الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

اعرف مرشحك من بوستره

اعرف مرشحك من بوستره
اعرف مرشحك من بوستره


الألوان والشعار وهيئة المرشح هى التى ستحدد من سيحكم مصر، حسبما يؤكد أساتذة الإعلام وفنون الإعلان من خلال تحليلهم لبوسترات أشهر مرشحى الرئاسة ومدى نجاح كل بوستر فى اجتذاب أكبر عدد من الناخبين لتأييد مرشح بعينه.
 
 
ما بين شموخ وكبرياء عمرو موسى وابتسامة حمدين صباحى، ووقار أحمد شفيق وثورية وسخونة عبدالمنعم أبوالفتوح وبساطة سليم العوا، يحاول المسئولون عن حملات المرشحين أن يجتذبوا أكبر عدد من الأصوات.
 
 
ويبقى السؤال هل نجح مصممو البوسترات الدعائية فى اجتذاب الجمهور الذى استهدفوه بالفعل؟
 
فى البداية يوضح د. حسنى عبده أبوالنصر رئيس قسم الإعلان بالأكاديمية الدولية لعلوم الإعلام بالسادس من أكتوبر، أن أهم شروط البوستر الانتخابى الناجح أن تحتوى عناصر التصميم داخل البوستر على شخصية المرشح وهو أهم عنصر فى التصميم، فهو تلك الشخصية التى تتعرف عليها الجماهير فى الوقت الضيق «وقت الانتخابات»، ثم الجهة التى يمثلها المرشح إذا كان منضما لحزب سياسى أو رمزه الشخصى، ثم شعار الحملة الدعائية له والتى تمثل عادة الجهة المرشحة له أو الوعد الذى يقطعه على نفسه أمام الناخبين كخطة سيقوم بتنفيذها عند انتخابه مثلا، كما لابد أن يتوافر فى البوستر عنصر التباين والاختلاف الذى يظهر فى المساحات سواء المخصصة لصورة المرشح أو الشعارات أو الخلفيات، وأيضا التضاد اللونى «الاختلاف بين الألوان» وذلك لفصله عن المكان الملصق عليه البوستر الانتخابى وليؤدى البوستر وظيفته فى جذب انتباه الجمهور.
 
 
ويكمل د. حسنى: وبهذا يكون البوستر الدعائى أو الانتخابى قد حقق ثلاثة أهداف أولها جذب الانتباه عن طريق مساحة الملصق أو البوستر وثانيا جذب انتباه المتلقى عن طريق التضاد وما يبرزه ويوضحه من معنى، وثالثا إثارة الاهتمام بما يقدمه البوستر من وعد انتخابى أو رسالة يتضمنها الإعلان، فكلما كان هذا الوعد يعبر عن مشاكل وقضايا تهم المتلقى وجمهور الشعب عامة نجحت الدعاية الانتخابية، وذلك عندما يعد المرشح المصريين مثلا بأنه فى حال فوزه سيعمل على إعادة دور مصر القيادى والمركزى فى منطقة الشرق الأوسط فهنا قضية كبرى عامة تهم الشعب المصرى كله وليست قضية تخص فئة صغيرة من فئات المجتمع، وبتطبيق ذلك على بوستر المرشح المستبعد حازم صلاح أبوإسماعيل، فهو وضع وعده الانتخابى بعنوان «لنحيا كراما» يعد فيه الشعب بأن يعيد له كرامته المفقودة.
 
 
∎ الصورة الذهنية
 
 
ويؤكد د. حسنى أبوالنصر على أهمية أن تستخدم الحملة الإعلانية لأى مرشح رئاسة، تصميمات قليلة أو تصميم واحد للبوستر الدعائى للمرشح بحيث يظهر بشخصية ثابتة موحدة الألوان والتصميم طوال فترة الدعاية وليتذكره دائما الناخب بشكل سريع وهذا ما نسميه فى علم الإعلان «الصورة الذهنية للمرشح» التى تتكون لدى الناخب فى مدة الحملة الانتخابية القصيرة والتى تكون سببا فى نجاح المرشح أحيانا وبالتطبيق على بوسترات المرشح المستبعد حازم أبوإسماعيل نجد أن المتلقى أو الناخب يحدث له نوع من الشوشرة والتشويش على صورته الذهنية للناخب لأن دعائيته الانتخابية كانت بأشكال وصور متعددة وأيضا المرشح المحتمل عبدالمنعم أبوالفتوح.
 
