فرقة إنشاد دينى تتحول لمدرسة موسيقى

منى صلاح الدين
«سلطان العارفين» اسم اشتهر خلال السنوات القليلة الماضية، بأنه فرقة إنشاد دينى سورية، تعرض فنونها على مسارح ساقية الصاوى ودار الأوبرا ومسارح وزارة الثقافة، تؤجر قاعات خاصة لتدريب أعضائها، ثم خطر فى بال قائدها المنشد السورى «أحمد سليمان»، التوسع فى العمل، ليصبح مدرسة أو «أكاديمية» تعلم الإنشاد الدينى والموسيقى العربية، والأولى من نوعها عربيًا كما يقول.
وبالفعل تقدم للمسئولين للحصول على ترخيص نشاط، تحت مسمى «أكاديمية سلطان العارفين للإنشاد والموسيقى العربية»، ومن المنتظر أن تفتتح رسميا فى 15أبريل الحالى.
يُشارك فى حفل الافتتاح الذى يُقام بمسرح الأكاديمية بالمقطم، الفرقة السورية العريقة «الأخوة أبوشعر» ومعها فرقة سلطان العارفين، وأعضاء فى نقابة الإنشاد الدينى، فى مقدمتهم الشيخ محمود ياسين التهامى نقيب المنشدين، ومنشدون عرب وفنانون، بحسب المشرف على الأكاديمية أحمد سليمان.
ترجع تسمية فرقة «سلطان العارفين» إلى العارف بالله الشيخ محيى الدين بن عربى الملقب بسلطان العارفين، لتبحره فى علوم الشريعة والتصوف، وأسسها فى عام 1989 صاحب ورئيس الفرقة المنشد الملحن أحمد سليمان، فى سوريا، بترخيص وإذن بالإنشاد من وزارة الأوقاف السورية.
خلال هذه السنوات شاركت الفرقة بعروضها، فى الكثير من الدول العربية والأوروبية، ونالت جوائز من فرنسا وكندا وتونس والجزائر والأردن ولبنان.
وانتقلت الفرقة إلى مصر، منذ اندلاع الأحداث فى سوريا بداية 2013، وبدأت بحفلة فردية للمنشد أحمد سليمان، فى ساقية الصاوى، ثم أوبريت أسماه «أوبريت سلطان العارفين» بمشاركة 30 شابًا و15 فتاة من مصر، و10عازفين، بعد فترة تدريب طويلة لهؤلاء الشباب والفتيات والعازفين، امتدت إلى ثمانية أشهر.
وشمل الأوبريت على إنشادات أندلسية وشامية، ونال إعجاب الحضور من فنانين وأدباء وقياديين ومنشدين مصريين وسوريين وعرب، لصعوبة هذا النوع من الإنشاد، وبهذا تكونت الفرقة فى مصر، بمساندة ساقية الصاوى وصندوق التنمية الثقافية بوزارة الثقافة، وشاركت فى مهرجانات محلية ودولية، كمهرجان سماع الذى نظمته وزارة الثقافة.
تفرعت من فرقة سلطان العارفين، عدة فرق صغيرة، مثل فرقة «أغصان» وتضم 12 فتاة فقط ،وتقدم عروضها فى دار الأوبرا المصرية وساقية الصاوى ومسارح وزارة الثقافة، بقيادة المنشد أحمد سليمان.
ومن المنتظر انطلاق «غصن» جديد من فرقة سلطان العارفين تحت اسم «براعم العارفين» يضم حوالى 12 طفلا، من سن 6 حتى 12 سنة، يدربهم قائد الفرقة الأم، المنشد الملحن أحمد سليمان على أصعب الأناشيد والموشحات الأندلسية والإنشاد الشامى والمصرى والعراقى، والحجازى والتونسى والجزائرى والأفريقى.
«أصبحت فرقة سلطان العارفين، مرجعًا لمن يرغب أن يطلع على جديد الإنشاد وإعادة صياغة التراث ونشره من جديد، وتعليمه للشباب».
ركزت فرقة سلطان العارفين على الشباب، لأنها تؤمن أن هناك مواهب وأصوات قوية لم تحظ بمن يأخذ بيدها ويرعاها، فقامت بذلك الدور بشكل أكاديمى، بالتركيز على تعليم الأداء الصحيح، والمقامات الموسيقية والعزف كما يقول مؤسسها أحمد سليمان.
أول أكاديمية خاصة للإنشاد الديني
تتكون أكاديمية «سلطان العارفين» التى تقع فى شارع 9 بالمقطم، من مسرح يتسع لأكثر من 150 فردًا و9 قاعات مجهزة، لتدريس المواد الموسيقية، وستديو للبروفات، وكافتيريا وغيرها.
وسيقوم بالتدريس فيها وبإشراف أساتذة حاصلين على الدكتوراة لتدريس الآلات الموسيقية الغربية والشرقية، الوترية والنفخية والإلكترونية والإيقاعية، والإنشاد العربى والأفريقى بلكنته وأصله الأندلسى، والأداء الفردى «الصوليست»، من خلال كورسات متنوعة، تمتد من شهرين حتى 5 أشهر حسب المادة.
وكما يقول المشرف على الأكاديمية أحمد سليمان: «المناهج ستفوق مناهج التدريس فى أى مكان، لأن تدريسنا يعتمد على خبرة فعلية وليس نظيريًا فقط، والأسعار ستناسب الجميع».•