السبت 15 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

كل سنة ووانتي طيبة.. ومقهورة

كل سنة ووانتي طيبة.. ومقهورة
كل سنة ووانتي طيبة.. ومقهورة


 
 شهر مارس هو شهر الاحتفالات بالمرأة ففى يوم 8 مارس عيد المرأة العالمى ويوم 18 مارس يوم عيدها فى مصر، ويوم 21 مارس هو عيد الأم.. جميلة هى تلك الاحتفالات ولكنى هنا أتساءل هل نالت المرأة حقوقها بالفعل ؟ هل هى مرتاحة وسعيدة ؟ هل نالت المكانة والتقدير الذى تستحقه فى المجتمع سواء داخل أسرتها من زوجها وأولادها.. أو خار ج بيتها فى عملها أو حتى فى الحياة السياسية ؟.. فطوال الوقت نردد: المرأة هى نصف المجتمع ويقول آخرون إنها (نصف الدنيا) ويقول البعض الآخر بل هى (كل الدنيا) ونقول دائما إنها الأم والزوجة والابنة والأخت..
 
 ولكن وفقا لما أرصده من مشاكل للمرأة ووفقا لما أطالعه من دراسات وأبحاث ومقالات متخصصة وإحصائيات أجد أن ما يحدث فى الواقع للمرأة يكذب كل هذه العبارات الإنشائية والبليغة وأكتشف أن هذا كله كلام فى الهواء!!
 
 فلاسف مازالت المرأة فى مجتمعنا مقهورة مكسورة وتعانى.. تعانى من الازدواجية التى يتعامل بها المجتمع معها.. تعانى من المجتمع الذكورى البشع الذى نشأت فيه وفرض نفسه عليها ولا يزال.. مجتمع يبيح كل شىء للرجل.. كل شىء.. ويحلل له أشياء كثيرة جدا حتى لو وصل الأمر إلى الخيانة.. فلو خان الرجل زوجته نجد من يبرر له فعلته تلك، ونجد من يقول للزوجة : وما له ما كل الرجالة كده ! دى نزوة وتعدى استحملى واغفرى له عشان بيتك وولادك طنشى المهم أنه بيرجعلك فى الآخر!!
 
 فيدوسون عليها وعلى مشاعرها المجروحة.. وكرامتها المهانة.. الكل يأتى عليها من أجل الاستمرار فى الحياة الزوجية اليائسة البائسة معه كى لا تهدم بيتها وتشرد عيالها.
 
 لا يهم ما تعانيه من ظلم وجرح ومهانة لا يهم كرامتها.. لا شىء يهم.. لكن الأهم هو أن تضحك لكى تطلع الصورة حلوة.. تضحك من أجل البرواز الاجتماعى الذى رسمه المجتمع لها..
 تضحك وهى تنزف من داخلها حتى آخر الشريان.. لا يهم أن تكون ضحكة مزيفة غير نابعة من القلب.. لا يهم ما يوجد بداخل عقلها وقلبها من نار وحريق ولكن المهم أن الصورة تطلع حلوة أمام الناس وكفى !!
 
 فالمجتمع الذكورى المريض الذى نعيش فيه يعتبر أن الخيانة هى نزوة عابرة وبسيطة ومبررة لدى الرجل يغفرها له المجتمع ويسامحه عليها.. إنما هى عند المرأة خطيئة الخطايا وجريمة لا تغتفر.
 
 هذا حقيقى وأنا لا أقول عكس ذلك ولكن من المفترض أن يعتبر المجتمع الخيانة جريمة وخطيئة من طرفى العلاقة من الزوج والزوجة لأنها ضد الدين والأخلاق والأعراف.. وعلينا ألا ندين المرأة وحدها.
 
 المجتمع الذكورى المريض يوهم الرجل أيضا أنه مخلوق أسمى من المرأة ويغرس فيه الأنانية والكمال، فمن الصعب أن نجد رجلا يعترف بخطئه، ومن شبه المستحيل أن نجد رجلا فى مجتمعنا يعتذر لزوجته ويقول لها أنا آسف!!! فهذا من وجهة نظره شىء بيحط من كرامته.
 
 ونجد الرجل أيضا عنده عقد نفسية كبيرة فهو يفتقد الثقة فى نفسه، لذا كثيرا ما نجد أن الرجل يهرب من الزواج بامرأة جميلة.. أو ذكية أو مستقلة فى عملها.
 
