الأربعاء 31 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

أنقذونـا مــن الذل والإهانة

أنقذونـا مــن      الذل والإهانة
أنقذونـا مــن الذل والإهانة


السياحة  تعتبر من أهم مصادر الدخل القومى لنا.. لكن  تنشيط السياحة فى مصر أصبح مهملاً ومهمشاً و بلغت خسائر قطاع السياحة فى مصر 2,2 مليار دولار  خلال سنة.. كما تراجع عدد السياح  بنسبة 06٪  ليبلغ العدد 535 ألف مقارنة بـ4,1 مليون فى نفس الوقت من العام الماضى.. وقد انعكس هذا بالسلب على العاملين بقطاع السياحة.. ولهذا قام المرشدون السياحيون بوقفة احتجاجية ولم تكن هذه الوقفة الأولى لهم بل هى الوقفة الثانية للمطالبة بحقهم المهدر منذ قيام الثورة.

 
[if gte mso 9]>

Normal
0


false
false
false







MicrosoftInternetExplorer4






كانت الوقفة أمام المتحف المصرى وتمثل كل المرشدين السياحيين والعاملين بالقطاع السياحى.. وكانوا ينعون  فيها كل مهنة الارشاد السياحى التى تعتبر الأخت الكبرى لغرفة الشركات السياحية وشقيقة كل من العاملين بالفنادق والشركات السياحية وسائقى النقل السياحى وابنة عم بناة الفنادق وصانعى الأساس وموردى الخدمات الفندقية وأم كل من كليات الآثار واللغات والآداب وابنة الكليات السياحية وقريبة ونسيبة 22 مليون مصرى.. كانوا ينادون أثناء الوقفة أولا بإعانة بطالة شهرية حتى عودة السياحة.. لأن القانون لا يسمح للمرشد السياحى بامتهان أى مهنة أخرى.. ثانيا رفض المرشدين السياحيين عدم تمثيل العاملين بالسياحة وخاصة المرشدين السياحيين بلجنة صياغة الدستور.. ورفضهم التام للجنة التأسيسية الحالية.. ثالثا ضم المرشدين السياحيين لمظلة التأمين الصحى للعاملين بالدولة، حيث أنهم من دافعى الضرائب.. رابعا إلغاء دورات التجديد التى تعقد كل خمس سنوات والتى لا معنى لها سوى تكبيدهم المال والوقت أسوة بالنقابات المهنية الأخرى.. خامسا يجب عودة الأمن بشكل حقيقى وفعال للمناطق السياحية والأثرية للحفاظ على السياح.

∎ عزيز قوم ذل

بينما على محمد أحمد -84 سنة مرشد سياحى - يقول: عمرى ما تخيلت هذا الموقف الذى أنا فيه الآن.. مرشد سياحى مثقف ومتحضر ومتعلم وليس معه كى ينفق على أبنائه تدهورت حالتى المادية بعد الثورة.. فأنا أب ولدى ابنتان.. إحداهما فى الثانوية العامة ومن أصعب المواقف التى مرت على عندما طلبت ابنتى 52 جنيه مصاريف الدرس.. حاولت التهرب من الإجابة وتحججت لها بأشياء وهمية لكنها ظلت واقفة أمامى ومنتظرة أن تأخذ الفلوس وأنا عاجز وغير قادر على مواجهتها حتى جاءت والدتها وقالت لها «ادفعى الفلوس المرة القادمة».. رغرغت عين على بالدموع لكنه تماسك أمامى تنهد وأكمل قائلا: بعد المناقشة مع ابنتى دخلت حجرتى وظللت أبكى مثل الأطفال واتصلت بصديق مقرب لى واستلفت منه 001 جنيه.. لكن إلى متى سأذل نفسى بهذه الطريقة إلى متى؟!

∎ أحتاج 51 جنيه

نسمة خالد - مرشدة سياحية -  روت لى قصة : كنت فى زيارة لأحدى صديقاتى المرشدات، وأثناء زيارتى وجدتها مريضة ولم تخبرنى بأنها ليس معها نقود كى تشترى دواءها.. فذهبت على الفور لشراء الدواء من الصيدلية وكان بـ 51 جنيهاً.. الفكرة ليست فى رخص الدواء ولكن فى حياة المرشد التى تدهورت بهذا الشكل والوزارة غير ملتفتة لنا.
وتضيف نسمة أيضا قائلة: كان لنا أحد الأصدقاء اسمه عمر خليل قام  ببيع أثاث منزله لأنه فى أمس الحاجة للمال والآن يسكن هو وعائلته فى شقة خالية من الأثاث المنزلى.. فهذه هى حياة المرشدين السياحيين الذين يطلق عليهم سفراء البلاد فأين صندوق الكوارث الذى لم نر منه شيئا حتى الآن؟!

∎ «أعيش منين»

يقول أحمد حسن فؤاد الدين -مرشد سياحى لغة بلغارية والتى تعتبر من اللغات النادرة: ينقسم المرشدون إلى مجموعتين  مرشدون «لغات نادرة» ومرشدون «لغات منتشرة». المشكلة الآن أن المرشدين لا يعملون سواء لغات نادرة أو لغات منتشرة بل يأتون بمرشدين أجانب يعملون بدلا منا.. فهم يأتون بالمرافق الأجنبى الذى يأتى من الشركة السياحية الأجنبية مع الأجنبى ويقوم بشرح المعالم السياحية المصرية بدلا من المرشد المصرى.. فأنا أدرس خمس سنوات وأتعلم لغة نادرة أو غير نادرة كى أصبح فى النهاية مرشداً بلا عمل أو مرشداً بلا أجر.. وزارة السياحية أعطت للأجانب تصاريح ترجمة ليعملوا فى مجال السياحة بدلا منا.. ماذا ستفعل الأجيال الصاعدة الذين يدرسون الإرشاد السياحى إذا كان المرشدون الحاصلون على تراخيص فعلية لا يعملون.. أنا ليس لدى مرتب وآخذ يومية وتكون هذه اليومية 02 أو 03 جنيه وأكتب إقراراً على أننى لا أعمل بأى مهنة أخرى وعندما يحدث كارثة  يتركنى ولا يقف بجانبى.. «إذن أعيش منين».. الوزير أصدر قرارا بيومية 03 جنيه ولا أحد من شركات السياحة نفذ هذا القرار حتى الآن.