 
وينتقد د. حسنى وضع البوسترات والملصقات الانتخابية على المرافق العامة المدارس والمساجد والميادين العامة ومترو الأنفاق، لما لذلك من تأثير سلبى على المتلقى الذى يجد فى ذلك نوعا من التلوث البصرى وعدم احترام مرافق الدولة من قبل المرشح وأعضاء حملته الدعائية.
 
 
∎ فقر التصميم
 
 
ويوضح د. عادل عبدالغفار أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة أن معظم بوسترات مرشحى الرئاسة، تتسم بالفقر الفنى فى التصميم وأيضا وسائل الدعاية الخارجية المعلقة على الطرق السريعة فوق أسطح المبانى فجميعها تفتقد إلى الخيال الواسع المبدع، وخلت من الشعارات الجاذبة التى تمس أوجاع واحتياجات الناس مثل الأمن والبطالة وغيرها، ويرجع د. عادل ذلك إلى قلة الخبرة الدعائية فى مجال الانتخابات الرئاسية فى مصر، وقصر المدة الزمنية للحملات الانتخابية وضعف عملية التسويق السياسى للمرشحين التى تبرز إيجابيات المرشح ومهاراته فى حل المشكلات ونقل البلد من حال إلى حال أفضل.
 
 
ولكن د. عادل عبدالغفار يرى الصورة التى ظهر بها بعض مرشحى الرئاسة فى بوسترات الدعاية من شأنها أن تعطى معانى إيجابية للمتلقى بحيث تعد ميزة فى البوستر الإعلانى ويسميها «الاتصال غير اللفظى» حيث ينقل المرشح معانى وانطباعات ليس بالضرورة بالكلمة وإنما بالكاريزما أو الوقفة أو حركة اليدين وغير ذلك من شأنها التأثير على قرار الناخب وبالتطبيق على بوستر عمرو موسى المرشح المحتمل للرئاسة يرى فى وقفته ونظرة عينه لأعلى دلالة على الشموخ والاستحقاق والجدارة بالمنصب الرئاسى.
 
 
∎صورة الرئيس الإنسان
 
 
ويؤكد د. عادل عبدالغفار على خلو الحملات الإعلانية والدعائية لمرشحى الرئاسة من تلك البوسترات والصور الإعلانية التى تظهر صور المرشح بوصفه إنساناً فلم نر صوراً لمرشح مع أولاده أو أصدقاء الجامعة أو مع جمعيات خيرية لرعاية الأيتام مثلا أو فى إحدى زياراته الميدانية يتابع فيها حدثاً ما أو مشكلة ما من شأنه أن يعطى للناخب انطباعات ومؤشرات عن شخصية المرشح كما يحدث فى أمريكا وأوروبا ويأمل أن يطبق فى مصر فى المستقبل.
ويوضح د. عادل أن أضخم دعاية انتخابية لمرشحى الرئاسة حتى الآن هى الحملة الإعلانية للمرشح المستبعد حازم أبوإسماعيل حيث استخدم أعداداً ضخمة من البوسترات بأحجام مختلفة كما أن نوعية الورق المستخدم فى الدعاية يعد من أغلى أنواع الورق لسمكه القوى وتميزه بلمعة، على عكس حملة د. عبدالمنعم أبوالفتوح ود. سليم العوا حيث تميزتا بالبساطة وقلة التكاليف ويطالب د. عادل بضرورة وجود حد أقصى لتكاليف الحملة الإعلانية لمرشحى الرئاسة لأن عدم وجود هذا الحد الأقصى من شأنه أن يساهم فى إنجاح مرشح على حساب مرشح آخر.
 
وترى د. علا أحمد يوسف أستاذ الرسم والتصوير بجامعة حلوان أن المرشح الانتخابى له دور فى اختيار تصميم ولون البوستر وأن هذا الدور لا يقتصر فقط على المختصصين ومن يديرون حملته الإعلانية، وبخاصة البوستر المصاحب لكلمات وشعارات المرشح، فعندما يختار اللون الأصفر فهو يقصد ما يعبر عنه اللون من النقاء والوضوح والصراحة مع شعبه، أما اللون الأخضر فهو دعوة من المرشح بأنه سيهتم بالزراعة والنماء والازدهار كما أن اللون البرتقالى يجمع بين لونين الأصفر والأحمر وهو يرمز للقوة والثورة، وتوضح د. علا أنه كلما قلت الزخارف والألوان المستخدمة فى البوستر الإعلانى واقتصرت على لون أو اثنين وقلت الشعارات الكلامية كان البوستر ناجحا فى توصيل الرسالة الإعلانية بشكل أسرع، والشىء نفسه عند استخدام لوحات الإعلانات الخارجية فيجب أن تكون عناصر اللوحة بسيطة ويكفى أن تضم اسم المرشح وشعاره ونوع الترشح هل هو رئاسى أو عضو مجلس الشعب وغير ذلك، حتى يسهل على الناخب قراءة اللوحة بسهولة وخاصة أن مصر بها نسبة كبيرة من الأمية.
 
