الأحد 12 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

سيدة أنطلياس

سيدة أنطلياس
سيدة أنطلياس


«لولا البحر لمتنا من الجفاف»
ولولا فيروز لأجدبت الأرض وتصحرت! نهاد حداد وشهرتها فيروز ساكنة جبل أنطلياس فى بيروت.. تعيش حياة عادية بصمت راهبة وخشوع واحدة من كورال كنيسة أنجبتها لنا ذات صباح بعيد. «بيتوتية أنا».. فى بيت الفيروزة لا تسمع صوتها من مسجل أو عبر فلاشة «ما بدَّي» بينما يصدح صوتها فى بيوت المصريين واللبنانيين والعرب والأمريكتين. فيروز التى غنت وهى فى الثالثة عشرة قصيدة كانت جواز مرورها إلى العقول قبل الآذان، يكتب عنها صالح جودت:
«مغردة الأرز روحى للفداء
لهذا الحنان وهذا الصفاء
أأنت من الغيب أخت الكواكب
أم أنت من رائدات الفضاء
سموت إلى فلك النيرين
وحلقت فى رحبات السماء»
فيروز - بالمناسبة- تنطق القصائد العربية التى تشدو بها، نطق مثقف، نطق أديب.
أساتذة فيروز كثيرون وعلى رأسهم «عاصى الرحباني» شريك العمر تحتفظ له بالأستاذية ودفء المشاعر وبعض من العتاب بحجم الحب لكنها كانت دوما مسنودة عليه حتى الرمق الأخير، كانت فيروز تغنى بالنيابة عن الأسرة الرحبانية، وبعد الغناء تدخل محارتها وتختفى فى صدفتها على الشطآن.
ولا تطل سيدة أنطلياس إلا فى مولد لحن جديد! فلا تراها فى المجتمعات المخملية ولا اللقاءات الصاخبة بينها وبين الناس مسافة أشواق.
فى ذكرى «عاصي» تكتب ريما عاصى ابنتها «لمين يبكى الحور؟ ليه الأرض بتدور؟» وتلمس الكلمات شغاف قلب الأم «عاصى ببالي» وتقرر أن تطل من المحارة.. لتغنى من ألحان الابن زياد الذى يكسو المعانى بموسيقاه الفيروزة تعامل الغناء كحبيب تهفو له وتشتاق وتتمنى أن «تزوره كل سنة مرة».
لقد تمنينا لو توجت فيروز فى هذا الملف بحوار معها لكنها تعترف «ما بعرف شيء مثل الغناء هيك أنا».
يا سيدة أنطلياس، عشت لنا، مغردة على أغصان الخير والجمال فى شجرة الفن وارفة الظلال وحب الآخر.
«صباح الخير»