الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

د. مصطفي السيد: استمرارى فى أمريكا يفيد مصـر أكثـر

د. مصطفي السيد: استمرارى فى أمريكا يفيد   مصـر أكثـر
د. مصطفي السيد: استمرارى فى أمريكا يفيد مصـر أكثـر


عندما يمتزج الإيمان بالله مع الثقة فى نبوغ العقول المصرية وقدرتها على تحدى المستحيل حتما ستصل مصر إلى بر الأمان، هذا ما خلصت به من لقائى الممتع مع العالم الدكتور مصطفى السيد أستاذ الكيمياء الحيوية بجامعة جورجيا ومخترع علاج السرطان بجزيئات الذهب والذى يقود حاليا فريق من الباحثين المصريين فى سباق لصالح البشرية ينطلق من أرض مصر وبالتحديد من داخل المركز القومى للبحوث، حيث أعلن منذ أيام عن البدء فى اختبار استخدام العلاج على البشر بعد انتهاء كل مراحل تطبيقه على الفئران بنجاح، مما يعطى بارقة أمل كبيرة ويبشر فى إنهاء معاناة ملايين من البشر فى مواجهة أكثر أمراض القرن شراسة.
 
∎ أعلنت منذ أيام فى مؤتمر صحفى عن بدء اختبار علاج السرطان على الإنسان بتقنية النانوتكنولوجى وباستخدام جزيئات الذهب.. لما تأخرت تلك الخطوة رغم اكتشافك للعلاج منذ نهاية 2007؟
 
- لم تتأخر الخطوة مطلقا بل على العكس، فمن الطبيعى أن يتم البحث بكل دقة قبل تطبيق العلاج على الإنسان، وهذا مايتم فى الخارج عند اكتشاف أى علاج جديد، حتى يتم التأكد من عدم وجود أى آثار جانبية، مع العلم أنه سوف يجرى اختباره على الحالات المتأخرة التى إذا لم يفيدها العلاج فبالتأكيد لن يضرها.
 
∎ هل يمكنك أن تشرح للقارئ بطريقة مبسطة كيف سيتم العلاج؟
 
- الطريقة بسيطة جدا، حيث يتم حقن الجسم بمادة نانو الذهب التى يكون عليها مواد تتعرف بطبيعتها على الخلايا السرطانية فى الجسم، حيث إن هذه الخلايا السرطانية تتواجد عليها جزيئات تتفاعل مع الجزيئات المتواجدة على الذهب، ثم يتم تعريض جزيئات الذهب للضوء الذى يحولها إلى حرارة تتسبب فى ذوبان الخلايا السرطانية تماما، دون الإضرار بالخلايا السليمة، بعكس العلاج الكيميائى الذى يؤثر على الخلايا المصابة والسليمة على حد سواء.
 
∎ وماذا عن فريق البحث ؟
 
- لدى فريقا بحث يعملان فى نفس الوقت على أبحاث تطبيق العلاج على الإنسان، أحدهما فى أمريكا مكون من جنسيات عديدة والآخر مصرى خالص هنا بالمركز القومى للبحوث، وهنا يجب أن أؤكد أن الفريق المصرى تفوق ووصل لنتائج مبشرة بخصوص هذا النوع من العلاج مقارنة بفريق الولايات المتحدة الأمريكية الذى يقوم بإجراء التجارب على نفس النوع من العلاج.


∎ مخاوف كبيرة لدى المرضى حول تكلفة العلاج، وهل سيُترك المريض فريسة لشركات الأدوية فى هذا المجال أم ستعلنون عن سعر مبدئى لتكلفة العلاج؟
 
- تكلفة العلاج لن تكون باهظة بأى حال من الأحوال، ومن المؤكد أنها ستكون أقل بكثير من تكلفة العلاج الكيميائى، الذى يحتاج إلى كمية كبيرة من المواد الكيماوية لعلاج المصاب الواحد، بينما نحتاج نحن فى علاجنا بالذهب إلى كمية ضئيلة للغاية حتى إن مقدار ذهب في دبلة يد يمكنها أن تعالج 6 إلى 7 حالات.
 
∎ من يمول الأبحاث التى تجرى حاليا بالمركز القومى للبحوث؟
 
- يمولها مؤسسة مصر الخير، بالإضافة إلى إمكانيات المركز القومى للبحوث المتاحة لفريقى البحث بلا أى مقابل، فمؤسسة مصر الخير لها فضل كبير فى ظهور هذا العلاج للنور، فقد مولتنا حتى الآن بمليون وستمائة ألف جنيه وهو سلوك راق من جمعية أهلية.
 
