الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

العودة إلى المدارس  لا أهلاً ولا سهلاً

مع اقتراب العام الدراسى الجديد ترغب أمريكا فى أن تعود إلى المدارس والحياة التعليمية المعتادة التى عاشتها قبل أن يصيبها الشلل العام بسبب «كوفيد - ١٩». الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يريد بشدة ويطالب بإلحاح أن يتم فتح المدارس لاستقبال التلاميذ.



 

ويكرّر القول إن هذا هو المطلوب والمفروض.. وإلا سيتم حجب الأموال الداعمة لتلك المدارس الحكومية التى ترفض أو تتردد فى فتح أبوابها لتلاميذها مع بدء العام الدراسى.

هل المدارس مستعدة ؟ نعم، ولكن!

تحدى القيام باستقبال التلاميذ فى المدارس ليس بالأمر الهين؛ خصوصًا فى زمن تزايُد تفشى الوباء وصعوبة تنفيذ الإجراءات الضرورية لضمان الحفاظ على التباعُد الاجتماعى والإقلال من الاختلاط بين التلاميذ. ومن هنا بدأت الحلول الابتكارية ولو كانت جزئية تُطرَح كبداية للخروج من حالة الانعزال وتوقف المدارس ـ ومنها ذهاب نصف تلاميذ الفصل لمدة يومين فى الأسبوع وذلك بالتبادل مع النصف الآخر. وبالطبع بعد أن يتم تنفيذ التباعد فى كل فصل. ولا شك أن أمور استعمال دورات المياه والمطاعم وملاعب الرياضة والمكتبة قضايا تشغل بال مسئولى المدارس. محاولات العودة تختلف ما بين مَدرسة وأخرى حسب طبيعة موقعها الجغرافى. وطبعًا المَدرسة الخاصة غير المَدرسة العامة/ الحكومية!

حاكم ولاية كاليفورنيا مثلًا قالها بوضوح منذ أسبوعين لا تعليم إلا أونلاين بالنسبة لأكثر من 825 ألف تلميذ وتلميذة فى الولاية ـ لأن الأحوال غير مطمئنة ـ ولا يمكن الوثوق بها تمامًا بالنسبة لإتمام كل الإجراءات الاحترازية الضرورية من أجل ضمان العودة إلى المدارس والتواجد فيها لساعات طويلة. وهنا يجب التذكير بأن لا مركزية القرار بخصوص العودة إلى المدارس أدى وسوف يؤدى إلى قرارات ومعالجات مختلفة على امتداد الولايات.

وقد حرص الداعون إلى العودة إلى المدارس فى أقرب فرصة على تذكير الناس بأن «كورونا»  تحديدًا لم يكن السبب فى موت الكثير من التلاميذ ـ ومن هم فى سن تلاميذ المدارس. فحسب أرقام مركز منع ومكافحة الأمراض الأمريكى؛ فإن عدد الذين ماتوا بسبب كوفيد ـ وهم تحت سن 15 سنة ـ كان 30 شخصًا فقط. فى حين خلال عام واحد فى الظروف الطبيعية يبلغ عدد الموتى من الأنفلونزا ومن نفس الفئة العمرية 190 شخصًا، وأن هناك أكثر من 430 حالة موت بسبب الانتحار ونحو 625 بسبب جرائم القتل وأكثر من 4 آلاف طفل وصبى يموتون كل عام بسبب حوادث غير مقصودة مثل الغرق.

وقد تم التذكير أيضًا أن الملايين من الأمهات لن يكون فى إمكانهن العودة إلى العمل إذا كان أولادهن لا يستطيعون الذهاب إلى المدرسة، وأن المدرسة بالتأكيد ضرورة فى التكوين الأفضل للتلاميذ وفى ضمان صحتهم الفكرية والنفسية. إن إبقاء التلاميذ فى البيوت وبعيدًا عن المدارس له تداعياته السلبية على تفكير التلميذ ومشاعره وأيضًا قدرته ورغبته فى التعلم. إن التلاميذ؛ خصوصًا فى سنوات المراهقة ومحاولات اكتشاف الذات فى حاجة أن يقوموا بكل هذا خارج جدران البيت وبعيدًا عن عيون أولياء الأمر (كما قيل).

كما أن التعليم أونلاين ـ أو من منازلهم مَهما كان جادّا لا يمكن أن يحقق النتائج نفسها التى تحققها المدارس أو النظام التعليمى الذى كان قبل بدء زمن «كورونا»، وبالتالى على هيئات التدريس والإدارة بالمدارس بذلوا كل ما فى وسعهم من أجل تحقيق عودة التلاميذ للمدارس.

والجدل مستمر فى هذا الأمر مثلما هو الحال فى كل الأمور.. فى هذا الصيف الأمريكى الساخن..

الفك المفترس..

من 45 سنة.. وتحديدًا يوم 26 يونيو 1975 بدأ عرض فيلم Jaws (الفك المفترس) الفيلم الأمريكى الذى كسّر الدنيا بالإيرادات الضخمة التى حققها. الفيلم الذى تكلف 9 ملايين دولار فقط حقق إيرادات تقدر بـ 470 مليون دولار عالميّا ـ منها 260 مليون دولار أمريكى. ومن سنتها ـ يمكن القول بدأت السينما الأمريكية تعرف ظاهرة أفلام الصيف التى تجذب الانتباه وتجلب الأموال وتسحب الجمهور من الشواطئ وأماكن الترفيه الصيفى. «الفك المفترس» كان من المفترض عرضه خلال موسم الكريسماس 1974 إلا أن عدم الانتهاء من إعداد الفيلم بشكله النهائى غيّر من موعد عرضه.. إلى الصيف التالى.

مخرج الفيلم ستيفن سبيلبرج كان فى الـ 28 من عمره عندما قام بإخراج هذا الفيلم، وبسببه انطلق سبيلبرج ودخل التاريخ وعالم الشهرة. الخوف من الافتراس من جانب سمكة القرش صار ظاهرة أمريكية سائدة على الشواطئ، ومن ثم الحديث عن الفيلم وهذا الكائن البحرى المفترس والاهتمام بمعرفة كل شىء عنه. وما لفت انتباه مُشاهدى الفيلم أن سمكة القرش لم تظهر إلا بعد ساعة و20 دقيقة من بدء الفيلم الذى تقدر مدته بساعتين!.