الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

تعرف إيه عن «الدماغ الأزرق»؟!

هو أول مصرى متخصص يلتحق بمشروع الدماغ الأزرق فى لوزان سويسرا. 



اسمه مروان عبداللاه تخرج فى كلية الهندسة جامعة القاهرة، ونظرًا لتفوقه تم تعيينه ضمن فريق الدماغ الأزرق.. الذى هو واحد من أكبر المشاريع البحثية بالعالم والذى سوف يكون له تأثير عالمى ملموس فى السنوات القادمة.

 

ويستهدف مشروع الدماغ الأزرق الكشف عن خريطة كاملة للدماغ البشرى، وكيف يفكر الإنسان، أو ما هى الطريقة التى يعمل بها دماغ الإنسان خلال التفكير.. وبالتالى التوصل إلى أسباب كثير من الاضطرابات النفسية والعصبية وكثير من الأمراض الأخرى. 

ومشروع الدماغ الأزرق مشروع بحثى عالمى تمّ إطلاقه عام 2005، ويعمل بنماذج حواسب إلكترونية لإنشاء خريطة لأعصاب المخ الإنسانية بأسلوب المحاكاة الإلكترونية، فى تكملة حديثة لعلم الأعصاب النظرى. 

ملايين التشابكات

الدماغ الأزرق فى الأساس يستهدف فهم دماغ الإنسان فى حلم قديم للعالم السويسرى هنرى ماركرام، الذى يترأس تجارب مشروع الدماغ الأزرق، أو الخريطة الهندسية الكاملة للدماغ فى أولى التجارب العلمية فى العالم فى هذا الإطار. 

والمشروع الذى يتم إجراء تجاربه فى سويسرا، يتم بالشراكة مع عدة جهات أوروبية وشركات كمبيوتر عالمية.  وعند اكتمال الدراسات، والتجارب العلمية والتوصل إلى نموذج المحاكاة الإلكترونى للعقل البشرى، فيمكن تأسيسا على تلك الخريطة تطوير نظام كمبيوتر يساعد العلماء على مزيد من فهم آلية عمل العقل الإنسانى. 

 

 

 

يقول مروان لصباح الخير: «يحتوى الدماغ البشرى على عدد هائل من الخلايا والتشابكات العصبية وتقريبا ما يقترب من المائة مليار خلية عصبية وألف تريليون تشابك عصبى، الأمر الذى جعل دراسة تفاصيل وتراكيب الدماغ باستخدام الطرق التقليدية أمرًا مستحيلًا من الناحية العملية خصوصًا فى ظل الوسائل التكنولوجية الدقيقة التى أصبحت من الممكن أن تصل إلى خريطة أبسط تساعد على علاج الكثير من الأمراض.. وتتنبأ بالكثير من النظريات المهمة. 

يكمل مروان: «كانت فكرة استخدام الحواسيب العملاقة فائقة السرعة فكرة رائعة لتطوير أنظمة برمجية تساعدنا على فهم تلك التراكيب الدماغية المعقدة بشكل أسهل وأسرع».

أضاف: «يستخدم الَمشروع حواسيب عملاقة لمحاكاة السلوك الكهربائى للخلايا العصبية بناء على اتصالها التشابكى وحركة الأيونات فى المخ البشرى.. ومفترض أن يصل المشروع إلى نتائجه الأولية ويوضح بحلول نهاية العام الجارى، لنستطيع أن نرسم وقتها النموذج الأول للخريطة العقلية البشرية.. وهو نموذج رقمى هندسى فى الأساس».

 

مليارات استثمارات

حسب مروان فإن المشروع استثمار ضخم، يسعى إلى معرفة أسباب كثير من المشكلات التى قد يواجهها الإنسان، نتيجة الخلل الذى يحدث فى الخلايا العصبية، وبعض الأمراض مثل التوحد، إضافة إلى فِهم كيفية تأثير الأدوية المختلفة على سلوك الشبكة العصبية فى مخ الإنسان. 

