الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

المطربة نعيمة الصغير

المطربة نعيمة الصغير
المطربة نعيمة الصغير


ريشة الفنانة: أمال سمير
كنا فى ليلة مزيكا، وكان الملحن الهايل محمد الطوخى بيلعب أغانى هايلة، مع مزيكاتى رائع اسمه «زين»، وكانوا حافظين شوية شغل من اللى هو.
لعبوا يوميها على قد الليل ما يطول، وكذا حاجة لسيد درويش، وداوود حسنى، ومنيرة المهدية، لحد ما زين غنى أغنية اسمها «إلا كده» عمرى ما سمعتها ولا سمعت عنها. فأنا بكل فضول الأرشيفجى اللى جوايا سألته أى معلومات عن الغنوة، فقال لى إنه سمعها من قريبته «مش فاكر خالته ولا مرات خاله» اللى كانت أسطى كبيرة، واللى هى «نعيمة الصغير».
نعيمة الصغير اللى هى نعيمة الصغير؟
أيوه
إزاى يا عم؟
حكى لى.
هى اسمها اللى فى البطاقة نعيمة عبدالمجيد، وكانت أسطى كبيرة، صييتة ومطربة ومنولوجست، وبتحيى ليالى، وكانت واحدة من المشهورين فى كار المغنى. وطبعا مفيش صييته يبقى اسمها «عبدالمجيد» فكانت مشهورة باسم نعيمة كعور، وفضلت معروفة بالاسم ده لفترة طويلة.
مواقع كتير بتقول إنها مواليد سنة 1931 بس ده مستحيل، لأنها فى الأربعينيات كانت ست كبيرة عدت مراحل الشباب، بس يعنى زمان مكنش فيه اهتمام بتسجيل المواليد، وتلاقى مكنش عندها بطاقة ولا شهادة ميلاد غير وهى كبيرة.
المهم، لقب كعور راح لما اتجوزت مطرب اسمه محمد الصغير، فاتسمت نعيمة الصغير على اسمه، واشتغلوا سوا فى أهم الفرق الغنائية منها فرقة إبراهيم حمودة وفرقة إسماعيل يس، وهيفضل هنا سؤال مهم: هى كانت بتغنى بصوتها اللى سمعناها بيه؟
بص، أنا ما اندهشتش لما عرفت إنها كانت مطربة، لأنها كانت بتغنى صح فى الإعلانات اللى كانت بتعملها، بس فعلا خامة صوتها صعبة، يعنى هى مش زى عقيلة راتب مثلا، اللى صوتها كبر، بس كان واضح إن الخامة خامة مطربة قديمة.
بس ده مكنش صوت نعيمة الصغير، اللى حصل إن مطربة منافسة ليها دست لها سم فى حاجة أكل أو شرب، بس واضح إن السم مكنش قوى كفاية، وكمان هى صحتها كانت كويسة الحمد لله، لكن العيار اللى ما يصيبش بقى، ساب تأثير على صوتها، وده اللى خلى صوتها يتحول كده.
واحدة غيرها كان المفروض مسيرتها الفنية تنتهى، بس هى كانت محظوظة، وإحنا كمان كنا محظوظين، لأن حسن الإمام لقطها وقدمها فى السينما أواخر الأربعينيات فى فيلم «اليتيمتين» علشان كده بأقول لك مستحيل تبقى مواليد 1931.
مشوار نعيمة فى السينما ممكن يبقى مكانه «ألف مشهد ومشهد» خصوصا إنها ما اعتمدتش على إنها مطربة، الفيلم الوحيد اللى شفناها فيه كده كان «إسكندرية ليه؟» بتاع يوسف شاهين، الفيلم أساسا مش جماهيرى، مش كتير شافوه، واللى شافوه مش كتير فهموه، وبغض النظر عن ده، فهى كانت منولوجست كبيرة، مش مطربة بالمعنى المعروف.
بس برضه ما ينفعش نشاور على إن مشوارها فى السينما كان كبير، كحد مش جى من المسرح، وما أعتقدش إنها اشتغلت مسرح حتى بعد ما بقت معروفة فى السينما، كل دور من أدوارها هييجى فى مكانه، بس ما أقدرش أنسى دورها فى فيلم «البيه البواب»، اللى هو مشهد واحد بس ما ينفعش يتنسى.
اللى يخليه ما ينفعش يتنسى إنه اتعمل فى السيما مليون مرة قبلها، مرات الراجل اللى رايحة تظبطه متجوز عليها، بس هى عملته من منطقة تانية خالص، خلينا نبقى نتكلم عنه لما نتكلم عن الفيلم،
وربنا يرحم الجميع.•