السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

فتحنـا 60 ثغرة فى خط بارليف فى 4 ساعـات!!

فتحنـا 60 ثغرة فى خط بارليف فى 4 ساعـات!!
فتحنـا 60 ثغرة فى خط بارليف فى 4 ساعـات!!


«نحن أمة مختارة ومصر دى نموذج للعالم كله.. ولازم نفتكر تاريخنا عشان منتهزمش، وتاريخنا يشهد بأننا عمرنا ما اعتدينا على حد ولا ظلمنا حد وهانعيش ونموت بكرامتنا لأن ربنا خلقنا كده.. مثال للإنسانية النظيفة الشريفة الأمينة»، كانت هذه كلمات اللواء أركان حرب باقى زكى يوسف صاحب الفكرة التى دكت حصن إسرائيل الترابى باستخدام خراطيم المياه فى فتح ثغرات بهذا الساتر والتى وصفها محللون عسكريون بالفكرة العبقرية.
 
ففى وقت كثر فيه أبطال من ورق نلتقى ببطل حقيقى يتحلى بقدر كبير من الإيمان والتواضع، وقليل من الاعتزاز بفكرته والتى لم ينسب حتى فضلها لنفسه إنما عبر عن هذا الفضل بأنه ومضة من الله كان هو لسانها فقط.
فى حوار أقرب إلى حديث مع النفس كان لقائى بهذا الرجل العظيم فكرا وأسلوبا وتواضعا والذى روى لى تفاصيل غربلة الساتر الترابى الإسرائيلى فى معركة العبور.
 
وإلى نص الحوار:
 
∎ ما هى بدايتك مع حرب أكتوبر؟
 
ـــ فى حرب أكتوبر كنت رئيس فرع مركبات الجيش الثالث وهو عبارة عن الصيانة والإصلاح والنجدة العبور لكل تشكيلات الجيش الثالث وقبل ذلك كنت فى الفرقة 19 وكنت رئيس فرع مركبات الفرقة 19.
 
 
∎ وماذا كنت تفعل قبلها؟
 
ـــ كنت منتدبا للعمل فى السد العالى من عام 1964 إلى 5 يونيو 1967، وفى هذا العام قالوا كل الضباط اللى موجودين خارج القوات المسلحة يرجعوا فرجعت وتوليت رئيس فرع مركبات الفرقة 19 والتى كانت أوضاعها بالجيش الثالث غرب القناة، وفى مايو 9691 جاءت تعليمات لقيادة الفرقة بالاستعداد للهجوم وتحطيم خط بارليف، وأنا كنت وقتها رئيس فرع المركبات فجمعنا قائد الفرقة وشرح المهمة ثم شرح رؤساء الاستطلاع والعمليات والمهندسون طبيعة الأرض أمام الفرقة وارتفاع الساتر الذى وصل من 20 إلى 21 مترا وعرضه 21 مترا ومائل فى اتجاه القناة 80 درجة.
 
∎ وبعد شرح القادة للمهمة ماذا كان رد فعلك؟
 
ـــ كنت أجلس كرئيس فرع المركبات وأستمع جيدا لهذا الكلام ولم يكن لى واجب فى هذه العملية لأن واجبى صيانة وإصلاح السيارات، وبينما يشرح رئيس المهندسين ويسأل عن التجارب التى تمت للتغلب على الساتر الترابى وخط بارليف، والتى كانت بالمتفجرات ثم بالمفرقعات والمدفعية المكثفة بكل الأعيرة ثم قال إن الكلية الفنية قامت بعمل صواريخ ويتم تجربتها للاستعانة بها، ثم قال أيضا «وهناك تجارب بالطيران للضرب بالقنابل وفى اتجاهات للتفكير فى أشياء غير تقليدية ولكن كل هذا يقول أن أقل زمن لفتح ثغرة من 12 إلى 15 ساعة والخسائر المتوقعة فى الموجات الأولى فى حدود 20 ٪.
 
