الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

الكسبان والخسران فى «نادى الرجال السرى»!

الكسبان والخسران فى «نادى الرجال السرى»!
الكسبان والخسران فى «نادى الرجال السرى»!


 الخيانة الزوجية أسبابها واحدة، سواء فى الواقع أو عند طرحها بالأعمال الفنية لكن الابتكار  ينصب على  الأساليب المُختلفة والجديدة لخداع  الطرف الثانى « الزوجة». وهذه التفصيلة  التقطها المؤلف أيمن وتار ليشطح فيها بخياله إبداعى ذكى المخرج خالد الحلفاوي.
فيلم «نادى الرجال السري» فى مجمله يقدم كوميديا لطيفة تخرجك من أجواء الضغوط اليومية، لذلك أنت لست بصدد طرح أسئلة من عينة هل يوجد ذلك فى الواقع هل هذه الشخصيات حقيقية وما شابه من الأسئلة التى لا يجب أن تطرحها أساسًا وأنت تشاهد فيلما يندرج تحت نوعية اللايت كوميدى هدفه أولا وأخيرًا تغيير مزاجك العام للأفضل من خلال جرعة فنية ترضى جمهور السينما ورغم ذلك فقد عجبنى كثيرًا  الحوار الذى كتبه مؤلف الفيلم  والذى تردد على لسان كُلٍ من كريم عبد العزيز وماجد الكدوانى بعد ظهور زوجة الأخير «جوليا شواشى» أو سارة بجمالها المُبهر.
«كوميديا الموقف»
بطل الفيلم هو  كريم عبدالعزيز «أدهم» طبيب أسنان   متزوج من غادة عادل«هاجر» المسيطرة على كل تفاصيل حياته، بداية من اختيارها ملابسة ومتابعة تيلفونة الخاص ومرورًا بتعيينها لموظفة داخل عيادته مهمتها الوحيدة تصويره فيديو طوال فترة تواجده بالعيادة  أمام هذا الحصار الزوجى يقلب لك  خالد الحلفاوى مخرج الفيلم  الطاولة ويغير انطباعاتك   تجاه ما صدره لك  المؤلف ببداية الأحداث ليكشف لك بخفة ظل  ماوراء بطل فيلمه والكتيبة  الشيطانية أو «غرفةالعمليات الإلكترونية» التى يقودها صديقه بيومى فؤاد «حيرم»  والتى يطلقون عليها «نادى الرجال السري» ومن خلاله يتم مساعدة الرجال على خيانة زوجاتهم باحتراف دون ترك آثار أو شبهات تحوم حولهم من قبل زوجاتهم.
البدايات تؤكد أنك ستشاهد فيلما يعتمد على كوميديا الموقف  بداية من شكل العلاقة بين كريم عبد العزيز «أدهم» وزوجته غادة عادل «ّهاجر» أو بينة وبين أبنائه مرورًا بعمله فى العيادة وكيفية إدارته لحياته الخاصة،  ليؤكد فى نهاية الفيلم على أن  «الخيانة» سمة مُتأصلة لديه ولدى معظم الرجال.
رقم (1)
كريم عبدالعزيز لعب دور الزوج بخفة ظله المعهودة فهو من الممثلين الذين يعرفون كيف يختارون نوعية  أدوارهم التى تتلاءم مع أعمارهم الحقيقية سواء كانت «لايت كوميدي» أو تراجيدي  لذلك فهو لايزال محتفظًا بمكانته سواء مع المُنتجين  أو مع جمهوره الذى يثق فى اسمه ويقطع له تذكرة، لذلك ليس غريبا تحقيقه رقما يتجاوز 40 مليون جنيه منذ بداية عرض فيلمه ببداية شهر يناير للآن ليصبح رقم واحد على مستوى الأيرادات بالمقارنة بالأرقام الأخرى التى تعرض معه. غادة عادل لعبت دور الزوجة المخدوعة  فى زوجها بشكل جيد رغم اعتقادها الخاطئ أن الحصار الذى فرضته على زوجها يحول بينه وبين مجرد التفكير فى خيانتها،  والسؤال الذى طرح نفسه بعد مشاهدتى لها هل اشتراكها بالفيلم يمثل إضافة فنية  لها ؟! 
الدور الذى لعبته كان ممكن أى ممثلة تلعبه خاصةً أن البطولة النسائية بالفيلم؛ مُنقسمة بينها وبين الممثلة السورية نسرين طافش  «فريدة» المرأة الأخرى فى حياة  كريم عبد العزيز «أدهم».
لاأنكر عدم أهمية مساحة الدور أمام  الأفلام والأدوار المهمة  لكن  مشاركة غادة عادل بالأفلام  خلال السنوات الخمس الأخيرة  كان هدفها التواجد الفنى فقط بأفلام نجوم لهم جماهيرية ونجاح أفلامهم ينسب لهم وليس للعنصر النسائي.
 فهل هذا هو طموحها؟!.
«الثنائي»
