الخميس 16 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

فى سينما جاهين.. إبداع بلا حدود

فى سينما جاهين.. إبداع بلا حدود
فى سينما جاهين.. إبداع بلا حدود


رباعيات
كيف شفت قلبى والنبى ياطبيب
همد ومات والاسامع له دبـيب
قاللى لقيته مختنق بالدموع
ومالوش دوا غير لمسـه من  إيد حبيب
عـجبى !!

«أنا ممثل بالسليقة».. هكذا عبر فيلسوف البسطاء صلاح جاهين عن نفسه كممثل فى أحد أشهر مقالاته بمجلة صباح الخير «الصبوحة»، بعنوان «أنا عائد من البلاتوه».. صلاح جاهين الشاعر. السيناريست. والممثل.. وحدها رغبته فى التعبير عن نفسه فى عالم التمثيل.. عشقه الأكبر. كانت مبررة لكى يستهل مقاله بالحديث عن الممثل صلاح جاهين.. لذلك احتراما لمبرره ورغبته وعشقه. قررنا فى ذكرى رحيله والتى توافق 21 أبريل الجارى أن نستعرض أبرز بصماته فى عالم السينما. ولنبدأ بصلاح جاهين الممثل.


«لا وقت للحب».. أحد روائع المخرج الكبير صلاح عبد الصبور، والانطلاقة الحقيقية لعاشق الفنون صلاح جاهين. الذى استطاع أن يحظى بدوره الصغير بثقة عبد الصبور، التى على إثرها قرر أن يسند إليه دوره الثانى فى فيلم «اللص والكلاب» وشخصية المعلم سلطان.
الغائب الحاضر
توالت إبداعات فيلسوف البسطاء. فقدم عقب ذلك أفلام: «من غير ميعاد»، «شهيدة العشق الإلهى»، «المماليك».. «الحلم وحده لا يكفى».. غاب جاهين عن البلاتوه. بل وطال غيابه، خمسة عشر عاما، عاد بعدها ليكتب بنفسه كلمة النهاية لمشوار الممثل صلاح جاهين. حيث قاده القدر لمشاركة كل من الفنان سمير صبرى والفنان نبيل الحلفاوى بطولة فيلم «موت أميرة»، الذى روى قصة حياة الأميرة مشاعل بنت فهد بن محمد آل سعود، الذى قرر بعده أن يودع عشاقه بدوره من خلال فيلم «وداعا بونابرت» للمخرج الكبير يوسف شاهين. رغم قلة أدواره إلا أنه نجح فى أن يصنع لنفسه حضورا لا يزال محفورا فى ذاكرة عشاقه.
عشق وإخلاص
أما السيناريست صلاح جاهين فقد نجح فى أن يكتب للسينما المصرية أشهر أفلامها. مثلا فيلم «خلى بالك من زوزو»، هذا الفيلم الذى استمر عرضه 54 أسبوعا بدور العرض السينمائية. حتى تم تصنيفه كأنجح فيلم مصرى على الإطلاق.. و«أميرة حبى أنا». «عودة الابن الضال»، الذى تعاون فى كتابة قصته والسيناريو الخاص به كل من المخرج يوسف شاهين، «المتوحشة»، «شفيقة ومتولى»، «اثنين على الهوا».
فى حواره «حياة. غنوة.. فى حروفها أحلام بشر. رأوا فى نفس «جاهين» نفوس الملايين.. ورأوا فى حواره فيلسوفا بسيطا قادرا على الحديث بلسان حال شعب بأكمله».
 فى سينما جاهين ترى عالما، أبطاله شديدو الواقعية. من دم ولحم، فى عز الألم ترى ابتسامتهم، ترى الأمل فى وجوههم. ترى ملامح. تكتشف تفاصيل وتلمس مشاعر.. «حب وهجر. غضب وتسامح. ألم وأمل».
مسيرة إبداع عمرها أكثر من ثلاثة عقود استطاع من خلالها عاشق الفنون أن يرسم البسمة وينشر البهجة. عشق السينما وأخلص لها. منحها الإبداع كممثل وككاتب سيناريو أيضا كمنتج لأشهر روائع السينما المصرية مثل فيلم «أميرة حبى أنا» و»عودة الابن الضال».
حب كبير
قالت عنه السندريلا «جاهين فهم شخصية زوزو، هو اللى خلقها.. وكان شايفها قدامه قبل ما تتوجد».. كلمات صادقة نابعة من حب كبير جمع بين السندريلا وجاهين.. عبرا عنه بمجموعة من أشهر أغانى أفلام خلى بالك من زوزو وأميرة حبى أنا، وشفيقة ومتولى والمتوحشة، التى من أشهرها الدنيا ربيع. بانو بانو. حبيبى أنت يا فيلسوف. شيكا بيكا وغيرها..
البليغ البسيط..
«أنا هنا هنا يا ابن الحلال..
لا عايزة جاه ولا كتر مال..
بحلم بعش أملاه أنا سعد وهنا..
أنا هنا يا ابن الحلال..»...
من كلمات صلاح جاهين، قدمت الصبوحة أحد أروع أغانيها ضمن أحداث فيلم «العتبة الخضراء».
«بمبى. بمبى. بمبى بمبى بمبى.. الحياة بقى لونها بمبى وأنا جانبك وأنت جنبى.. وأنا جنبك يا حبيبى. يا حبيبى وأنت جنبى.. طاقة من الحب. الأمل. تنمو لتنفجر لتسود العالم»... هكذا كان جاهين يسير فى عالم السينما.. «إنسان وفنان. ممثل وسيناريست. منتج وكاتب للأغنية. مبدع. عملاق بروح طفل. عاشق للحياة. غاوى إبداع. هاوٍ للفنون. شيخ بخبرة ألف عام، مهموم بحال الوطن والبشر والفنون. فيلسوف. رغم بلاغته وفصاحته تراه بسيطا.. بسيطا فى لغته. بسيطا فى فكره. قناعاته وأحلامه.. هاوٍ للحياة.. الحب طوق النجاة من هموم الحياة.
بصمة استعراضية..
رغم أنها أفلام نادرة. الأفلام الغنائية الموسيقية. إلا أن جاهين نجح فى أن يحظى بإبداعه على فرصة ما زالت محفورة فى ذاكرة السينما المصرية. هذه الفرصة جاءت من خلال فيلم «غرام فى الكرنك».. من أشعار صلاح جاهين ومن ألحان على إسماعيل، شهد تاريخ السينما ميلاد أحد أشهر الأفلام الغنائية الاستعراضية. توالت بصمات جاهين فى هذا العالم فقدم «يا واد يا تقيل. إحنا الطلبة. الدنيا ربيع. حدوتة حتتنا» من فيلم اليوم السادس. «الشارع لنا» من فيلم عودة الابن الضال..
وجه آخر..
فى عام 1976استطاع صوت جاهين أن يعبر عن واقع شريحة كبيرة من المجتمع المصرى.. فى ملامحها ترى فاطمة أو السندريلا سعاد حسنى، وأبو العلا أو الفنان شكرى سرحان. وحده صوت جاهين الذى استطاع أن يعبر عن ملامح ومشاعر حدوتة الزوجة الثانية. أحد أشهر روائع المخرج الكبير صلاح أبوسيف فى تاريخ السينما المصرية. بل واستطاع أن يضفى حنينا ومصداقية بأدائه الصوتي لتتر البداية وأيضا بتأليفه لكلمات أغاني تلك الملحمة السينمائية. •