 
عمرو موسى البوستر الذكى
 
 
ويحلل: د. محمد إسحق قطب عميد كلية تربية فنية جامعة حلوان صور وبوسترات مرشحى الرئاسة موضحا أن بوستر عمرو موسى يعد من أفضل البوسترات ففنان البوستر يصوره من أسفل لأعلى ليساعد على تأكيد معنى أنه الرئيس القادم لمصر وتوضع صوره بأعلى العمائر ليقول إنه الفرعون الإله، كما أن عناصر تصميم بوستراته الإعلانية تأتى متناسقة مع شخصيته الواثقة والبدلة التى يرتديها التى تدل على الوقار والابتسامة للمستقبل وبروز صورته على أرضية البوستر ذات اللون الأبيض تجعله أصغر من عمره الحقيقى وهذا انطباع إيجابى وظف بطريقة صحيحة لصالح المرشح للوصول للهدف أما بوستر المرشح حمدين صباحى فيدل على اعتزاز حمدين بنفسه والتى تصل إلى درجة الأنانية فالبوستر يظهر وجهه فقط وكأنه يقول «أنا هنا».
 
 
∎ابتسامة حازم
 
 
ويكمل د. إسحق:
 
 
الابتسامة المريحة واستخدام اللونين الأزرق والأبيض كانت أهم ما ميز بوسترات المرشح المستبعد حازم أبوإسماعيل فالألوان تدل على هدوء ووضوح الشخصية كما أن اللون الأزرق له مردود دينى سماوى، أما بوسترات المرشح الفريق أحمد شفيق فهى تتميز بكونها تعطى انطباعا عن وقار الشخصية مع نصف ابتسامة وميل رأس المرشح قليلا جهة اليمين فتوحى بالثقة كما أنه يرتدى البلوفر وهذا معناه أنه شخص عملى ميدانى لا يجلس كثيرا فى المكاتب المغلقة، ولكن يؤخذ على بوستر الفريق أحمد شفيق أنه يعبر عن الشكل الكلاسيكى «الأنتيك» لتصميمات البوسترات، كما أنه يظهر بجسم قليل وقامة قصيرة فى التصميم وهى رؤية الفنان الذى صمم البوستر، وكان لابد من معالجتها.
 
 
∎ الألوان الساخنة
 
 
ويصف فنان الرسوم المتحركة «محمد درويش» وضع اليدين بشكل مربع كما ظهر بها بعض المرشحين كعمرو موسى وأحمد شفيق بأنها تعبير عن الدفاع عن النفس فى حالة النقد، بينما يرى أن الحملة الإعلانية الأفضل فنيا هى حملة المرشح المحتمل عبدالمنعم أبوالفتوح حيث التنوع فى البوسترات والتركيز على اللون البرتقالى كلون للحملة فهى برأيه الحملة الوحيدة التى يطلق عليها الحملة الدعائية لمرشح رئاسى فالحملة منظمة تنظيما جيدا فالمنظمون والمتطوعون للحملة يرتدون أيضا اللون البرتقالى.
 
ويوضح أن اللون البرتقالى من الألوان الساخنة مثله مثل اللون الأصفر الذى اتخذه المرشح المستبعد خيرت الشاطر لونا لبوستراته الانتخابية فالألوان الساخنة تتميز بأنها تجذب الأنظار إليها وخاصة اللون الأصفر الذى يحتل قمة الألوان الساخنة فإذا ما وضع بين 001 لون يكون هو اللون الواضح وهو اختيار ذكى من مصممى حملة الشاطر فباستخدام هذا اللون لا يكون المرشح بحاجة إلى أعداد كثيرة من البوسترات الإعلانية.
 
 
وينهى الفنان محمد درويش تحليله لألوان بوسترات المرشحين قائلا: حسنا فعل المرشح المستبعد حازم أبوإسماعيل فى اختياره للون الأزرق البارد الهادئ فى دعايته الانتخابية لأنه لو استخدم اللون الأصفر الساخن لم نكن نستطيع التعايش مع هذا الكم الكبير من البوسترات الساخنة!