الأربعاء 23 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

لن أسمح بتدخل أى فصيل سياسى فى عملى

لن أسمح بتدخل أى فصيل سياسى فى عملى
لن أسمح بتدخل أى فصيل سياسى فى عملى



 
القدر جعله يتولى منصب الرقيب فى ظل بعض التيارات الدينية المتشددة.. عبدالستار فتحى الذى أمضى أكثر من 30 عاماً فى العمل الرقابى يرفض إلغاء الرقابة على المصنفات الفنية لأنها حلقة الوصل بين المشاهد والمبدع وطالب بتبعية القنوات الفضائية الخاصة لمقص الرقيب لمنع عرض المشاهد الساخنة وأشاد بثورة يناير التى أزالت القوانين المكلبة وأشياء أخرى فى الحوار التالى.
 
 
∎ ما أهم المحاور لتطوير الرقابة على المصنفات الفنية فى المرحلة القادمة؟
- بعد أن أصبح للبلاد دستور جديد لابد من ميثاق شرف نعمل به خلال هذه الفترة الانتقالية، فكل هدفنا أن يكون الإبداع أفضل ونقل الشكاوى لدى الرقابة من المشاهد أو المبدع، فالمشاهد مطلوب حمايته من أى إبداع فارغ، والمبدع يحتاج تخفيفاً فى القوانين المكبلة التى كانت كفيلة بمنع أى عمل فنى حقيقى للناس، فهدفنا الآن توصيل المعادلة بين المتلقى والمبدع وهذه أهم المحاور لتطوير الرقابة.
 
 
∎ تعالت أصوات سابقا بإلغاء الرقابة هل تؤيد ذلك؟
- الرقابة تحكمها قوانين عمل بلائحة عام 1911 ثم فى عام 1954 صدرت القوانين الخاصة بحقوق الملكية الفكرية وعام 1955 ظهرت القوانين الخاصة بالحالة الرقابية وهو القانون رقم430 لعام 1955 ولا ننكر أن بعضاً من هذه القوانين كانت مكبلة وعاقت العديد من الأعمال منها الأمور الخاصة بالآداب العامة والشق السياسى، حيث إن السياسة العامة للدولة سابقا كانت لا تسمح بتمرير أى عمل فنى يقوم بالنقد على الشخصيات العامة أو أعضاء النظام الحاكم، ولكن ثورة يناير استطاعت أن تكسر كل هذه الحواجز، فلا يوجد شخص حتى الرئيس نفسه غير قابل للنقد ولكن النقد البناء، أما الجانب الدينى فهو قيم ثابتة لا تتغير بالأزمنة أو الأشخاص وأنا ضد إلغاء الرقابة، حيث لو ألغيت سنضع المبدع فى مواجهة مباشرة مع رجل الشارع وهذا خطر عليه، خاصة أن مصر الآن بها العديد من التيارات المختلفة منها المتشدد لذلك لابد من وجود الرقابة كحلقة وصل بين المبدع والمشاهد.
 
∎ صرحت قبل ذلك بأنه لابد من تبعية القنوات الفضائية لقوانين الرقابة؟
- أقصد بذلك القنوات الفضائية الخاصة والتى تقترب من1000 قناة فهى تتبع ثلاث وزارات الاستثمار والاتصالات والإعلام ولا تخضع لقوانين الرقابة، حيث لوحظ فى الآونة الأخيرة أن الأفلام التى تعرض عليها قد لا تحذف بعض المشاهد الساخنة والمثيرة ونحن كمجتمع شرقى لا يليق بنا أن نقدم مثل هذه المشاهد، فهناك فرق فى تقديم الفن كعرى أو إبداع لذلك طلبنا مرات عديدة أن تفعل قوانين الرقابة على القنوات الخاصة ولكن دون جدوى لأنهم خارج سيطرتنا وهذا لا يعنى أننا سنستسلم بل سنظل نطالب حتى تخضع جميع القنوات على مقص الرقيب وأرى أنه قريب جدا، خاصة بعد إنشاء المجلس الوطنى للإعلام الذى سيكون داعماً رئيسيا لالتزام كل القنوات الخاصة سواء من الناحية الإعلامية أو الفنية، أما عن قنوات التليفزيون المصرى فهى تلتزم بقوانين الرقابة.
 
 
∎ ولماذا لا يكون هناك تنسيق بين الرقابة والقنوات الخاصة؟
- أنا مسئول عن رقابة تتبع وزارة الثقافة وليس من صلاحياتى أن أفعل شيئاً.
 
 
∎ ما القوانين التى تعوق عمل الرقابة ويجب أن يوقف العمل بها؟
- العديد من القوانين فى الآداب العامة والسياسة بما يتناسب مع الحاضر الجديد، فالرقابة تحتاج إلى أجهزة حديثة حتى تتماشى مع التكنولوجيا العصرية والعنصر البشرى الذى أطالب أن يكون جميع أعضاء الرقابة خريجى الأكاديميات الفنية حتى يكون لديهم حس فنى.
 
 
∎ إلى أى مدى يتأثر عمل الرقابة فى ظل وجود نظام إسلامى يحكم البلاد؟
- لم يتدخل أحد فى عمل الرقابة من التيارات الإسلامية أو أى تيار آخر سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة فنحن نقف على مسافة واحدة من جميع التيارات السياسية لأننا نفعل القوانين التى يلتزم بها الجميع.
 
