الخميس 24 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

المطلقة نهاية وبداية

المطلقة نهاية وبداية
المطلقة نهاية وبداية


 ليس كل ما يكره الإنسان شرا  فأحيانا يصبح الظلم، بداية طريق العدل.
 اقسي  كلمة يمكن أن تسمعها المرأة هي الطلاق، فهي تعنى هدم حياة ومنزل تشاركا فى تأسيسه، لتعود من جديد لحجرتها وفراشها في بيت الأهل..مهزومة ..مكسورة ..متألمة والأصعب إذا عادت ومعها طفل يحيا دون أب.
 لكن في حالات كثيرة قد يكون الطلاق هو الحل الوحيد بعد استحالة الحياة، بل قد يكون هو البداية  لحياة جديدة دون خوف. 
التقينا ببعض النماذج التي حاربت كي تحصل على الطلاق سنوات في المحاكم للحصول علي الحرية ، مطلقات فى العشرينات  والثلاثينات  لم يهزمهن  قهر الرجال  صمدن، وأصبح الطلاق حياة جديدة.
 سماح رشاد- 31 سنه مطلقة من عامين- تزوجت وهى فى الثامنة والعشرين من عمرها، تقول فترة الخطوبة كانت 7 شهور، ومنذ أول يوم في الزواج بدأت طبيعته القاسية تظهر، عصبية مفرطة، شكاك في كل شيء ثم بدأ الضرب والاهانة.
لم اخبر اهلى في البداية، وأخبرت والدته وأكدت لى أنها ستحاسبه على فعلته، لكن اكتشفت أنها تقف في صفه، وعرفت انه يدخن الحشيش ويتعاطى (برشام) وبدأت ألاحظ اختفاء قطع من ذهبي، كان يبيعها لكى يشترى الحشيش.. قبل ولادة طفلتي ب3 شهور ذهبت لاهلى، لم يكن لدى فلوس وكنت اعتقد ان شعوره بأنه قد أصبح أبا سيغير منه، لكنه اختفى ولم يحضر ولادة ابنته، وبحثت عنه كى استخرج شهادة ميلاد.
وتضيف سماح: طلقت بدون محاكم وتنازلت عن حقوقى ورجعت لبيت اهلى، لم يدعمني اهلى ظنا منهم أنى سوف أعود إليه، بعدما تأكدوا اننى لن ارجع له وقفوا معي وساندونى، حتى انه فى مرة طلب رؤية البنت فخطفها 45 يوم وابلغ شقيقي اذا كنت أريد البنت فلأعود للمنزل واعمل خادمة فيه وأبلغت النيابه وعادت لى البنت.
سماح كانت تعمل فى ترتيب الحفلات وتشارك احدى صديقاتها فى ذلك، بعد الإنجاب، أصبحت تعمل مدرسة فى حضانه وهى سعيدة بعملها الجديد، لأنه يتيح لها فرصة رعاية ابنتها وتحقيق نفسها معا.
سألت سماح هل يمكن أن تتزوجي مرة أخرى وتعيدى التجربة فقالت:  استحالة واى احد من اهلى يحاول ان يقنعني بذلك ارفض ولا ارى عرسان فما رايته من أهانه وضرب وذل لا يمكن نسيانه وكل أملى ان اربى ابنتى وان يعوضنى الله خيرا فيها .
  أهلي تخلوا عنى
 مروة المنيري تقول: لم يدعمني احد وخصوصا اهلى وأنا من بدأت بنفسي، و بعد الصدمة بفترة وقفت على رجلى ودخلت  المحاكم بعد فشل كل محاولات الطلاق الودي..  أخذت كورسات كومبيوتر واشتغلت سكرتارية، وبمرتبي أنفقت على قضية الطلاق، اكتشفت نفسي وعلمت نفسي بنفسي، لإصراري على بداية حياة جديدة لا اعتمد فيها على أحد.
شيرين مطلقه في الثلاثين قالت انا نفسي بس المحاكم ترحمنا من طول مدة التقاضي و الأحكام تنفذ و( أحنا نبقى زى الفل).