 فالرجل يخشى مثل هذه المرأة لأنه لن يستطيع أن يمارس عليها كبرياءه وساديته وإنما يبحث عن واحدة متوسطة الذكاء والحال والجمال كى يتحكم فيها مثلما يشاء !!
 
 وبالتالى نرى فتيات كثيرات جميلات وناجحات ولكن بدون زواج!!
 
أما لو تحدثنا عن المرأة فى حياتها الزوجية فنجد أيضا أنها مازالت مقهورة.. تتحمل وحدها كل المسئوليات وتحولت إلى امرأة خارقة.. فعليها مسئوليات البيت من تنظيف وطبخ وطلباته التى لا تنتهى.. ومسئولية أولادها من مذاكرة وتربية وتوصيل دروس والنادى للتدريبات الرياضية.
 
ويا ويلها وسواد ليلها لو ابن من أبنائها فشل أو رسب أو انحرف.. أو أى شىء فى بيتها نقص.. فهى وحدها التى تتحمل ذلك ولا أحد غيرها.. وتنصب لها محكمة دولية صارمة وغالبًا يكون الحكم عليها بالإعدام! أما لو أحد الأولاد تفوق ونجح وقتها نجد الأب يجلس فى كل مكان يتغنى بذكاء ابنه الذى ورثه منه هو بالطبع «وليس من أمه» ويؤكد أن الولد واخد طباعه الحلوة وذكاءه، وأن ذلك نتاج تربيته وجهده وتعبه!!
 
وإذا كانت الدراسات والتقارير ترصد من حين لآخر ما تتعرض له المرأة خارج بيتها من تحرشات جنسية وانتهاكات قد تصل لحد الاغتصاب فأنها تنسى أو تتناسى ما يحدث لها بداخل بيتها من زوجها من ضرب وشتائم وإهانات بالغة وممارسات عنيفة قد تصل أيضًا إلى حد الاغتصاب.. وغالبًا الزوجة لا تجرؤ فى كثير من الأحوال أن تشكو همها لأحد لأنها تعلم أنها لو فضفضت وتكلمت فإن اللوم كله سيقع عليها، وفى حين أنها الضحية المقهورة سيلومها الناس أنها هى المتسببة فى عصبية زوجها ولذا فهو يضربها ويهينها لأنها هى التى تخرجه عن شعوره!
 
إلى هذا الحد المجتمع الذكورى المريض يبرر تصرفات الزوج العنيفة التى ورثها وأفهمه أن على الزوجة طاعته فقط وأنها مجرد شىء فى منزله مش إنسان من لحم ودم فتتحمل الزوجة فى صمت فتكون النتيجة إصابتها بالاكتئاب والإحباط واليأس وربما محاولات انتحار أو انحراف أو حتى قتل الزوج!!
 
حتى فى الحياة السياسية لم تأخذ المرأة بعد حقها حتى الآن على الرغم من تمتعها بحقوق كبيرة فى الدستور الأخير إلا أنه لم يطبق منه أى شىء حتى الآن.
 
وختامًا أقول للمرأة لا تطلب المستحيل إن كل ما تحلم به حياة زوجية وأسرية مستقرة عادلة، وأن تلقى التقدير المعنوى قبل التقدير المادى، يكفيها من زوجها كلمة «شكرًا» كلمة لن تكلفه شيئًا ولكن نتيجتها تكون عظيمة عليه وعليها.. فإذا كان المثل بيقول أقصر طريق لقلب الرجل معدته فإن أقصر طريق لقلب المرأة «أذنها».. فيا عزيزى الرجل لا تبخل بكلمة حب وحنان وطبطبة على زوجتك بدلاً من أن تبعثر هذه الكلمات هباء على كل من هب ودب على سبيل المجاملة!!
 
 
فضفضة
بعض «الغياب»
 
يعلمك كيف تشتاق
 
وبعض «الغياب»
 
يعلمك كيف تكون قاسيًا!!
 
 
 
كلام فى الحب:
 
تدفعنا عواطفنا أحيانًا إلى تصرفات.. قد نندم عليها لاحقًا.. ليس لأنها خاطئة.. بل لأننا قدمناها.. إلى أشخاص لا يستحقون!
 
فى الماضى.. كنت أغار من كل امرأة تراك..
 
واليوم.. أشفق على كل امرأة معاك!