8 نصائح لمراجعات قبل الامتحان
ذاكر الصبح.. وبلاش «دهون»
بسمة مصطفى عمر
انتهت فترات الراحة.. ودخلنا مرحلة القلق لدى الطلاب وأولياء الأمور.. بسبب امتحانات نهاية العام الدراسى.. وهو الأمر الذى يستلزم معه التركيز واستعادة النشاط من جديد؛ خصوصًا بعد انقضاء شهر رمضان، ثم إجازات أعياد القيامة والفطر. لذلك لا بُد من وضع مخطط دقيق وملزم للمراجعة، بحيث يتمكن الطالب من التحصيل الدراسى؛ طبقًا للخريطة الذهنية الخاصة بكل مادة دراسية.
أكثر سؤال يدور فى أذهان الطلاب وأولياء الأمور، وهو، ما هى أفضل الطرُق للمراجعة قبل الامتحان؟
فاستذكار الدروس هو عمل يومى لا يجب توقفه من جانبهم، بينما أجواء من التوتر تحاصرهم مع قرب امتحانات انتهاء العام، ولذلك يقعون فى حيرة وتشتت فكرى، تحتم تنظيم أوقاتهم ومعرفة أنسب الفترات للاستذكار، التى يتميز فيها الذهن بالصفاء والقدرة الاستيعابية العالية.
السلامة النفسية
تحدّث الدكتور محمد هانى، استشارى الصحة النفسية، لمجلة «صباح الخير» عن أهمية دور الأسرة تجاه أولادهم الذين هم فى المراحل الدراسية المختلفة، من حيث متابعتهم فى تنظيم أوقات التحصيل الخاصة، خلال الأشهر الأخيرة من العام الدراسى، وتهيئتهم للاستعداد للامتحانات.
موضحًا أن هذا الدور لا يقتصر على المتابعة أو المراقبة كما يفعل البعض، ولكن لا بُد من تعايشهم مع أبنائهم ذلك الجَوّ، وتهيئة المناخ العام لهم لكى يتقبّلوا الوضع.
وأضاف «هانى»: هناك علاقة طردية بين الحالة النفسية للطلاب، ومدى قدرتهم على استذكار دروسهم، ولذلك يجب تحديد جدول زمنى للمراجعة؛ خصوصًا فى الفترة الحالية بالقرب من امتحانات الثانوية يتم ترتيبه بحسب أولوية المواد الدراسية، ومرحلة كل طالب داخل الأسرة؛ خصوصًا طلاب الثانوية، ويبدأ دور الأسر من المساعدة فى وضع هذا الجدول حتى تنفيذه، حتى لا يصاب الطلاب بحالة من الكسل والخمول والتعب؛ خصوصًا مع كثرة الدروس، وضيق الوقت.
وأكد «هانى» على أهمية متابعة مستوى وكم التحصيل، وليس فقط عدد الساعات التى يقضونها أثناء الاستذكار، وما الذى قاموا بإنهائه من المناهج؛ لمعرفة وتحديد هل تم الجور فى مواد على حساب أخرى؟، وإحداث توازن بينها، ومساعدتهم فى الاهتمام بكل دروسهم. موضحًا أن الهدف ليس فى «الكم» وعدد الساعات؛ ولكن فى «الكيف»، وهو ما تم تحصيله خلالها.
وأشار إلى أن أوقات التحصيل لها عامل مهم وقوى، قائلاً إن فترة الصباح الباكر من الساعة 6 حتى 10 صباحًا، من أفضل التوقيتات التى يستطيع الطلاب فيها التحصيل والتركيز بدرجة فائقة، وكذلك من الساعة 6 مساء حتى قبيل منتصف الليل.
ولتحقيق عوامل النجاح قال استشارى الصحة النفسية، إنه يجب على الأسرة تهيئة مناخ مناسب داخل البيت، وتأهيل الجَوّ للاستذكار، وعدم تشتيت الانتباه، من خلال التجمعات العائلية المعتاد عليها بين الأسر، أو غيرها من مناسبات.
كما يجب تنظيم أوقات النوم وعدم تركها بشكل عشوائى.. ونوّه إلى أهمية متابعة أصدقاء أبنائهم، قائلاً إنهم يمثلون خطرًا على نفسية أبنائهم فى حالة تركهم دون متابعة بعد انتقائهم.