فكان هذا الكلام جديدا بالنسبة لى لأنى قادم من السد العالى وكنت كلما أمر على الشاطئ الغربى للقناة لإصلاح السيارات الخاصة بالتشكيل كنت أنظر إلى الساتر الترابى وأقول إن هذا لو كان فى أسوان ليس مشكلة وقد تعاملنا معه سابقا بالتجريف، وبينما كنت أسمع من القادة أن الأمر صعب والخسائر كبيرة والوقت ضيق تقدمت برفع يدى للحديث ولم أعرف لحظتها ماذا أقول تحديدا فقال لى قائد الفرقة: «أنت يا باقى هتشيل كل الهم ده؟» فقلت له لا أنا هاتكلم عن فتح الثغرات وقلت له «أنا سمعت التفاصيل كلها وسمعت أنه كله رملة طبيعية وأقترح طلمبات ماصة كابسة توضع على زوارق خفيفة وتسحب المياه من القناة وتضخها باندفاع كبير من خلال مدافع مياه على الساتر الترابى الموجود على حافة الضفة الشرقية وبميل 80 درجة، فالمياه وهى مندفعة على الساتر الترابى هتحرك الرمال وتنزل بثقلها على القناة ومع استمرار تدفق المياه بهذا الاندفاع الكبير سيتم فتح ثغرة بعمق الساتر الترابى وبالعرض اللى إحنا محتاجينه.
 
∎ وماذا كان رد الفعل تجاه اقتراحك هذا؟
 
ـــ بعد أن قلت هذا الكلام «لو رميت الإبرة ترن» فالكل كان مندهشا من هذا الكلام حتى أنى قلت لنفسى «هو أنا قلت كده ليه وده مش شغلى» لكنى أكملت كلامى قائلا: على فكرة الكلام ده عملناه فى مصر فى السد العالى حيث إننا أزلنا ربعه تقريبا بالتجريف ما يقدر بحوالى 10 ملايين متر مكعب من الجبال المحيطة من السد العالى للسد نفسه، فقال لى قائد الفرقة اشرح لى كنتم بتعملوا إيه فى أسوان.. فقلت له كنا بناخد المياه من النيل ونضخها على جبال الرمل من النوع المناسب لجسم السد ونضخ المياه على الجبل فالمياه تنزل الرمل فى حوض خليط نعمله حول الجبل وبعدين تسحب الطلمبات الخليطة من هذه الأحواض إلى جسم السد العالى فتنزل الرمال بينما تسير المياه، ولو الجبل اللى بناخد منه بعيد بنضع طلمبات تقوية على مسافات محددة لنحافظ على تدفق الخليطة، والمواسير كانت 60 سم ونسبة الرمل للمياه فى حالة السد العالى من 5٪ إلى 10 ٪ وبدأ هذا الكلام يأخد وضعا مختلفا خاصة أن كل البدائل قبل ذلك كانت صعبة.
 
∎ قلت إن كلامك بدأ يأخذ شكلا مختلفا فماذا حدث؟
 
ـــ فتح قائد الفرقة باب المناقشة وتساءل حول وجود تعارض بين فتح الثغرات وبين إنشاء الكبارى، فقال رئيس المهندسين لا ليس هناك تعارض، ثم تحدثوا بشأن أرضية الثغرة بعد الفتح بأنها ستكون كلها مياه فقال قائد الفرقة إن هذا لا يهم وإنما هو فى حاجة فى البداية لمجنزرات بحيث إنها تعبر لتلحق بالمشاة الذين تقدموا، ثم بعد ذلك تقوم أطقم تهذيب وتمهيد بتمهيد أرضية الثغرات، وبعد ذلك تحدثوا عن الطلمبات فتحدثت وقلت إن طلمبات السد العالى كبيرة وتشتغل بالكهرباء وهى معقدة لأنها مخصصة لأعمال تجريف السد العالى وإنما أنا هنا محتاج طلمبة تضخ بقوة اندفاع كبيرة أى أننى أوظف انضغاط المياه لتحريك الرملة المطلوبة.
 