مروان عبداللاه حاصل على الدكتوراه فى الهندسة، وهو مسئول البحث والتطوير بقسم التصور والحوسبة فى مشروع الدماغ الأزرق بعد أن تم اختياره لهذا المنصب، بالتنافس مع كثيرين. 

عن حياته يروى الدكتور مروان ويقول التحقت بكلية الهندسة جامعة القاهرة عام 2004، وخلال السنة الإعدادية أعجبت جدًا بقسم الهندسة الطبية حيث تتداخل العلوم من مجالات عدة سواء من الجانب الهندسى أو الطبى ويمكن للطالب أن يدرس العديد من المواد فى هذا التخصص الحيوى الدقيق.

تابع: «استمتعت بالدراسة مع العديد من الأساتذة والعلماء النوابغ، حتى حصلت على درجة البكالوريوس فى الهندسة الطبية بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف، وجاءت فكرة السفر إلى الخارج بالتحضير لاستكمال الدراسات العليا».

يكمل: «بعد إنهاء السنة الأولى من الماجستير تمت دعوتى من أحد الأساتذة بالمعهد التكنولوجى الفيدرالى بلوزان كمتدرب لاستكمال الجزء العملى فى رسالة الماجستير. وقبلت الدعوة وسافرت، وأنهيت مشروع رسالة الماجستير ثم عدت إلى القاهرة لتسجيل الدرجة».

 

 

 

الحلم.. والحقيقة

يكمل: «أثناء وجودى بالمعهد التقنى الفدرالى فى لوزان.. كمتدرب تعرفت من أحد الزملاء على مشروع الدماغ الأزرق وكنت مندهشًا من كم التفاصيل والتكنولوجيا الموجودة فى هذا المشروع الضخم وبعد القراءة أكثر والتعرف على المجالات المختلفة بالمشروع وفرصة العمل التى توفرت لى به قررت إرسال رسالة إلى مدير المشروع أبلغه باهتمامى وحرصى على الانضمام لفريق التصوير والبرمجيات. لم أكن أتخيل أن هذا الحلم من الممكن أن يتحول إلى حقيقة ولكن لكل مجتهد نصيب».

 

 

 

أضاف: «بعد رسالتى بأسبوعين تلقيت رسالة إلكترونية من إدارة المشروع يطلبون منى الحضور كما طلبوا آخرين للمقابلة وروحت بكل حماس وتفوقت على منافسينى وانضممت للمشروع».

يقول مروان: «سويسرا بلد جميل تتميز بطبيعة خلابة وثقافات متعددة، وكنت سعيدا بسفرى لأنه مكننى من فرصة لاستكشاف هذا البلد الجميل ولكن كان اهتمامى الأكبر التعلم من الثقافات المختلفة المحيطة فى بيئة العمل». يردف: «أتذكر أننى عندما قابلت مدير مشروع الدماغ الأزرق فى أول يوم عمل سألته عن سبب قبولى للانضمام إلى فريق العمل بالمشروع.. فقال أنهم كانوا يريدون مهندس برمجيات على علم بعلوم الأعصاب والمواد الطبية والهندسية فى نفس الوقت وهو ما وجدوه عندى واستطعت إثباته بجدارة». يقول مروان: «كنت سعيدا جدا بكلمات مدير المشروع وأدركت عظمة وأهمية قسم الهندسة الطبية عندنا فى جامعة القاهرة». مروان كما يحكى: «حصلت من نفس المشروع على رسالة الدكتوراه، وكانت نقطة البحث الرئيسية للدكتوراه هى كيفية بناء نماذج إلكترونية دقيقة للخلايا العصبية ونماذج مفصلة لأجهزة الميكروسكوبات الضوئية التى تستخدم فى تصوير الخلايا المخية.. ونحن فى الطريق إلى مزيد من الأبحاث الدقيقة فى هذا الخصوص».