∎ إذا كنا لا نستطيع أن نعول على الدولة فى الإنفاق على مشروعات من هذا النوع، فكيف نقنع رجال الأعمال أنه مجال جيد للاستثمار؟
 
- فى أمريكا يوجد أشخاص مسئولون عن القيام بتلك الخطوة، حيث يأتى لهم رجل الأعمال ويقول لهم إنه يريد أن يستثمر مبلغا معينا فى مخترع جديد، فيقومون هم بدورهم فى تجميع الأبحاث المنشورة والمحفوظة بحقوق ملكية لصاحبها ومن ثم يرشحون له إحداها، ويجرون على هذا البحث دراسات بحيث يتوقعون لرجل الأعمال الربح العائد من المشروع، وعلى أساس تلك الدراسة وبعد لقاء رجل الأعمال بالباحث يتم إنشاء مصانع، يعمل بها المئات إن لم يكن الآلاف، ثم يدفعون ضرائب للحكومة، وبالتالى فإن أمريكا لديها الوعى الكافى بأن البحوث إذا ظلت حبيسة الأدراج فلا قيمة منها، والآن فإن كل دولار تنفقه أمريكا على البحث العلمى يعود إليها خمسة دولارات، فى مصر الأمر يختلف كثيرا فالحكومة لاتنفق ورجل الأعمال ليس لديه الوعى الكافى لقيمة المخترعات الجديدة والأبحاث، ومع ذلك فالصورة ليست شديدة القتامة، فهناك باحثة تدعى منى بكر محمد، حصلت على الدكتوراة من أمريكا وعندما عادت إلى مصر تبناها رجل الأعمال أحمد بهجت وفتح لها معملا داخل مدينة دريم، وأحضر لها أجهزة نانو تكنولوجى لتكمل أبحاثها فى مصر، ورغم العروض التى تنهال عليها بآلاف الدولارات لتعمل أبحاثها خارج مصر إلا أنها ترفض، وأنا أعتقد أن التاريخ سوف يتوقف أمام تلك السيدة طويلا، فهى أول سيدة مصرية تجرى أبحاثاً مع رجال أعمال ومع المصانع الحربية باستخدام النانو تكنولوجى مما سيتسبب فى رفعة حال البحث العلمى فى مصر.
 
∎ وهل أنت راض عن حال البحث العلمى بشكل عام فى مصر؟
 
- بالمقارنة بما يخصص له من ميزانية فهو عظيم، لأن العقول المصرية تستطيع أن تتحدى الصعاب وتعمل بأقل الإمكانيات لتحصد أعظم النتائج، وكثيرا ما كنت أسأل زملائى من أساتذة الجامعات كيف تقومون بعمل التجارب المعملية فيجيبون نكتفى بها نظريا لعدم وجود تمويل!، حتى الطلبة الذين يتقدمون للحصول على درجات علمية سواء ماجستير أو دكتوراه ينفقون على أبحاثهم من جيبهم الخاص!، لدرجة أننى عندما أخبرت الدكتور على جمعة بحال هؤلاء الباحثين الصغار طلب منى أن أبلغهم أن إنفاقهم على أبحاثهم يعد من باب الزكاة لأنه عمل يفيد الإنسانية ، ورغم أن الحال تحسن قليلا الآن إلا أنه لم يصل إلى المستوى المطلوب.
 
∎ هذا عن حال البحث العلمى ماذا عن حال التعليم فى مصر؟
 
- للأسف التعليم لابد أن يتم تغييره جذريا، فمن الممكن أن نحتذى بالتجربة التركية فى هذا المجال حيث قرر الخبراء هناك أن يبدأوا من النشئ الجديد بتغير مناهج التعليم الأساسى من الحفظ والتلقين إلى الفهم والتدبر، وهذا ما يبنى العقول، أما الحشو والتلقين فلن يبنى عقلا ولن ينهض بمصر، والحال ينطبق على الجامعات أيضا فلابد من النظر إلى ما يتم تدريسه داخلها وفقا لما يطلبه سوق العمل.
 