∎ وبعد شرح تفاصيل إمكانية تنفيذ خطة هدم الساتر الترابى ماذا كان موقف القيادات؟
 
ـــ قائد الفرقة بدا عليه الاطمئنان لأنه كان متخوفا من الخسائر ومداهمة الوقت فشعر أن هذه الخطة لو اندرست ونجحت ممكن تعمل حاجة مهمة فكلم قائد الجيش بأننا ندرس خطة لدينا ويهمنا أن تسمعها وذهبنا إليه فى اليوم التالى وتم عرض الفكرة عليه فى فتح الثغرات فرد عليه فتح الثغرات!! واقترح حضور رئيس القطاع الهندسى معنا، وبالفعل جاء رئيس القطاع الهندسى وشرحت الفكرة أمامه وبدأت تلقى إعجابه جدا، وهكذا حتى وصلت لطرحها على رئيس هيئة العمليات.
 
وبالفعل تكلم مع هيئة العمليات ورد هناك نائب رئيس الهيئة وكان وقتها اللواء ممدوح جاد تهامى وتم إبلاغه بأن اللواء سعد زغلول ومعه ضابط من الفرقة 19 لديهما فكرة مهمة فقال: مين الضابط ده أنا عارفهم كلهم وكنت قائد الفرقة فنظر لى قائد الجيش وقال لى اسمك إيه يابنى فقلت له مقدم مهندس باقى زكى يوسف فقال اللواء ممدوح «الولد ده جاد ومبيهزرش ابعتهولى» وبالفعل ذهبت إليه ورحب بى وشرحت له الفكرة فخبط إيده على المكتب بشدة وقال لى هى يابنى متجيش غير كده، ما هى فعلا تحت المية وكلم رئيس هيئة العمليات وكان اللواء نوفل وقال له أنا عندى ضابط من ولادى من الفرقة 19 وشرح له الفكرة فقال ابعته لكبير المهندسين وكلمهوله وبالفعل كلم كبير المهندسين وقال له عندى ضابط هيشرحلك فكرة فرحت هناك ودخلت وشرحت الفكرة فقال لى مين كان معاك من ضباط إدارة المهندسين فى السد العالى فقلت له وكان منهم عقيد اسمه شريف مختار وكان بيخدم عنده فى الإدارة فكلمه وحضر معانا طرح الفكرة مرة تانية وأعجب بالفكرة وأكد أنه بالفعل تم إزالة ربع رملة السد العالى بهذه الطريقة وقال نجربها يافندم فاطمأن كبير المهندسين لكلام العقيد مهندس شريف ثم رجعت إلى ممدوح تهامى وحكيت له ما حدث فقال لى طيب ارجع وحدتك فتركته ولكن لم أعد وحدتى وتوجهت إلى وزارة السد العالى وكانت وقتها بالمهندسين وطلبت لوحات تخص السد العالى موضحا أننا محتاجينها للشرح للضباط والعساكر إيه بيحصل فى مصر فترتفع روحهم المعنوية فسمحوا لى بالدخول للمخزن واخترت أغلب اللوحات والإرشادات التى كانت تعمل أثناء بناء السد العالى وأخذت منها الإجراءات اللى نأخذها عند تحويل المجرى وتوجهت إلى قيادة الفرقة مرة أخرى وأخبرته بما فعلته وألقى نظرة على لوحات السد العالى بدقة ثم طلب منى تقريرا مختصرا.
 
∎ ألم تخش تحمل نتيجة فشل هذه الفكرة فى هذا الوقت الحاسم؟
 
ـــ إطلاقا.. وكانت الفكرة قد جاءتنى وأنا أسمع تقارير التخصصات ولكن بعد أن قلتها لبستنى الفكرة «زى ما يكون عفريت ولبسنى» وشعرت أنها أنسب الحلول فى مقابل ما يقال من تفجير، ولكنى شعرت بالفعل بعد ذلك بأنها كانت سيفا فى يدى وسيفا على رقبتى فى ضبط العلاقة بين أن تخرج بأقل قدر من التحميل على الجندى وبأكثر اندفاع للمياه المؤثرة على فتح الثغرة ولكنى لم أخش قط ألا تفتح لأنها نظريات هندسية معروفة وتسمى نظرية المقذوفات عند نيوتن.
 
