الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
آداب التعلم عن بُعد

آداب التعلم عن بُعد

وضعتنا كورونا وجهًا لوجه معه باعتباره البديل المثالى؛ بل الأوحد للخروج من مأزق (صحة ولادنا ولا تعليمهم) بأقل الخسائر الممكنة.



التعليم عن بُعد أو التعليم الإليكترونى أو التعليم أون لاين.. مسميات مختلفة لمفهوم واحد وهو توصيل المعلومة إلى المتلقى فى مكانه دون التقابل بشكل مباشر.. وهو حل بلا شك عظيم وسحرى وخصوصًا فى الأزمات عندما يستحيل اللقاء.

لكن هل نُدرك أو نعى جميعًا كأولياء أمور ومدرسين وطلاب ثقافة التعليم عن بُعد أو آداب هذا التعليم كى تتحقق الاستفادة القصوى منه.

صحيح التعامل هو مع جيل تكنولوجى بطبعه يستخدم الأجهزة ليل نهار والشات عن بُعد ياستمرار، لكن التعليم شىء مختلف فهو تحدٍ للمعلم وللطالب معًا. الأول مطلوب منه بذل جهد فى شد الانتباه والابتكار فى أسلوبه وأدائه المعتاد.

أما الطالب فهو مطالب بالتركيز وجدولة البرامج والتفاعل أكثر مع المدرس أو المحاضر ويحضرنى هنا بوست قرأته منذ فترة لأستاذة بكلية الطب وصفت فيه محاضرة أون لاين مع طلابها وكيف عانت فى هذه المحاضرة؛ سواء من تقاطع الأصوات أو ضعف الشبكة أو إحساسها أن طلابها ليسوا على القدر المناسب من التركيز، فكانت كل فترة تتوقف وتسألهم فاهمين، أنتم معايا! فقد كانت تتشكك فى مدى تركيز البعض معها حتى فجعتها أصوات خبط فى الحلل والأوانى أثناء الشرح! فقد انتقل أحد طلابها للمطبخ لإحضار وجبة لأنه جاع وترك الصوت مفتوحًا!

وحدِّث ولاحرج عن أفعال كوميدية يومية من الأولاد أثناء المحاضرات الأون لاين – مثل طالب ما بين النوم والصحيان ولا يغادر فراشه طوال اليوم بحجة أنه فى المحاضرات.. وفاتح المايك وتجد الدكتور بيصرخ من صوت(شخيره) يا بنى قوم أو اقفل المايك!

وآخر تجده من فوق جاكيت ومهندم ومن تحت سمير غانم فى مسرحية المتزوجون - إلى أفعال كارثية كأن تجد طالبًا «قافل» الشاشة وبيسمع صوتًا فقط وفى يده الموبايل شغال على صفحات أخرى مع أصحابه!

طرحت سؤالى السابق ذكره(عن ثقافة أو آداب التعلم عن بُعد) منذ فترة على الدكتور(توماس وولسى) عميد كلية الدراسات العليا فى التربية بالجامعة الأمريكية وذلك أثناء حضورى مؤتمرًا عبر زووم أقامته الجامعة الأمريكية فى نوفمبر الماضى وعنوانه (مابعد التطبيق الإليكترونى) بالمشاركة مع جامعة ولاية نيويورك- كورتلاند بمشاركة خبراء من مصر والولايات المتحدة الأمريكية والذى تناول الفرص التى استحدثها التعليم عن بُعد للمعلمين فى مصر والعالم والتحديات التى تواجههم وكيفية التغلُّب عليها.

فقال لى معك حق فهذه ظاهرة ليست لطلاب دون غيرهم بل الجميع لا يعى جيدًا آداب التعلم عن بُعد وكيفية الاستفادة القصوى منه ومعظم المعلمين فى كل دول العالم يتعاملون مع تعليمات الخبراء بشكل سلبى. فقد كان يتحتم على المعلمين التحرك بسرعة أكبر مما كان