الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

سترة نجاة.. واستمتع بقيادة الـ«نايل بايك»

سترة نجاة.. واستمتع بقيادة الـ«نايل بايك»
سترة نجاة.. واستمتع بقيادة الـ«نايل بايك»


 ركوب الدراجة للبعض هواية، ولبعض آخر رياضة، ولبعض ثالث لحظات انطلاق ومرح قليلة فى حياة يومية رتيبة، وفى كل الأحوال يحصل على مشاعر سعادة قد يشاركها مع مَن يحب.  أما بالنسبة لمن لا يستطيع ركوب الدراجة، فلا يبقى لهم سوى المشاهدة فى هدوء، ولا يمكنهم الكف عن التساؤل حول كيفية التوازن على عجلتين متحركتين، وهى معضلة تعلُّم قيادة الدراجات، التوازن والحرج من استخدام سنادات الأطفال والتى لا تجعل الأمر محرجًا فقط ، بل تجعله أبطأ فتفقد الدراجة جزءًا كبيرًا من جاذبيتها.
 
كحال الكثيرين، فكرت «مآب أحمد» فى البديل، كيف يمكنها قيادة دراجة دون الحاجة للتوازن، بحثت على شبكة الإنترنت عن حل، فكانت الدراجة المائية هى الاختيار، ليصبح فيما بعد مشروعًا يتبناه فريق «يلا عجلة» ثم ترعاه وزارة الشباب، بل وتحاول مآب تعميمها فى كافة المحافظات والوصول بها لتصبح رياضة مائية كالتجديف أو الكاياك.
كوّنت مآب فريقًا من سبعة أشخاص للقيام على مشروعها «نايل بايك» دراجة النيل، الذى لم يمر عليه أكثر من 6 أِشهر، لم تكن الفكرة التى كانت فى البداية شخصية لتتوقف عندها، قررت خوض تجربة جديدة وإتاحة فرصة المشاركة للآخرين أيضًا.. تحكى مآب لصباح الخير عن بداية الفكرة قائلةً: «كنت أحاول تعلم قيادة العجل ولم أتمكن من التوازن فبحثت عن البديل كدراجة ذات سنادات مثلًا، وبينما أبحث على صفحات الفيس بوك صادفت فكرة الدراجة المائية وبدأت أبحث عن آلية عملها، وعلمت أنها لا تحتاج إلى التوازن فهى أصلًا متزنة بالطوفَين المرفقَين بجانبيها، وقيادتها ليست صعبة كقيادة العجلات العادية».
تواصلت مآب مع المهندس الإيطالى صاحب فكرة هذا النوع من الدراجات، لتسأله عن إمكانية استخدامها فى النيل، فالمسطحات المائية تختلف عن بعضها، وبعد حديث طويل عن مدى أمان استخدامها وإمكانية التعامل معها فى النيل استخدمتها بشكل شخصى.
بعد أن كانت مجرد فكرة شخصية وجدت العديدين يرغبون فى تجربتها، فقررت شراء المزيد من تلك الدراجات المائية و«قام المشروع كما هو الآن مع فريقى المكون من 7 أفراد».
من عقبة التصاريح حتى رعاية وزارة الشباب وجدت مآب الحل فى العجلة المائية وهى دراجة عادية تختلف أنواعها حسب الطلب، فيمكن استخدام عجل عادى أو عجل سرعات مثبت على طوفَين بطول جانبَى العجلة، تتصل بدالاته بمروحة أسفل سطح المياه لتعطى قوة الدفع للطوفَين.
 كان هذا حلًا لمعضلتها الشخصية مع ركوب العجل لكن ماذا عن معضلتها الأكبر حين قررت جعله مشروعًا عامًا تحت اسم «نايل بايك»، التصاريح وثمن الدراجات والتسويق أول ما يجول بخاطر من يقبل على هذا المشروع، فليس من المسموح لأي كان أن يجلب دراجة أو قاربًا أو غيرهما وينزل ليسبح فى مياه النيل.
جاءت حلول مآب عملية وسريعة فقررت استخدام دراجاتها والنزول مع أكاديميات الرياضات المائية الحاصلة على تصاريح، تعرض عليهم الفكرة وتقترح تنظيم جولة تحت رعايتهم تشمل الدراجة المائية والكاياك مثلًا، كان هذا قبل أن تتواصل وزارة الشباب مع مآب وفريقها لترعى جولاتهم المائية تقول مآب: «تواصلت معنا وزارة الشباب والرياضة منذ حوالى أسبوعين بعد أن علموا بفكرتنا ونالت إعجابهم، أصبحت كل أنشطتنا الآن تحت رعايتهم فهم يقدمون لنا الدعم الإدراى ونحن نقدم الدعم الفنى. حضرنا مع وزارة الشباب فعاليات مهرجان التحدى والمغامرة الذى أُقيم فى الإسكندرية فى شهر أغسطس حضر فيها الوزير والمحافظ، كما نُظِمت فعاليات تابعة له فى النيل لأول مرة هذا الشهر كانت بحضور الوزير أيضًا، وسنشارك فى المعسكرات القادمة التى تنظمها الوزارة».
  3 دراجات فقط فى النيل وفى البحر أيضًا
بسبب سعر الدراجات العالى جدًا لم تخاطر مآب بشراء العديد منها، خاصة فى بداية المشروع عندما لم تكن تعلم إن كان سينجح ويلقى رواجًا أم لا، تعمل هى وفريقها باستخدام 3 دراجات فقط حاليًا، فى طريقها للزيادة وأوضحت مآب أن العدد الأقل يساعدهم أكثر على تأمين الجولات خاصة وأن الفريق مازال فى البداية.