وأشار «هانى» إلى ضرورة حث الطلاب على اقتدائهم بقدوة ونموذج مشرّف فى مختلف المجالات؛ لمساعدتهم على تحسين نفسياتهم وخَلق روح التحدى. مؤكدًا على أن الطلاب حين يشعرون بضيق بسبب ضغط الوقت أو كثرة المواد، أو ضعف التركيز، أو وجود أصدقاء غير متحملين للمسئولية؛ فإنه يؤثر سلبًا على تحصيلهم الدراسى.
ناصحًا الأسرة بأهمية القيام بجلسات للدعم النفسى لأبنائهم، وتشجيعهم على تحمل تلك الفترة من ضغوط للوصول بهم إلى أعلى المراتب، وتحقيق ما يتمنونه، ودعمهم بالتواجد بجانبهم من خلال الحديث معهم، وتردد العبارات المانحة للأمل.
موجهًا نصيحة للأمهات بضرورة الاهتمام بالتغذية السليمة، وتجهيز وجبات تحتوى على عناصر غذائية غنية بالفيتامينات، والحذر من زيادة نسبة الدهون لأنها تؤثر بشكل سلبى على التركيز، وبالتالى ضعف التحصيل والاستذكار.
كما أشار إلى أن هناك بعضًا من أولياء الأمور، يسخرون من أبنائهم، ودائمًا ما يحدثونهم بعبارات سلبية، معتقدين أن هذا هو ما يخلق لدى أبنائهم روح المنافسة. محذرًا من ذلك لأنه يمثل خطرًا على نفسية أولادهم، ويضعف من قدراتهم على التركيز، ويزعزع ثقتهم بأنفسهم.
الخروج عن النص
وقال الدكتور محمد الحديدى، أستاذ المناهج وطرُق التدريس بجامعة القاهرة، إن أغلب الطلاب يربطون بين التحصيل والقدرة على الاستذكار، أى مساواة تذكر ما درس بالمواد التعليمية باسترجاعها. مؤكدًا أن تلك الفلسفة من العلم ذات نظرة ضيقة للتحصيل الفكرى. موضحًا أن هناك فرقًا بين فهم الشىء وحفظه.
قائلاً حينما نقوم بتعليم الطلاب منذ الصغر بالطرُق التطبيقية والعملية؛ فإن ذلك يكون أفضل بكثير من تعلمها عن طريق التلقين؛ لأن ذلك يساعد الأطفال على سرعة المذاكرة لفترات طويلة من حياتهم، واستيعاب ما يتعلمونه من مواد.
وأكد أستاذ المناهج وطرُق التدريس، على أن الفترة الصباحية، هى أكثر الأوقات تميزًا بالتركيز، وصفاء الذهن، وعدم إنهاك الطاقة، ويستطيع الطلاب خلالها تنظيم أوقاتهم للتحصيل الدراسى، ولذلك يجب التعامل معها بمرونة واستغلالها.
مؤكدًا على أن طريقة الطالب فى استرجاع دروسه، هى التى تحدد كم المعلومات التى يستطيع تحصيلها عن فهم، بعيدًا عن الحفظ والتلقين.
وأشار «الحديدى» إلى أن هذا يعتمد على استدامة الاستذكار والتعلم الذاتى المستمر، وهو ما يتجه إليه العالم الآن، سواء كان فى طرُق التدريس داخل المدارس والجامعات أو التعلم الذاتى أيضًا، ويحدث ذلك عن طريق «الاستيعاب».
ويقصد بالاستيعاب تدوين النقطة التى استطاع الطالب فهمها بشكل جيد أثناء دراسته للمادة التعليمية، ثم تكوين عدد من النقاط، يمكن من خلالها نسج الفكر، وإيجاد علاقة ترابط بين تلك النقاط التى تم تدوينها بعد الفهم والاستيعاب.
واستكمل «الحديدى» إن الاستيعاب والتركيز، يمكن الطلاب من استدامة الاستذكار، وبناء كثير من النقاط القائمة على الفهم، مما يمكنهم من استدامة التعلم و«التعلم الذاتى»، وبذلك يستطيع المتعلم أن يحرّر نفسَه من «صم النص»، الذى اعتاد عليه من قبل، إلى منهج الاستفهام القائم على الاستمرارية وذاتية الثقافة، وليس الاستذكار المؤقت المرتبط بأداء الامتحان.