∎ وكم استغرقت فى إعداد التقرير المطلوب؟
 
ـــ اشتغلت على لوحات السد العالى حتى العاشرة صباح اليوم التالى وتقدمت به إلى قائد الفرقة وهو منتهى تقريبا من الناحية الفنية فقال لى إن الرئيس جمال عبدالناصر بيعمل لنا اجتماعات دورية كل أسبوع وتم تحديد ميعاد الاجتماع القادم وسوف أعرض عليه الفكرة، وكان ينقص التقرير كتابته على الآلة الكاتبة وبالفعل كتبته ثم طلب منى تلخيصه بشكل مبسط وقمت بذلك.
 
وبعد 6 أيام تقريبا طلبنى قائد الفرقة وطلب مسودة التقرير الذى كتبته وأعطيتها له فحرقها فى الملجأ ثم قال لى لا تتكلم فى هذا الموضوع مجددا أمام أحد لأن الفكرة عرضناها على الرئيس جمال عبدالناصر واهتم جدا بالفكرة وأمر بدراستها وتجربتها وتنفيذها فى حالة نجاحها فأصبحت سرية جدا.
 
وبدأت إداراة المهندسين والأجهزة المعنية بالقوات المسلحة تدرس الفكرة لأنها انتقلت لحيز الدراسة والتجارب وعملوا ما يقارب من 300 تجربة وكان أولها فى حلوان فى سبتمبر 1969 بطلمبة من السد العالى فى 3 ساعات ونصف تقريبا فاطمأنوا ثم أحضروا طلمبات ميكانيكية أصغر حجما وأقوى ففتحت فى 3 ساعات ثم أحضروا طلمبات تربونية ففتحت فى ساعتين وربع وتم عمل بيان عملى فى يناير 1972 على ساتر ترابى طبيعى مشابه للساتر الترابى شرق القناة فى جزيرة البلاح داخل القناة وفتحت الثغرة فى 3 ساعات ووقتها تقرر استخدام التجريف كأسلوب فى فتح الثغرات فى الساتر الترابى فى شرق القناة أثناء عمليات العبور.
 
∎ وكم استمرت فترة هذه التجارب؟
 
ـــ استمرت من مايو 1969 إلى يناير 1972،حتى تقرر استخدام الفكرة ما بين التطوير والتغيير.
 
∎ يوم 6 أكتوبر كيف كان الأمر؟
 
فى أول يوم 6 أكتوبر على الساعة 6 كانت أول ثغرة مفتوحة وعلى الساعة 01 بالليل كان مفتوح 60 ثغرة وكانت الحسابات العملياتية تقول أننا محتاجين إلى 85 ثغرة، ففتح 60 يعنى فتح 75 ٪ وكانوا كافيين، وعلى الساعة الثامنة ونصف مر لواء مدرع بكامل معداته ودباباته للضفة الشرقية للقناة من ساتر ترابى ارتفاعه 20 مترا من معبر القرش شمال الإسماعيلية.
 
∎ وماذا كان رد فعل العدو تجاه هذا العبور؟
 
ـــ حالة انهيار كامل، فهذه العملية أربكت العدو وأفقدته السيطرة على مسرح العمليات لأنه كان منتظرا الهجوم الرئيسى للقوات ولكنه لم يكن يعلم أنه لم يكن هناك هجوم رئيسى لأننا كنا نعمل من بورسعيد لأسوان وكل الثغرات مفتوحة بشكل مستمر وعبرت قواتنا الرئيسية فى وقت لم يحسب له العدو أى حساب فكنا متوقعين أن يكون العبور فى 12 ساعة كما هى الخبرة العالمية فى ذلك ولكننا عبرنا فى أقل من 3 ساعات.
 