غيرة بسبب وظيفتي
 زينه النمكي 31 سنه، ثرية تعمل في الإمارات في وظيفة مرموقة وعند نزولها أجازه في مصر، كان يقدم خدماته لها،  وبعد زواج 3 شهر  بدأت المشاكل وخيانته المتكررة.
تحكي قائلة:بدأت المقارنة والحقد بسبب وظيفتي المرموقة، وبعد فتره بسيطة أقنعني أننا ننزل مصر أفضل وكنت زى إي بنت مغتربة تبحث عن الاستقرار الأسري وافقت، تحمست واستقلت من وظيفتي وبعد نزوله مصر بشهرين ، نزلت اشتغلت بمصر بعد ٥٠ يوم ولاده.
تنازلت عن كل شىء
بدأ يتركني  ويختلق أسباب،  كنت حامل وبالشهر السابع خرج ولم يعد واستمر هكذا لبعد الولادة، لم ي الطفلة سوي مرة ولم يشارك في اي  مصاريف وتنصل  من إي شيء وقال لي  (المحاكم مفتوحة للحريم الي زيك).. تابعت زينه: طليقي كان يعمل بالسياحة ودخله عالي، المحكمة استمرت سنه كأمله ودفعت ٧ ألاف جنية  للمحامي، لم استطع اثبات دخل زوجي، حاولت التصالح عن قضية تبديد الأثاث، مقابل الطلاق وتخصيص مبلغ شهري للطفل،  وفعلا اخدت مؤخر الصداق، وتنازلت عن كل شيء كي اضمن نفقه الطفل.
بالنسبة للدعم النفسي أو حتي المادي من اي حد كان صفر، حتي أمي أول شيء قالته بعد الولادة وأنا منهارة «عيشي بقي لابنك وبس متفكريش في اي حاجه تاني». عملت فى مجالات مختلفة في فنادق وشركات، سافرت العراق وخاطرت بحياتي، ورجعت تاني، رزقت بشخص محترم وبنفس ظروفي وتزوجنا وعوض ابني عن غياب أبوه.
 دعوى حبس
دينا خليل عبد الفتاح، محامية تعمل في مجال الأحوال الشخصية منذ أربع سنوات تقول: يجب أن ينص القانون على أن تكون نفقه المتعة ومؤخر الصداق بدعوى حبس، فمؤخر الصداق من حق المرأة بعد الطلاق وبعد الوفاة لأهلها وهو الشرع فكيف لا نطبقه، فجعل الستات تتنازل عن حقوقهن. 
وعن الطلاق بعد ال50 أو 60 تقول: رأيت حالات كثيرة وتكون أكثر صعوبة من المطلقات في سن العشرين أو الثلاثين فالحياة بالنسبة لهن تكون قد انتهت حتى أنهن لا يستطعن أن يوكلوا محامى فبعد زواج يدوم 30 عاما أو أكثر فان الحياة تكون من الصعب ان تنتهي لان الارتباط لا يكون عاطفى فقط بل مادى  أيضا .
ثغرة قانون الأحوال الشخصية
وترى دينا ان الطلاق فى العشرينات والثلاثينات تختلف أسبابه عن مرحلة الخمسين والستين مشيرة إلى أن عدم تحمل المسؤولية هو الأساس فى مرحلة العشرينات .
والثلاثينيات فمن خلال تجاربها العديدة مع الحالات لاحظت أن الطلاق أصبح هو الحل الأسهل الجاهز لكلا الطرفان  وان الأهل يشجعون على ذلك
 وتوضح دينا أن من ضمن ثغرات القانون الحالي للأحوال الشخصية  ما يخص الطلاق للضرر فالقاضي لا يكتفى بالمحاضر التى تؤكد ضرب الزوج للزوجة حتى مع وجود تقرير طبي لكنه يطلب شهود رؤية وليس شهود سمع ومع اختلاف الزمن وعدم اختلاط الجيران فانه يستحيل الإتيان بشهود رؤية لذلك يجب أن تتغير هذه المادة .