الأحد 16 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
صباح الخير بالليل".. مع أبو على والعلايلى

صباح الخير بالليل".. مع أبو على والعلايلى

جاء بصوته الهادئ الحنون عبر الهاتف وقال بتعبيره الشهير "صباح الخير بالليل.. أشوفك مساءً، "جاَيّليِّ" ضيف، عايز أعرفك عليه.. وهات معاك حاجة نشربها".



في الثامنة مساءً، كنت أقرع باب أبوعلى بشقته التى يستأجرها بمنطقة رينز بارك Raynes Park  جنوب ويمبلدون أثناء اقامته بلندن، فقد قضى حسن فؤاد عامين في لندن للإشراف على إنتاج أفلام رسوم متحركة للأطفال رسم شخصياتها الفنان الرسام حجازي "مغامرات بادي" وأنتجها الإعلامي الليبي رشاد الهوني. 

الضيف كان النجم الممثل عزت العلايلي يقابلك بابتسامته الودودة مغلفة بإشراقة روح، وإطلالة نفس صادقة تخفي وراءها صلابة وإصرار إنسان. تعارفنا، جمعنا برج "العذراء" وصداقات مشتركة. 

من ألطف الناس خروجًا إلى حديث تطربك فيه ملح من النوادر، وقتها كان يصور مسلسل "" النديم" الذي جسد فيها شخصية عبدالله النديم خطيب الثورة العرابية وأحد أدباء مصر وشعرائها وزجاليها. سألته عن دوره وبدلا من أن يحكي بدأ يشدو بالمقدمة الغنائية للمسلسل التي كتبها الأبنودى وغناها علي الحجار: 

            "لولا دقة إيديك ما انطرق بابي.. 

            طول عمري عاري البدن وانتي جلبابي.. 

      ياللي سهرتي الليالي يونسك صوتي.. 

            متونسة بحس مين يا مصر في غيابي .

ثم انطلق بغناء "كل ده كان ليه لما شوفت عينيه" وتلاها "بقارئة الفنجان" بصوت صافي عذب. 

كان يحب الغناء في جلساته مع أصدقائه، ورغم أنه قدم في مسرحية "ملك الشحاتين" دورًا جديداً يغني فيه ويرقص أكثر مما يمثل، وقيامه بالغناء في عدد من الأعمال منه فيلم "دسوقي أفندي في المصيف" فكان يعتبر نفسه مؤديًا وليس مغنيًا. 

في اليوم التالي فاجأني بزيارته مع حسن فؤاد وفي صحبتهم المخرج صلاح أبو سيف المتواجد بلندن في مهمة عمل والذي تقاسم مع يوسف شاهين إخراج أهم الأعمال السينمائية التي لعب بطولتها عزت العلايلي. في مكتبي بشارع سان جيمس الشهير، همس لي عزت برغبته في زيارة مسارح الوست إند ومعظمها في منطقة البيكاديللي القريبة من مكتبي. اصطحبته لزيارة المسارح الست في هذه المنطقة "كوينز"، "شافتسبري أفنيو" ، "أبولو"، "بيكاديلي"، "هير ماجيستي"، و"دومينيون". 

فاجأني عزت بعد هذه الجولة برغبته في أن أتعاقد بالنيابة عنه مع أحد هذه المسارح لأن أمنيته أن يلعب دور "هاملت" بمعالجة جديدة كتبها بنفسه باللغة العربية، وترك بين يداي ورق مراسلات تحمل اسمه لاستخدامها في التعاقد، وعاد للقاهرة .

التقينا مرارًا بعدها في القاهرة، نسي عزت الأمنية وانشغل بأعمال جديدة، وكما فاجأني بطلبه، فاجأني برحيله، فارقنا عزت طيب الله ثراه ليلحق بصديقه حسن فؤاد وتبقى ذكراه مصدر لتلاميذه ومريديه.