نجح فيلم «نادى الرجال السري» فى الجمع بين كريم عبدالعزيز وماجد الكدوانى كل دور يلعبه ماجد الكدوانى يؤكد  أنه ممثل كبير  يعلم جيدا حجم موهبته وكيف يستغلها ومع من يعمل بغض النظر إذا كان مُتصدرًا للأفيش أو مُشاركًا فى الفيلم المهم لديه ماذا سيقدم وهل سيضيف الدور لتاريخه أم لا. لذلك فهو يؤكد مع كل دور يلعبه على أنه ممثل كبير.
ماجد الكدوانى «فؤاد» لعب دور صديق البطل الذى يرغب فى تعلم أصول الخيانة الزوجية لذلك سعى للتعرف على كريم عبدالعزيز بعد اكتشاف موهبته  فى اصطياد فتيات الليل من الكباريه الذى يسهران به،  وجود الكدوانى مع كريم عبد العزيز ذكر الجمهور بأجمل فيلمين جمعهما   ببداية الألفية الحالية  «حرامية فى كى جى تو» و«حرامية فى تايلاند» والمؤكد  دور «فؤاد» فى «نادى الرجال السري»  يمثل إضافة لنجاحاته السابقة وفى تصورى  المشهد الأخير بالفيلم الذى جمعه بكريم عبد العزيز والذى تظهر فيه زوجته جوليا شواشى «سارة» لأول مرة فى الشريط السينمائى للفيلم سيظل عالقًا بذهن المتفرج لما يحمله من معنى ووجهة نظر مختلفة عن التى تم تصديرها للمتفرج فى الأعمال الفنية التى تناولت أسباب الخيانة الزوجية والتى لاتخرج عن  إهمال مظهرها.
أما بيومى فؤاد فقد سمح له سيناريو أيمن وتار بتقديم كوميديا الموقف بشكل جيد من خلال  دور «حيرم» المسئول الرئيسى عن إدارة نادى الرجال السرى لذلك جاء  أداؤه بشكل غير مبالغ ومتسقا مع ردود أفعال الشخصية التى يجسدها وتعتبر شخصية «حيرم» من أجمل ما قدمه بيومى فؤاد وستظل فى ذاكرة الجمهور خاصةً أن كل رجل شاهد الفيلم يتمنى وجود «حيرم» فى حياته الخاصة.
يُحسب لصُناع الفيلم استعانتهم بضيوف شرف لهم رصيد مع الجمهور لدعم الفيلم وإن كان بريق الفكرة نفسه يكفى لكن رغبة جهة الإنتاج بتوفير كل العناصر الجاذبة وراء استعانتهم بهشام ماجد الذى دعم فكرة الفيلم بخفة ظل من خلال مشهد وحيد جمعه بزوجته «ميرنا جميل» والشغالة  فى العيادة لكى يحسم  كريم عبدالعزيز «د/ أدهم» طبيب الأسنان  أمر خيانته لزوجته مع الشغالة.
أيضا المشاهد القليلة التى ظهر فيها أكرم حسنى كتاجر مخدرات تم إطلاق النار عليه من قبل الشرطة وإجبار «أحمد نبيل» الطبيب البيطرى فى ليلة زفافه  على إخراج الرصاصة  من جسده كانت من المشاهد اللطيفة التى تجاوب معها الجمهور بغض النظر عن مدى مصداقيتها أو الحتمية الدرامية لها. وكذلك شهد الفيلم  حضورا لا بأس به لكُلٍ من مُعتز التونى أحد أعضاء «نادى الرجال السري»   والبلطجى حمدى الميرغنى الذى استعانت به غادة عادل «هاجر».
«الإنتاج»
نجح المخرج خالد الحلفاوى فى تقديم فيلم يعتمد على كوميديا الموقف بشكل جيد وجذاب ويحسب له إدارته لهذا الكم من ممثلي الكوميديا سواء كانوا أبطالا رئيسيين أو ضيوف شرف بخلاف اختياره الموفق لتنويعة أبطال يعى جيدًا مردودها بين الجماهير.  طبعًا اسم شركة أوسكار «الشقيقان لؤى ووائل عبد الله» كان لهما دور كبير فى خروج الفيلم بهذا الشكل من خلال صرفهما بسخاء على أجور الممثلين وكافة العناصر الأخرى، وإذا تأملنا ما قدمه نفس المخرج بأفلامه  التى بدآها منذ ٤سنوات تقريبًا وهى بلا ترتيب «زنقة ستات» و«عشان خارجين»و«خلاويص» و«كدبة كل يوم» و«ياتهدى ياتعدي»  سنجد «نادى الرجال  السرى» أكثرها نجاحًا وإبداعًا لأن هناك  جهة إنتاج كبيرة دعمت موهبته ووفرت له كافة عناصر النجاح  دون سقف للميزانية.على عكس الأفلام الأخرى التى اتسمت بضعف إنتاجها رغم جودة أفكار بعضها.
أخيرًا:
مبروك شركة «أوسكار»  نجحتم بجدارة  فى إعادة الجمهور للسينما من خلال فيلم  كوميدى،  تجاري، شيك، مختلف، جذاب   عن نوعية أفلام   «نمبر ١».