لمآب وفريقها أيام معينة لتنظيم جولاتهم فى النيل يصل عدد المشاركين فى الجولة لـ25 أو 30 كحد أقصى، وتتفاوت الأعداد حسب المكان فعند تنظيم الجولة فى مكان أبعد يمكن أن يقل عدد المشاركين ليصل إلى 8 أفراد، تتفاوت أسعار الجولات وفقًا للتنظيم، سعر النصف ساعة 100 جنيه، لارتفاع سعر الدراجات الذى يتخطى الـ2000 دولار وفقًا لمآب، وتنخفض أسعار التذكرة إن كانت الفعالية برعاية إحدى الجهات ويمكن أن يشارك الفريق مجانًا إن كانت الفعالية للخدمة المجتمعية.
 الآن، يخطط الفريق لتنظيم جولة بالمحافظات تحت رعاية وزارة الشباب، لتعميم الفكرة وشجعها على ذلك الإقبال الملحوظ على الفعاليات.
تستخدم مآب وفريقها عجلا جبليا ذا سرعات فى جولاتها ولهذا يكون أول سؤال للمشاركين فى الجولات عن إن كانوا من راكبى الدراجات أم لا، لا يكون السؤال لحاجتهم لإتقان القيادة، بل لمعرفتهم باستخدام مثل هذا النوع من الدراجات الذى يشمل سرعات مختلفة لا يستطيع الجميع التعامل معها.
 وعلى كل حال يتلقى المشارك التعليمات اللازمة ليتعامل مع الدراجة وسرعاتها كما يتلقى معدات الأمان وهى سترات النجاة.
سترة النجاة والتعامل مع المواقف الطارئة
 العديدون يتحمسون للفكرة الآن، بحسب مآب، لأن قيادة الدراجات لا تحتاج للتوازن فهي  جيدة  لمن لا يستطيع قيادة دراجة عادية، لكن الدراجات العادية أسرع بشكل واضح.
لم تصادف مآب وفريقها أى حالة صعبة خلال جولاتها التى تنظمها منذ 6 أشهر فلم يقع مثلًا أحد المشاركين فى النيل، قد تواجه الفريق حالات الإرهاق والتى تشرح لنا مآب كيف يتم التعامل معها قائلةً: «نحرص على ارتدائهم لسترات النجاة ونعطيهم تعليمات التصرف فى أى موقف طارئ قد يحدث، وبالطبع نحدد مسارا محددا للسير فيه برفقة قارب كاياك أو قارب عادى،  عند شعور أي من المشاركين بالتعب يتدخل القارب ويسحبهم بحبل للشاطئ. على كل حال نكون مرافقين لهم دائمًا ولا ينزل المياه سوى 3 دراجات فقط فى كل مرة».
تبحث مآب مع وزارة الشباب لتصبح الدراجة المائية لعبة معتمدة لها اتحاد خاص بها  أو مندرجة تحت اتحاد، كما تراسل الشركة المصنعة لهذه الدراجات لتعديلها لتتناسب أكثر مع طبيعة النيل والمسطحات المائية فى مصر، سيساعد هذا على إزاحة العديد من العقبات الفنية أمام الدراجات المائية كرياضة مُعترف بها.
نايل بايك ويلا عجلة المشاريع الشبابية تتكاتف والغاية تعميم الرياضةعن تعاونها مع فريق «يلا عجلة» الذى ينظم جولات بالدراجات الهوائية فى شوارع القاهرة تقول: «لم يكن لدينا خبرة فى التعامل مع الدراجات نفسها التى نستخدمها فى المشروع فقررنا التعاون مع فريق «يلا عجلة» وقدموا لنا الدعم الفنى بخصوص هذا الموضوع، ومنذ بداية المشروع وهم يشاركوننا كافة الجولات التى ننظمها تحسبًا لأى مشاكل فنية قد تواجهنا، فهم المسئولون عن صيانة الدراجات، كما أن أول جولة قمنا بتنظيمها للـ«نايل بايك»  كانت برعايتهم».
وأضافت مآب: الهدف من المشروع تعميم ثقافة الرياضة، ولذا يدعم فريق «نايل بايك» أى مبادرة أو رعاية حكومية لتعميم أى نوع من الرياضة مثل مبادرة دراجة لكل مواطن التى أطلقتها وزارة الشباب والرياضة، تشجيع السياحة النيلية أيضًا من أهم أهداف المشروع، فيمكن للسياح الحصول على جولة بالدراجة لمشاهدة الأماكن المختلفة والتقاط الصور وخوض تجربة جديدة.
المخلفات عدو النايل بايك
كان النيل النهر الذى  قدسه  قدماء المصريون وأطلقوا عليه العديد من الأسماء كواهب الحياه وجالب الخيرات بل وجعلوا  لتلويث مياهه عقوبة عنيفة يمكن أن تصل للحرمان من النعيم فى الحياة الأخرى، للأسف غابت تلك الثقافة عن المصريين اليوم، لم يكن الأجداد ليفتخروا بحال الأبناء حاليًا، إلا أن بارقة الأمل لم تغب والقيمة المفقودة يمكن أن نجدها، تُقام العديد من الحملات التطوعية لتنظيف مياه نهر النيل من المخلفات يتطوع فيها عشرات الشباب.
 أعربت مآب عن رغبة فريقها فى التطوع مع هذه الحملات والمشاركة فى تنظيف مياه النيل، إلا أن المناطق التى نزلت فيها الحملات السابقة لم تكن مناسبة لتشارك فيها، لأن مروحة الدراجات مثبتة تحت المياه ويمكن أن تنكسر إن علق بها أى مخلفات، لكن حماسهم لم ينقطع ويدرسون الموضوع للمشاركة قريبًا.