الأربعاء 8 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

باريس عاصمة الموضة

باريس  عاصمة الموضة
باريس عاصمة الموضة


فرنسا وتحديدًا باريس وعلى مدى عقود طويلة كانت المقصد الأول للمهتمين والمتابعين لخطوط الموضة والولعين بالازياء.. ولا عجب فى ذلك فهى كانت وعلى مدى بعيد تضم العدد الأكبر من مصممى الأزياء ومصانع الأقمشة الفاخرة وخطوط الموضة.. حتى إن الكثيرين يتفاخرون بالملابس الباريسية والماركات المشهورة التى يستوردونها من باريس خصيصا ويدفعون الكثير من المال من أجل التفاخر بمواكبة العصر وارتداء الحديث فى عالم الموضة.


يرجع تاريخ هذه الصناعة إلى منتصف القرن السابع عشر فى عهد الملك «لويس الرابع عشر» الذى كان ولعا بأنواع الأقشمة الفاخرة التى تضفى رونقا وجمالا إلى مظهره الملكى فأجزل العطاء للخياطين ومنتجى الأزياء لصناعة أفخر الثياب.. وأصبحت كل الحاشية الملكية تحذو حذو الملك فى البحث عن الملابس الجميلة حتى أصبحت سمة الأثرياء والطبقة الأرستقراطية.. وأصبح العديد من الخياطين خارج البلاط الملكى يدفعون المال لمعرفة شكل ونوع الملابس والأقمشة التى يحبها الملك وطقبة الأثرياء على اعتبار أنها النموذج الذى يحتذى به.. كان عصرا مزدهرا أقتصاديا فقد توقفت فرنسا فيه عن الاستيراد وأصبحت تنتج الأقشمة الفاخرة وتصدرها لخارج البلاد.. كان رواجًا يستدعى إظهاره فى قصر«فرساى» من خلال الملك والحاشية.
وفى عهد الملك «لويس السادس عشر» وزوجته الملكة «مارى انطوانيت» اعتبرت «روز بيرتن» هى أول مصممة أزياء تفتتح متجرًا لتصنيع وبيع الملابس حتى إنها كانت تلقب بوزيرة الأزياء افتتح المتجر فى القرن الثامن عشر واستمر حتى القرن التاسع عشر.. جمعت من خلاله «روز» مبالغ طائلة جعلها تتوسع وتنقله إلى لندن.
كان الأمر مقتصرًا على الخياطات السيدات حتى جاء المصمم الإنجليزى «تشارلز فريدريك وورث» عام 1858 إلى فرنسا وابتدع فكرة استخدام العلامة التجارية الأمر الذى تطور لدرجة أن مصانع الملابس توظف الفنانين والرسامين لرسم وتصميم الموديلات وعرضها على الزبائن للمفاضلة واختيار الموديل المناسب.. كانت فكرة أفضل من عرض الموديل على الزبائن.. كان «وورث» بارعا حتى إنه هو من كان يقترح على الزبائن ما ينبغى أن يرتدوه وما هو صالح لهم عوضا عما كان سائدا من أن الخياطين يفصلون ما يريده الزبون فقط ولا يبدون رأيهم.. ذاعت شهرة «وورث» ووصلت للإمبراطورة «أوجينى» زوجة «نابليون» لتختاره ليكون مصممها الخاص.
ومع قيام الثورة الفرنسية لم تعد تقتصر صيحات الموضة على الأثرياء بل انتشرت فى كل المدن فأصبحت حقا لكل الفرنسيين بعدما كانت مقتصرة على طبقة النبلاء والأثرياء.. الأمر الذى احدث ثورة فى عالم الموضة وساعد فى أبتكار صيحات مختلفة تناسب جميع الأذواق فأصبحت أكثر بساطة وتشمل تصاميم مختلفة لحضارات أخرى.
ومع تطور تلك الصناعة لتوائم متطلبات الكثيرين لتظهر مجلات الأزياء وتتطور لتعرض أشكال الموضة الرجالية والنسائية وتتفنن فى عرض أفخر التصاميم التى تنال الإعجاب. ومع الدخول فى القرن العشرين تطورت لتشمل الصور مما جعلها أكثر تأثيرا فى ذلك العصر عن ماهى حاليا. فقد لاقت رواجًا هائلاً حول العالم فساهم فى نشر صيحات الموضة الباريسية على نطاق واسع مما أثر على الذوق العام العالمى. وكانت أكثر المجلات شهرة «طن بون دو لوس أنجليس» وهى جريدة أسسها «فوغيل لوسيان» عام 1912 واستمرت حتى عام 1925.
كان فى البداية يتم التصميم والخياطة يدويا فكانت المصانع والمتاجر تستعين بخياطين مهرة لتنفيذ موديلات عالية الجودة حتى تم اختراع ماكينة الخياطة من قبل المخترع الأمريكى «إلياس هاو» وقد ساعدت على زيادة سرعة إنتاج الملابس وخفضت التكلفة فظهرت مصطلحات فى المتاجر مثل «صنع ليلبس» و«صالح للارتداء» فظهرت خطوط جديدة وصيحات أحدث وتطورات فى عالم الملابس لتظهر الملابس الجاهزة بأذواق مختلفة وانتشرت بيوت ودور الأزياء والخياطة الراقية فاصبحت الموضة صناعة فرنسا الأساسية لتتربع على عرش الموضة العالمية مفرضة هيمنة تستحقها فى مجال الأزياء حتى أخذت باريس لقب عاصمة الموضة.•