشرين كان اختيارًا موفقًا للغاية، فـ(حكايات البحر) على وجه التحديد، كانت دائمًا هى الأكثر إثارة، وإبهارًا  وغموضًا ودهشة، لأن الخيال هنا كان دائمًا هو الأكثر بريقًا واتساعًا وحضورًا فى المخيلة الشعبية لأجيال متعاقبة عاشت هذه الحكايات، وعايشتها، فتأثرت بها، وأثرت خيالها على مدى الأجيال.



 

مشاركات فى معرض التراث البحرى
مشاركات فى معرض التراث البحرى

 

على مدار 3 أيام، بمشاركة 46 دولة، وأكثر من 160 مشاركًا، انطلقت الدورة الثانية والعشرون من ملتقى الشارقة الدولى للراوى بحضور سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمى ولى العهد نائب حاكم الشارقة، بمركز إكسبو الشارقة.

وشاركت مصر بحضور لافت فى ملتقى الشارقة للراوى بعدد كبير من الأبحاث المهمة التى تناقش العديد من الموضوعات التى تتعلق بعنوان الملتقى.. وعدد من العروض الفنية التى قدمها الرواة المصريون من معهد الفنون الشعبية بأكاديمية الفنون بإشراف د.مصطفى جاد عميد المعهد.. ومن الأبحاث المهمة التى قدمها الباحثون المصريون تحت عدة عناوين مختلفة: (توثيق عناصر الماء فى التراث الشعبى العربى/ د. مصطفى جاد.. المفارقات السردية فى حكايات البحر.. بين ألف ليلة وليلة والسندباد البحرى/ محمد بغدادى.. وسرديات البحر فى التراث العربى/ إيهاب الملاح.. وأغانى البحر فى الثقافة المصرية/ د. محمد شبانة.. وتمثلات البحر فى المخيال الشعبى دراسة فى الحكايات الشعبية المصرية/ ود. أحمد بهى الدين العساسى.. سكان البحر/ د. نهلة إمام).

وفى حفل الافتتاح قال  الدكتور عبدالعزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث فى كلمته: «إن ملتقى الشارقة الدولى للراوى هذا العام، يقدم صورة جديدة للاحتفاء بالرواة، وبدول الخليج كضيف شرف فى صورة مغايرة عن الدورات السابقة، بأن يكون ضيف الشرف دولة واحدة فقط، وأضاف موضحًا أن مخرجات الدورة الحالية كثيرة، تزيد على 40 إصدارًا جديدًا، إلى جانب عدد كبير من الندوات والمحاضرات التى بلغت 12 جلسة بحثية، قدم خلالها أكثر من ستين باحثًا وباحثة أطروحاتهم البحثية عن حكايات البحر تناولوا من خلالها موضوعات غنية بالمعلومات والحكايات العجائبية عن البحر.

 

تكريم المشاركين
تكريم المشاركين

 

وأضاف المسلم: «تتضمن هذه الدورة العديد من البرامج الثقافية والورش التدريبية، والفعاليات الجماهيرية، من بينها 13 ورشة، منها 3 ورش استباقية، و10 ورش خلال الملتقى، وتناقش الجلسات الفكرية موضوعات متنوعة، بمشاركة نخبة من الباحثين والخبراء والدارسين، إضافة إلى مقهى الراوى، ومكتبة الملتقى، وركن التواقيع والإطلاقات، إلى جانب كم كبير من الكتب القيمة والكتيبات المهمة، والنشرات الإخبارية التى تحتفى بشعار هذه الدورة، التى تزيد على 40 عنوانًا.

وأضافت عائشة الحصان الشامسى مديرة مركز التراث العربى قائلة:  «يُشكل ملتقى الشارقة الدولى للراوى كُل عام تجربة ثرية ومفيدة نتعرف من خلالها إلى رواةٍ جدد ومعارف شعبية عالمية تكشف لنا عن الخيط الناظم لتراث الإنسانية الذى يجمعنا تحت مظلة واحدة، كما تشرفنا خلال دوراته السابقة بتكريم أكثر من 100 راوٍ وراوية.. من الإمارات والخليج والوطن العربى ومختلف دول العالم..  والعشرات من المؤسسات الثقافية والإعلامية الداعمة لمسيرة الملتقى.. ليُمثل ذلك معنى عميقًا.. وغاية سامية يعتز بها المعهد  ويحرص على استدامتها وإثرائها، وبما يليق بإمارة الشارقة التى أضحت وجهة رائدة وأنموذجًا يحتذى به ويحتفى عالميًا فى مجال حماية الكنوز البشرية وحفظ التراث بمختلف صوره وتجلياته».