∎ على ذكر الجامعات، لو كنت فى موقع متخذ القرار كيف كان يمكنك التصرف فى النزاع الدائر حاليا بين جامعتى النيل وزويل؟
 
- من المؤسف أن أرى ذلك النزاع بين الجامعتين البحثيتين اللتين كانا يعول عليهما المصريون لرفعة حال البحث العلمى فى مصر، وأنا أتعجب من هذا الخلاف الدائر بين الكيانين الذى لا طائل منه، وكان أجدى لهما أن يوفرا الوقت والمجهود لخدمة البحث العلمى بدلا من التراشق على صفحات الصحف والمجلات، خصوصا أن كلاهما يعملان من أجل مصر، كما أنهما يمتلكان مجموعات بحثية من خيرة الباحثين المصريين الذين قدموا من الخارج وضحوا بحياة كريمة من أجل خدمة وطنهم.
 
∎ ولماذا لاتفكر أنت فى الاستقرار فى مصر وإتمام كل أبحاثك هنا؟
 
- وضعى أنا مختلف، ومن الأفضل لى أن أذهب لأمريكا وأعود لمصر كل فترة لأنى أنقل كل جديد إلى مصر، كما أننى آخذ طلبة معى إلى هناك ليكملوا دراستهم فى أمريكا ومن ثم يعودون إلى مصر وهكذا.
 
∎ أعلنت عن افتتاح ثلاثة معامل بحثية بمصر تعمل بتقنية النانو تكنولوجى أين موقعها؟ وهل سيتم استخدامها فى أبحاث السرطان فقط؟
 
- أحدها فى مركز الأبحاث الزراعية، والآخر فى البترول للأبحاث، وهناك ثالث فى الإسكندرية، بالإضافة إلى معمل دكتور منى بكر الموجود فى دريم، وبالطبع لن تتخصص جميعها فى أبحاث علاج السرطان، فالنانو تكنولوجى بحوره واسعة وعلاج السرطان به جزء بسيط جداً منه.
 
∎ لجنة الخمسين الآن تتم عملها لإعادة صياغة دستور مصر، ما الذى تقترحه من مواد بشأن البحث العلمى ولماذا لم تشارك بمقترحاتك تلك ليتم الأخذ بها؟
 
- أنا فى الدستور الأخير الذى يجرى تعديله الآن جئت من أمريكا خصيصاً لأقدم لهم مقترحاتى والتى كان من أهمها أن يخصص 1٪ من الدخل القومى لمصر للأبحاث العلمية، وشرحت لهم كيف سيؤثر ذلك على مستوى دخل الفرد، لكنهم للأسف لم يأخذوا بهذا المقترح، وأنا أتمنى من لجنة الخمسين التى تجرى تعديلاتها الآن أن تأخذ بعين الاعتبار هذا المقترح.
 
∎ ما الذى تنتظره من رئيس مصر القادم؟
 
- أتمنى أن يضع ماليزيا نصب عينيه، فهى دولة مسلمة ومتدينة وفى نفس الوقت لديهم اهتمام كبير بقيمة البشر وقيمة البحث العلمى، فرئيس الوزراء هناك يجلس مع الباحثين كل بداية عام، ليسمع منهم ما احتياجاتهم، ويعطيهم إياها، لذلك فالأبحاث تسير بمعدل ممتاز وبالتالى ارتقت الصناعة وزاد دخل المواطن وفى نفس الوقت فهم يقيمون شعائر دينهم ويفهمون الإسلام الفهم الصحيح،
 
∎ على ذكر النجاح، فى اعتقادك ماسر نجاحك؟
 
- زوجتى رحمها الله هى سر نجاحى، فهى السبب فى اكتشاف العلاج الذى سوف ينقذ الملايين بمشيئة الله من المرض اللعين، فبداية اهتمامى بمزج النانوتكنولوجى مع مرض السرطان، كان بسبب تجربتى الشخصية مع زوجتى الأمريكية والتى وافتها المنية بعد إصابتها بمرض السرطان، ومن بعدها بدأت أجري الأبحاث على مرض السرطان بمساعدة ابنى الدكتور أيمن الذى يشاركنى الآن فى تطبيق النتائج.
 
∎ ماذا عن بقية أفراد أسرتك؟
 
أبنائى جميعهم يعملون فى البحث العلمى بفضل الله، فلدى من الأبناء أربعة، أكبرهم جراح السرطان دكتور أيمن الذى أسلفت ذكره، يليه دكتورة ليلى وهى مديرة بحث علمى فى أكبر شركة أمريكية لتحسين الصناعات، وابنى الذى يصغرهما يعمل فى قسم البحث العلمى فى شركة كلوركس، وابنتى الصغرى درية تعمل أيضا أبحاثا فى عمل ميزانيات الشركات الكبرى وهى تعمل فى سان فرانسسكو.