الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

عيد الحب يعود إلى الفراعنة والإغريق

المصرى القديم هو أول من عبر عن الحب على جدران المعابد والمقابر، لكن ليس هذا هو الدليل الوحيد على الأصول المصرية القديمة لهذا العيد، بل كانت هناك دراسات تشير إلى أن المصريين القدماء كانوا يتمتعون بعواطف جياشة ومشاعر عاطفية نبيلة. ويقول المؤرخون وعلماء المصريات إن إقبال المصريين على الفرح والبهجة والتمتع بجمال الطبيعة جعلهم أول شعب يعرف طقوس وقصائد العشق والغزل قبل آلاف السنين.



وجد الآثاريون وعلماء المصريات الكثير من النصوص التى تبادلها المحبون والعشاق بمصر القديمة على جدران المعابد والمقابر وأوراق البردى وقطع الأوستراكا التى كانوا يدونون عليها بعض النصوص الأدبية، ومن أشهر تلك البرديات «بردية هاريس» التى عثر عليها فى معبد «الرمسيوم» غربى مدينة الأقصر وبردية «شيفتربيتى» وبرديات متحف تورينو فى إيطاليا، تسجل الكثير من قصائد الحب ونصوص العشق، وهناك نصوص مشهورة من أغانى «العازف على الهارب» وجميعها نصوص فى الحب والعشق والهوى.

أما بردية شستربيتى عن مشاعر مثلما جاء فى قصيدة «العاشقة العزراء» والتى تقول «لقد أثار حبيبى قلبى بصوته وتركنى فريسة لقلقى وتلهفى  /إنه يسكن قريبا من بيت والدتى /ومع ذلك فلا أعرف كيف أذهب نحوه».. ومن هذه النماذج للشعر المصرى القديم ما جاء فى ترنيمة نفتيس إلى أوزوريس أحضر توا يا سيدى يا من ذهبت بعيدا /أحضر لكى تفعل ما كنت تحبه تحت الأشجار لقد أخذت قلبى بعيدا عنى آلاف الأميال /معك أنت فقط أرغب فى فعل ما أحب إذا كنت قد ذهبت إلى بلد الخلود فسوف أصحبك /فأنا أخشى أن يقتلنى طيفون (الشيطان ست) لقد أتيت هنا من أجل حبى لك فلتحرر جسدى من حبك.

ومن قصيدة إيزيس العاشقة الأولى النداء الأبدى لأوزوريس بردية برلين رقم 3008/تعالى إلى بيتك /أنت يامن لا أعداء له أيها الشاب الجميل الطلعة /تعالى بيتك لكى ترانى.

وهكذا ظل الحب عند المصريين القدماء محفزا لابتكار أساطير عديدة.. قال المصريون قديما عن الحب إنه «هبة السماء تسكبه الطبيعة فى كأس الحياة لتلطف مذاقها المرير» فكانوا أول من تفاخر بعاطفة الحب وخلدوها فى عالم الأحياء على جدران معابدهم وأحجارهم، وفى «قصور الأبدية» (مقابرهم) ليحيا الجميع الجميع بالحب فى العالم الآخر.. تبارى ملوك الفراعنة فى تخليد قصص حبهم مستعينين بناحية الفن والعمارة فكتبوا الخلود لملكاتهم  بعمائر كرست لهن، ونقوش لا حصر لها أبرزت تألقهن فى شتى أرجاء مصر.

ويزخر تاريخ مصر القديم بقصص الحب والبطولات النسائية عبر عصوره، برزت أعظمها فى عصر ملوك الأسرتين 18،19، وهى فترة حكم تميزت بتأسيس الإمبراطورية المصرية وازدهارالفنون والعمارة والثراء الأدبى مثل قصة حب الملك «أحمس الأول» وزوجته «أحمس نفرتاوى» والملك «أمنحوتب الثالث» وزوجته «تى» والملك «أمنحوتب الرابع (أخناتون) وزوجته نفرتيتى،  وكانت قمة قصص الحب بالطبع ما جمع بين الملك «رمسيس الثانى» وزوجته الجميلة نفرتارى.

كما سجل المصريون القدماء معانى الحب على لوحتين أثريتين أكتشفتا بمقبرة سوبك حتب، المشرف على البيت المالك بمنطقة آثار هوارة بالفيوم عام 1974. تشير إلى مدى حب واحترام المصرى القديم لأهل بيته سواء أمه أو زوجته أو بناته.

الجزء الأيسر من اللوحة الأولى بصور ثلاث بنات وأعلى كل واحدة منهن كتب (بنته حبيبته المجهولة وأعلى صف البنات صف آخر بما للأولاد وربما أيضا كتب فوق كل واحد (ابنه حبيبه المجهول. ومن أشهر الأساطير المشهورة فى العصر اليونانى هى أسطورة إيزادورا شهيدة الحب فى «تونه الجبل».. إيزادورا فتاة مصرية عمرها 18 سنه رائعة الجمال عاشت فى مصر فى القرن الثانى الميلاى فى عصر الإمبراطور هادريان وتحمل المقبرة رقم! بين مقابر منطقة تونا الجبل.. وإيزادورا أبنه أسرة إغريقية كانت تعيش فى مصر فى مدينة أنتينوبوليس (الشيخ عبادة)حاليا وكان أبوها حاكما للإقليم المعروف حاليا بمحافظة المنيا وكان قصره الكبير موجودا فى مدينة أنتونوبوليس حيث يطل على النيل. وقعت الفتاة الجميلة فى حب الضابط المصرى حابى الذى كان يعيش على الجانب الغربى من النيل فى مدينة خمنو الأشمونين حاليا وكان من قوات الحراسة الموجودة فى المدينة ومن ثم يعتبر شخصا عاديا من أبناء عامة الشعب المصرى ولم يكن من عليه القوم فلا يوجد أى وجه للمقارنة بينهما من حيث المستوى،  رغم ذلك قال الحب كلمته وساقها لتقابل حبيبها. ومنعت فيما بعد من مقابلته وبالفعل كان تضييق الخناق عليها حتى قررت هى أن الحياة دون حبيبها لا معنى لها فقررت الانتحار.