السبت 28 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

أنا أعارض إذن أنا موجود

أنا أعارض إذن أنا موجود
أنا أعارض إذن أنا موجود


عناد، شجار، عصبية وتمرُّد واعتراض، شكاوَى لا تنتهى من الآباء، والأسباب قد تكون فى الآباء والأمهات أنفسهم، من دون أن يدركوا ذلك، ويبقى تبادل التجارب بين الآباء والأمهات مهمة، لتقريب المسافات.
 
«بنتى صحبتى» قالها بفخر محمود هاشم، 40عامًا، السائق بهيئة النقل العام، وهو يتحدث عن علاقته بأول فرحته، التى تبلغ 17 سنة، «من صغرها عودّتها تحكى لى كل حاجة، وتاخذ رأيى فى أى قرار قبل ما تنفذه، عشان كده مرّت مرحلة المراهقة بسلام؛ لأن الحوار والمصارحة والصداقة والأخذ والعطاء مع الابن أو الابنة فى المرحلة دى، أحسن بكتير من الأوامر والنواهى، اللى بتخلى الابن يشعر بالإهانة وإن ما فيش حد مقدره، وده اللى بيخليه يبقى عنيد ومعترض على أى حاجة».
اتفق معه فى الرأى محمد سلامة، 55 عامًا، موظف حكومى، على أن أسلوب التساهل والتدليل الزائد مع الطفل فى كل الأوقات، الذى وقع فيه مع ابنه «آخر العنقود» والبالغ من العمر الآن 16 عامًا، جعلت منه شخصًا عنيدًا حتى تلبى طلباته، فقد عوّدته على ألا أؤخر  له أى طلب أو أى أموال يحتاجها. ويُكمل: بذرة العناد أنبتت شجرة وغصونًا، فأصبح الأمر خارج السيطرة، وأصبحت جملة «أنا حُر وأعمل اللى أعمله» هى الرد التلقائى، حين أطلب منه التقليل من الخروجات والعودة فى وقت مناسب وعدم التأخر، حاولت معه أكثر من مرّة، وأن أستخدم أسلوب الحوار من دون عصبية أو شجار، لكن لا حياة لمن تُنادى، فليس لديه استعداد لأن يسمع أو يتقبل الرأى الآخر.
كورسات لمساعدة الوالدين
وتوضح هبة عبدالله، 40 سنة، وأم لثلاثة أبناء، أن سبب عناد المراهقين يعود إلى إصرار الوالدين على أن ينفذ الأبناء أوامرهما مستخدمين العنف والصوت العالى، من دون شرح أو إقناع، بالإضافة إلى وجود دوافع أخرى لدَى الابن للرفض، وتكون النتيجة «أنا أعارض إذن أنا موجود» ليؤكد ذاته واستقلاليته، حتى إن رأى فى نصيحة الوالدين منفعته، خصوصًا إذا عامله الأهل باعتباره لايزال صغيرًا.
على الجانب الآخر، تقترح عبير عبدالعظيم، معلمة بالمرحلة الإعدادية، تنظيم كورسات لمساعدة الوالدين على كيفية التعامل مع الفئات العمرية المختلفة لأبنائهم، بداية من الصغر وصولاً إلى سِنّ المراهقة وما بعده، ومعرفة الصعوبات التى سيواجهونها فى التعامل مع الأبناء وكيفية التغلب عليها، وكيفية اختيار الوقت المناسب لفتح حوار ونقاش مع الابن، والممارسات غير الإيجابية من بعض الآباء مثل استخدام عبارات تثير غضب وعناد المراهقين ككلمة «أنت عنيد» أو تشبيهه بآخر مثله فى العائلة فعل شيئًا معينًا وهو لم يستطع فعله». •