يضيف أحمد قائلا: هى منظومة  سياحية فاشلة وستقضى علينا آجلا أم عاجلا والذى يكسب منها عدد من الشركات الكبيرة لأن الشركات الصغيرة ضعيفة جدا.. حتى الهدايا يقومون باستيراد الهدايا الصينية بدلا من المصرية.. فإن صرخة الاحتجاج هذه ليست الأخيرة فهذه المنظومة قائمة على العمولات وبوعى تام من الوزارة وبدون تحديد سعر أدنى لبيع البرنامج.. «لو مصرى ذهب إلى شرم الشيخ سيدفع أعلى من الأجنبى».. فنحن فى منظومة لا يهمها السياحة الداخلية  ولا السياحة الخارجية.. فكل ما يهم الوزارة هو إرضاء المرشد الأجنبى على حساب المرشد المصرى.. فما سبب تمسكه بالمرشد الأجنبى عن المرشد المصرى؟!

∎ يسمعوا أصواتنا

هدى راضى - مرشدة سياحية لغة إيطالية - تقول: نحن 02 مرشداً من النشطاء قمنا بعمل اجتماع مع «ملتقى الأوبرا» ندرس فيه أحوال المرشدين على مدار 3 شهور ووجدنا فيه أننا لا نعمل لمدة سنة وشهرين.. وأوضاع المرشدين أصبحت مزرية.. أصبح الناس يتعرضون لمهانة بسبب عدم العمل.. وهذا راجع لعدة أسباب منها التيارات الدينية التى منعت كثيراً من السياح أن يأتوا إلى مصر لزيارتها وهذا بالنسبة لأوروبا لأننى على علاقة وطيدة معهم فعندما يسمعون عن الأحداث الجارية فى مصر يقومون بإلغاء سفرهم أو يذهبون إلى بلد فيها أمان أكثر.. ثانيا الانفلات الأمنى ثالثا الوضع السياسى فى مصر غير مبشر بالمرة.. فنحن نحتاج الاستقرار.. وسبب تأخرنا فى النزول لأننا كنا نقول مش حنطلب مطالب فئوية نحن مثقفون ومتحضرون ومتعلمون ونحن سفراء البلد.. لكن فى الحقبقة أن الأوضاع المعيشية فى النهاية تقوم بالضغط عليك.. فنحن لدينا متطلبات حياة بعيدة عن التحضر.. لذلك قلنا نحن لدينا حق فى هذه البلد ويجب أن ننزل ونتكلم ويسمعوا أصواتنا لأنها حقوقنا.. وسنظل محتجين حتى يسمع الوزير لمطالبنا.

∎ نقابة فاشلة

أما ناصر عبدالمنعم - مرشد سياحى لغة ألمانية - يقول: نقابة السياحة نقابة فاشلة.. أصدرت تقريراً خاطئا كى ترضى الأشخاص السياسيين قالوا إننا معترضون على تأسيس الدستور وهذا الكلام ليس له أساس من الصحة.. فنحن معتصمون كى نقول إن حياة المرشد السياحى تنهار سواء معيشية أو مهنية.. كنت من ثلاثة أسابيع فى أسوان على مركب سياحى.. والحالة الأمنية فى أسوان مزرية.. الشرطة لا تفعل شيئا وجودها مثل عدمه.. فأثناء الرحلة السياحية قام بلطجى بالتعدى على سائحة وضربها بسكينة فى ذراعها اليسرى وجاء على المركب شرطة السياحة وقام الطبيب بتطبيب السائحة وأخذت سبع غرز.. وقامت الشرطة بالقبض على البلطجى وفى النهاية قالوا لنا «من فضلكم تنازلوا عن المحضر عشان المركبة الخاصة تعود بكم».. وكانوا على علم أننا لدينا برنامج ويجب أن ينفذ.. فبدلا من أن تقف الشرطة بجانبنا وتحمينا خذلتنا.. وأيضا من أسبوعين كنت فى وادى الملوك وقام الباعة هناك بمضايقة السائحين فأخذوا يقومون بشدهم من حقائبهم ومن ملابسهم ولا يوجد فرد شرطة واحد يؤمن السياح أو حتى الرحلة السياحية.. وعندما ذهبنا لعمل محضر قال الرائد هناك «لا أستطيع أن أفعل شيئا وتنازل عن المحضر وأنا سأشد لك اذنهم».. تخاذل الشرطة والانفلات الأمنى من أهم أسباب ضرب السياحة فى مصر.. فمثلما قال الرئيس المخلوع «يا أنا يا الانفلات الأمنى».. فما سبب تخاذل الشرطة معنا وعدم تأمينها  الرحلات السياحية والسياح مثلما كان يحدث قبل الثورة!! فقد تدهورت السياحة فى مصر خاصة بعد الوزير الحالى.. فكيف لأجنبى أن يشرح معالم بلدى وأنا أقف بجانبه صامت وفى النهاية هو يأخذ 051 دولار وأنا أخذ 05 جنيه فقط.. فأنا شغلتى مرشد سياحى مصرى وليست مرشداً سياحياً صامتاً.