 
∎ الرقابة أجازت بعض الأفلام التى كانت تنتقد سياسة الرئيس السابق فلو عرض عليك عمل يتناول نقداً لشخصية الرئيس مرسى وجماعة الإخوان المسلمين ماذا ستفعل؟
- الإساءة مرفوضة لأى شخص على أرض مصر لأنها تدخل تحت دائرة القذف وهذا مخالف للقانون، أما النقد فلا يوجد أحد فوق النقد حتى الرئيس، مادام أصبح شخصية عامة، ولكن النقد البناء فكل المواضيع قابلة للطرح وتبقى كيفية تناولها ورغم ذلك فهناك مشكلات حساسة مثل الفتنة الطائفية أو إساءة مصر بدول أخرى تربطنا بها علاقات جيدة ولا أخص بذلك الكيان الصهيونى الذى سأظل أراه عدونا إلى الأبد.
 
 
∎ ماذا عن السيناريوهات التى عرضت على الرقابة هذا العام 2013؟
- لا أتذكر ولكن يعرض علينا فى الموسم من180 إلى 220 سيناريو وأتعامل مع الرفض كورقة أخيرة لأنى أعلم أن المبدع يبذل مجهودا كبيراً لإخراج العمل بشكل فنى جيد لذلك كل شىء قابل للمناقشة.
 
 
∎ ما موقف الرقابة من ظهور شخصيات الصحابة خاصة أن قرار الأزهر الشريف يحظر تجسيد الصحابة وآل البيت؟
- مسألة متفق عليها بيننا وبين الأزهر ممنوع تجسيد العشرة المبشرين بالجنة وآل البيت، ولكن بشكل شخصى أرى أن الأنبياء والرسل يجب ألا يجسدوا حتى يبقوا فى خيالنا أوسع مما نشاهدهم على الشاشة.
 
 
∎ ولكن شاهدنا قبل ذلك مسلسلات جسدت شخصية سيــــدنا يوسف وعمر بن الخطاب وخالد بن الوليد وغيرهم من الصحابة؟
- بالفعل عرض العام قبل الماضى مسلسل بعنوان يوسف الصـــــديق ومســلسل عن خالد بن الوليد وعن عمرو بن الخطاب العام الماضى ولكنهم ليست إنتاجنا فهى إنتاج إيرانى.
 
∎ ماذا ستفعل فى مسرحية «الحسين ثائراً» للكاتب عبدالرحمن الشرقاوى خاصة أن الفنان أحمد عبدالوارث يريد تقديمها مرة أخرى؟
- المسرحية عرضت يوما واحدا ثم توقفت من قبل الأزهر الشريف ،فلو وافق الأزهر سأعيد تقديمها مرة أخرى فكما قلت لك الأمور التى تخص آل البيت والصحابة نرجع فيها للأزهر.
 
 
∎ كيف تتعامل مع العاملين بالجهاز الذين لهم ميول إخوانية أو سلفية؟
- ضد تصنيف أى شخص ،فأنا أتعامل مع جميع العاملين على أنهم زملائى وأخوتى ولا يعنينى إلى من ينتمون فهذه حرية شخصية.
 
∎ ماذا عن الجزء الثانى من مسلسل الجماعة للكاتب وحيد حامد؟
- الجزء الأول لم يعرض على الرقابة كسيناريو ولكنه عرض كشريط مصور، وحتى الآن لم يصلنى الجزء الثانى فلو عرض على أى عمل وليس الجماعة لابد أن أشاهده ولن أجيزه إلا فى إطار القوانين المعمول بها.
 
 
∎ أمضيت أكثر من30 عاما فى الرقابة حتى توليت رئاستها أبرز ما رأيته خلال هذه الفترة؟
- لابد أن نقر أن ثورة5 2 يناير لها الفضل فى تمرير العديد من الأعمال التى كانت القوانين المتراكمة كفيلة بمنع ظهورها، والدليل قبل الثورة كان النقد متوقفاً عند الوزير أو رئيس الوزراء ولا يستطيع أحد الاقتراب من شخص الرئيس، والآن الوضع مختلف فلا أستطيع أن ألوم مبدعاً ينتقد رئيس الدولة فى عمل فنى يكتب أو يعرض مادام لا يخرج عن إطار النقد وليس الإساءة.
 
 
∎ بعيداً عن الفن كيف ترى المشهد السياسى الآن؟
- يحتاج إلى تكاتف كل القوى السياسية حتى تخرج مصر من هذه الكبوة التى نمر بها، لأن هذا يؤثر بكل تأكيد على كل الصناعات بما فيها الفن فلا أعتقد أن يجازف أى مؤلف بأى عمل فى هذه المرحلة لأن العمل الفنى يصنع ليبقى، ورغم ذلك من الممكن أن نرصد أعمالاً ولكن فى إطار تسجيلى.
 
 
∎ يتردد كثيرا إنشاء مواسم درامية حتى نقلل العبء على موسم رمضان؟
- أطالب أن تكون الدراما موزعة على جميع العام حتى لا نهرسها فى موسم واحد وأن أول من اقترح فكرة إنتاج موسم درامى فى رمضان قطاع الإنتاج للتنويه عن أعمالهم الدرامية حتى أصبحت عادة، وللأسف نمر الآن بأزمة منتج سواء على المستوى الدراما أو السينما، فالفن المصرى كان يحتل المركز الثانى بعد القطن فى التصدير والآن لا فن ولا قطن.
 
ريشة: سهام وهدان