الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

التماثيل لا تزال تنطق بالحياة وحب الوطن

التماثيل لا تزال تنطق   بالحياة وحب الوطن
التماثيل لا تزال تنطق بالحياة وحب الوطن


 


ليست أهمية المعرض الذى تقيمه قاعة الزمالك للفن فى ذكرى النحات العظيم الراحل جمال السجينى 17/9/1977 حتى 30ديسمبر الجارى أنها تحيى ذكراه السنوية فقط ولكنها تحيى ذاكرة الوطن أيضا لتؤكد على أن مصر العظيمة لن ينضب إبداعها أبداً، وأبناؤها المبدعون كثر مهما حاول أعداء الحياة أن يوقفوا مسيرة الإبداع والحضارة فها نحن نقف باندهاش أمام تسعة تماثيل تعرض لأول مرة للمثال العظيم السجينى
 

 
 

 فنرى فيها هويتنا وروحنا وتجددنا الإبداعى والثقافى لرجل ظل طوال عمره ينتصر لقيمة الفن والهوية ويبحث عن التجدد الإبداعى بالعودة لتراثنا الفرعونى والحضارى والإسلامى ويستفيد من قيمة كل مكون يضيف لقيمة مصر وينتصر لريادتها.. فيقدم تماثيل مختلفة الأشكال والخامات منها تمثال بورسعيد الذى يؤكد فيه على مبادرته الوطنية التى كافح من أجلها بحثا عن المقاومة والحرية، وتمثال النيل الذى نشاهد من خلاله المياه تنساب وتتماوج وتغرق لحن الحياة والحكمة، وتمثال بيت السلام الذى يصيغ فيه السجينى العلاقة بين الإنسان والعمارة بالمفهوم العام الإنسانى والوظيفى فهو يقدم بيتاً للسلام فينبذ العنف والقهر، وتمثال أم كلثوم هو عبارة عن كتلة نابضة بالجمال والإحساس فيه تعبيرى وبصرى وسيطرة على ملامح أم كلثوم الداخلية والخارجية.

 

 

أما تمثال الديك فسجل فيه السجينى نوبة صحيان الوطن من خلال الديك الذى يرمز للعظمة والقوة والكبرياء، أما تمثال الأمومة، فيه حركة حانية ودافئة وهو تمثال أفقى البناء ممشوق ملفوف ومستقر ويلجأ السجينى فى تمثال الصياد لنوع من التجريب باستخدام خامة الحديد بشكل مختلف محققا فناً متنوع الأفكار والتقنيات والأسلوب، أما تمثاله الأخير «الصوت» فيؤكد على عالم السجينى الذى يكافح من أجل رسم ملامح هويته وهو يمثل بناء معمارياً رائعاً.
 


 

وقد أكدت ناهد الخورى مديرة قاعة الزمالك للفن أن الأعمال المعروضة اختيرت بدقة لتجسيد جميع المراحل الفنية التى مر بها النحات العظيم جمال السجينى وكل عمل له تاريخه وتفرده من حيث التقنية والمضمون الفلسفى أما مجد السجينى ابن الفنان فيقول إن مجموعة الأعمال المعروضة فى هذا المعرض كان له شرف حضورها أثناء ولادتها ووقوفه بجانب والده الفنان أثناء خروجها للنور، والآن ندع النور يضىء حياتها ولندع أيضا الفن ينير طريقنا، فلا حياة بدون فن ولا حياة بدون حب.
 

 

 

وقال الفنان الدكتور أحمد نوار إن جمال السجينى يعد واحداً من أعلام صناعة الفن والإبداع على أرض الواقع فقد كان محملاً بقدر كبير من المشاعر والأحاسيس الوطنية، وامتلك قدرات هائلة مكنته من إحداث حالة متغيرة ونشطة فى جسد الحركة الفنية المصرية بطاقة وحيوية محدثاً علاقة متبادلة بين الروح والعقل مضيفا أن السجينى برع فى خامة النحاس  كما برع فى منحوتاته الثلاثية الأبعاد، وعندما نتأمل تاريخه ومسيرته الفنية نكتشف عمق ثقافته وتأمله للفن المصرى القديم وكذلك فن العمارة الإسلامية والمدرسة الأوروبية وقد شكلت مرجعيات السجينى الفنية، وبمهارة المفكر المبدع استطاع استلهام بنية هذه الحزمة الحضارية كونها جزءاً لا يتجزأ من مفهوم الكتلة فى الفراغ، هذه هى سمة الفنانين العظماء الذين يمتلكون الموهبة والقدرة الخلاقة لإضافة قيم جمالية جديدة للعائلة البشرية.