 

ورش فنية
ورش فنية

 

الجلسات

وقد اتفق أدباء إماراتيون وخليجيون متخصصون فى التراث الشعبى البحرى خلال جلسة لهم أقيمت على هامش انعقاد فعاليات ملتقى الراوى 2022، وأدارها طلال الرميضى على أن للبحر مكانة كبيرة، فقد فرض حضوره على الثقافة الشعبية بالكثير من المفردات والألفاظ، واحتل مساحة واسعة فى نفوس شخصيات مؤثرة فى المجال الشعبى البحرى، وكان له نصيب وافر فى الحكايات الشعبية والأمثال، مع ما كان يمثله للمرأة من ألم مقرون بالبعد، وشوق ممزوج بسعادة عودة النوخذة من موسم صيد طويل.

وشارك فى الجلسة مجموعة من أدباء وباحثى الإمارات والخليج العربى، هم كل من: فهد  المعمرى وذلك بورقة تحت عنوان (الألفاظ البحرية فى الشعر النبطي)، وعبدالله عبدالرحمن، بورقة عنوانها (مساحات من الحكمة والاستلهام فى ذاكرة أبطال البحر)، وفاطمة المغنى التى استعرضت (البحر للمرأة الإماراتية مرفأ للخوف والأمل)، و د. حياة بنت مناور الرشيدى التى قدمت (حكايات البحر من تراث إقليم الحجاز)، وأخيرًا د. أنيسة فخرو التى انتقلت بالحضور إلى استعراض (البحر فى الأمثال الشعبية البحرينية).

 

..وحرفية
..وحرفية

 

الورش الفنية

فى ركن (جزيرة الدانات)، على ملتقى الشارقة الدولى للراوى الذى ينظمه معهد الشارقة للتراث، تجتمع هذه العوالم الثلاثة جميعًا، بالفن، والحكاية، واللون، والصورة، والإيقاع التمثيلى المؤثر، لتعطى للأطفال صورة وافية عن البحر الذى اتخذه الملتقى شعارًا لدورته الحالية «حكايات البحر»، وأسهم فى تنفيذه حكواتيون مصريون وتونسيون وبحرينيون وإيطاليون، وفنانون منفذون من مختلف دول العالم.

الورشة الأولى كانت من نصيب حورية البحر، حيث تابع مجموعات من الأطفال وذويهم كيفية صناعة حورية البحر من مجموعة أدوات كالقطن، والأسلاك الملونة، والأقمشة، والورق المقوى، وكان الحكواتى يرافق عملية التشكيل للأطفال بإثراء خيالهم عن الحوريات، بالحكايات، والسؤال والجواب، وما يحب الأطفال أن يقصوه حول الحوريات، ثم يقوم كل طفل بتلوين الحورية حسب رؤيته، وهو ما أظهر براعات كبيرة، وقابليات فنية تبشر بالنمو والتميز فى المستقبل. 

 

خلال ندوات الملتقى
خلال ندوات الملتقى

 

معرض أحمد بن ماجد 

وعلى هامش الملتقى افتتح الدكتور عبدالعزيز المسلم معرضًا عن التراث البحرى بالإمارات احتفاءً بالعالم الفلكى الإماراتى أحمد بن ماجد مستعرضًا فى محاوره التراث البحرى فى الإمارات، وصولًا إلى تراث ابن ماجد، الذى شكّل نقلة كبيرة ومهمة فى هذا المجال فأحمدُ بنِ ماجدٍ بنِ محمدٍ (821هـ-906هـ/1418-1501م) ملاح وجغرافى عربى من جلفار (رأس الخيمة)، برع فى الفلك والملاحة والجغرافيا، واشتهر فى القرن العشرين. أطلق عليه البرتغاليون (بالبرتغالية: ومعناها أمير البحر (الأميرال) ويلقب بـ«معلم بحر الهند».. ينتسب إلى عائلةٍ من الملاحين. كتب العديد من المراجع الملاحية، وكان خبيرًا ملاحيًا فى البحر الأحمر وخليج بربرا (خليج عدن) والمحيط الهندى (بحر الهند) ومضيق ملقا وصولًا إلى بحر الصين الجنوبى.