السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

«جانيت يلين».. الصقر العجوز

«جانيت يلين».. الصقر العجوز
«جانيت يلين».. الصقر العجوز


«أول امرأة فى تاريخ بنك الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى الذى يمتد إلى 100 عام». إنها «جانيت يلين» التى دخلت التاريخ من أوسع أبوابه فى 6 يناير 2014 حينما صادق مجلس الشيوخ على اختيارها لتشغل منصب رئيس البنك المركزى الأمريكى، لتصبح الاقتصادية الأمريكية إحدى أهم الشخصيات فى العالم، فهى أول امرأة تسيطر على 16 تريليون دولار، هى الاقتصاد الحكومى الأمريكى.

ولعل بساطتها وتحركها البطىء وهى تمشى، أو تقلب الأوراق فى مكتبها العملاق فى واشنطن بين وزارة الخارجية، والبيت الأبيض أكسبتها شهرة أكثر، وسبق أن عملت «يلين» -71 عاماً- نائبة لرئيس المركزى «بن بيرنانكى» منذ عام 2010.
وتحكى فى مقابلة مع مجلة «التايم الأمريكية» أنها ولدت فى منطقة عمالية فى حى «بروكلين» فى نيويورك، وعلى الرغم من كونها ابنة طبيب، لم ينس تجربة سنوات الانهيار الاقتصادى عام 1929، حيث كانت الولايات المتحدة على حافة الإفلاس، وتضيف: «أتذكر قصص والدى، ووالدتى، عن تلك الفترة؛ فكان والدى طبيب الفقراء، وكان يكتفى بدولارين تكاليف علاج عامل اشتكى بأنه لا يملك مالاً كثيراً، وأحياناً كان يعالجه دون مقابل».
حصلت «يلين» على شهادة دكتوراه فى الاقتصاد من جامعة «يل» فى عام 1976، وبعد ذلك تزوجت من «جورج أكبر لوف»، الحائز على جائزة نوبل فى العلوم الاقتصادية، ويدرس نجلها «روبرت» الاقتصاد فى جامعة بريطانية.
ودرست «يلين» الاقتصاد فى جامعة «هارفارد» لمدة 5 سنوات، ثم فى جامعة «بيركلى» بكاليفورنيا، إلى أن اختارها الرئيس الديمقراطى الأسبق «بيل كلينتون» عام 1997 لتتولى رئيس مجلس المستشارين الاقتصاديين للبيت الأبيض حتى عام 1999، ثم عادت عام 2004 إلى فرع الاحتياطى الفيدرالى فى «سان فرانسيسكو» حتى عام 2010، وقد كانت أيضاً عضواً بمجلس إدارة البنك المركزى فى التسعينيات.
وتصنف «يلين» ضمن صقور مجال السياسة النقدية، حيث تدافع عن نهج سياسات هدفها تقليص البطالة حتى إن انطوت على مخاطر لرفع معدل التضخم، إذ أعلنت مقولتها الشهيرة عام 1995: «عندما تتعارض الأهداف، فإن السياسة الإنسانية والحكيمة تقتضى ترك التضخم يرتفع حتى إن فاق النسبة المستهدفة».
وتؤكد أن البطالة ليست تجربة اقتصادية فقط، بل إنها أيضاً تجربة إنسانية وتجربة حزينة، وبالفعل كانت «يلين» المنتمية للحزب الديمقراطى- من أبرز المدافعين عن الإجراءات الاستثنائية التى اتبعها المركزى الأمريكى مؤخراً من أجل تقليص نسبة البطالة، وكانت حليفة بهذه السياسة مع بن بيرنانكى، الاقتصادى الأمريكى الشهير.
وفى عام 2006، حذرت «يلين» من مخاطر الرهن العقارى حينما كانت تعمل فى البنك المركزى بكاليفورنيا، مؤكدة أنه سيؤدى إلى كارثة اقتصادية، وبالفعل تحققت عام 2008 وبات الكساد يهدد ليس فقط الأمريكيين، بل العالم أجمع، حيث أكدت عدة دراسات أن البنوك الأمريكية تبالغ فى تقديم قروض لبناء العقارات لأشخاص لا يقدرون على دفع أقساط القروض.
وفى عام 2010 تبوأت «يلين» منصب نائب محافظ البنك المركزى، وقررت آنذاك بدء تجربة من نوع جديد، تمثلت فى شراء البنك المركزى مليارات الدولارات من السندات والأسهم شهريا لتتدفق مليارات الدولارات فى الاقتصاد الأمريكى، وهى الخطوة، التى انتقدها آخرون، وقالوا إن البنك المركزى يعالج الأزمة الاقتصادية بطباعة مليارات الدولارات، فردت قائلة: «ليس هدفنا هو ترهيل اقتصاد بلادنا، وإنما أن يجد العاطلون وظائف تفيدهم بدخلها، وتفيد الاقتصاد عندما ينفقون هذا الدخل».•