∎ وماذا كان شعورك بعد نجاح فكرتك وعبور القوات المصرية بهذا النجاح؟
 
ـــ إحساس لا يوصف خاصة أننى عبرت من ثغرة الساعة 7 صباحا اليوم التالى وكان فيها مشاكل وكنت أنا كرئيس فرع المركبات للجيش الثالث مسئولا عن النجدة شرق وغرب القناة وكنت فى قمة السعادة والفخر لبسالة القوات المصرية التى كانت تحارب بشجاعة لا توصف وكانت تحميهم جدران الثغرة وشعرت أن حضورى من بداية الحرب حتى انتهائها هو تكريم من ربنا لأننى كنت مجرد لسان للفكرة إنما كانت الومضة من عند الله.
 
∎ كيف ترى أكتوبر بعد 40 عاما؟
 
ـــ فى 1967 «شنكلونا» لأننى أرى أنها لم تكن نكسة أو هزيمة إنما «كمين دولى اتعمل لنا» وزودوا إسرائيل بمعدات وقاموا بالتشويش على الاتصال بالإلكترونيات ثم دخلوا وعربدوا فى المنطقة ووصلوا حتى القناة وقالوا «نصر فاق كل أحلامنا».
 
وفى 1973 كانت هزيمة لهم فاقت كل أحلامهم والتى كانت معجزتها الإنسان المصرى بينما لا يستطيع العسكرى الإسرائيلى الذى حاربنا فى 1973 أن يمسك بندقية أمامنا إنما قد يمكن لابنائه أو أحفاده بعد أن يكونوا نسوا أو تناسوا ما حدث لهم فى 1973 والتى أعدنا فيها الكرامة واستعدنا الأرض.
 
∎ من 1973 إلى 2013 هل تعايشت مع انتصار آخر إلى جانب انتصار أكتوبر؟
 
ـــ نحن أمة مختارة وشعب مصر يعى إرادة الله ويعى معنى الكرامة وحب الأرض، لذلك عندما وفد علينا من لا يعرف قيمتها طردهم شعبها لأنهم كانوا مجرد ساكنين وليسوا ولاد هذه البلد، ولكى ترى نور الشمس لابد أن يمر الليل ونصر أكتوبر بداخلى من 1967 الذى كان كمينا دوليا لتحجيمنا ولكننا «متحجمناش» ولم نرضخ وعندما جاء آخرون ليبيعوا البلد فأفشلنا كل اتفاقياتهم بحركة مصرية أصيلة بمساندة السيسى.
 
∎ معنى ذلك أنك تعتبر حركة 30 يونيه نصرا جديدا كنصر أكتوبر؟
 
ـــ نعم وكل نفس لنا انتصار.
 
∎ ذكرى لا تنساها؟
 
ـــ لا أنسى أول تقرير بعثت به وأنا رئيس فرع مركبات الجيش الثالث إلى إدارة المركبات فى مصر ظرف فيه شوية رمل من سيناء.
 
∎ وهل نموذج أكتوبر قابل للتكرار خاصة فى ظل المتغيرات المتلاحقة؟
 
ـــ الظروف متغيرة ولكن النصر يتكرر، والقيم يمكن يعاد صياغتها بأسلوب العصر والمناخ أو الحالة متكررة لأن الأدوات واحدة وهى الأرض والإنسان ويحضرنى هنا موقف وأنا عميد فى 1973وقد طلبوا منى الحضور الساعة الخامسة صباحا وصمموا على ذلك فذهبت فوجدت امرأة عجوزا فى الثمانين من عمرها وعلى رأسها «مشنة» عيش سخن فقالوا لى يافندم كل يوم تجيب لنا عيش سخن فصعبت عليا وقلت لها يا أمى كل حاجة موجودة هنا فقالت لى «يابنى أنا كل يوم باأصحى أخبز وآجى لأن ابنى عسكرى معاكم فى الجيش ولما بأكلكم باأحس أنى بأكل ابنى وهى دى مصر.
 
∎ هل أنت متفاءل بمستقبل مصر؟
 
ـــ جدا من يوم ما اتولدت على الأرض دى ومتفائل إلى حد الإيمان الكامل بأن ربنا خص هذه الأرض وهذا الوطن برعايته وأمانه.