الإثنين 17 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

السجن لمن ينصب على المشاعر جريمــة الحــب

السجن لمن ينصب على المشاعر جريمــة الحــب
السجن لمن ينصب على المشاعر جريمــة الحــب


مكسورة القلب والمشاعر.. تحب بإخلاص وتوفى لحبيبها.. تصدقه من كلمة ووعد لم يكن موثقاً بأى عقد.. تتحمل ظروفه وتصبر نفسها أملا فى أن يأتى اليوم الموعود الذى تنتظره أى فتاة، اليوم الذى سترتدى فيه فستانها الأبيض، لتكون هى أميرة الحفلة، تلاحقها الكاميرات كنجمات هوليوود.. تعشق بقلبها ولاتحكم عقلها فى اختيار فارس أحلامها، ولكنَّ هناك صقوراً تتربص دائما بها، وتنتظر الفرصة لتقتحم أحلامها وترسم لها خيالا كاذبا وتنصب على عواطفها باسم الحب، بل وتتمادى فيه، حتى تأتى اللحظة المناسبة لتغدر بها وتختفى كأن شيئا لم يكن!!.. هؤلاء هم «تجار العواطف» أو بمعنى أدق «نصاب الحب» الذين يستغلون عواطف الفتيات ويكذبون عليهن، ويرسمون الوهم لهن ثم يختفون فى ظروف غامضة، بعد أن أوهموهن بالحب واستمروا فى العلاقة بهن لسنوات حتى أصبحوا بلا حب وبلا زواج.. فقد صدرت مؤخرا فى الولايات المتحدة الأمريكية بعض القوانين المثيرة والغريبة، وكان من بينها قانون يعاقب كل من يوهم الفتاة بالزواج ويخلف وعده.. وقد طبق هذا القانون فى إحدى الولايات الأمريكية، ولاية «ساوث كارولينا» وينص على عقوبة الشاب فوق الـ16 سنة بالسجن لمدة تصل إلى سنة واحدة، لمن يوهم الفتاة بالزواج وينصب عليها باسم الحب ويخلف وعده بعد ذلك.

فقد استطلعنا آراء بعض الفتيات هنا، لو أن بمصر مثل هذه القضايا هل سيقاضين الشباب الذين نصبوا عليهن وأوهموهن بالحب؟!..
• قصه حب كاذبة..
«عشمنى بالحلق وخلى بيا» هذا ما قالته نرمين عادل فتاة فى مقتبل العمر، أحبت شاباً وصدقته لدرجة أنها ظلت معه ثلاث سنوات على أمل أن ينتهى هذا الحلم على واقع سعيد، ولكن للأسف انتهى على كابوس لم تكن تتوقعه بالمرة.. فبين ليلة وضحاها اختفى هذا الحب ولم تعد تعرف عنه شيئا حتى وقتنا هذا، واختفى معه كل شىء جميل، تقول: مازلت مصدومة حتى الآن، ولم أستوعب أننى ظللت ثلاث سنوات أعيش قصة حب غير حقيقية لأنها كانت كذبة كبيرة، تم فيها التلاعب بمشاعرى.. ولأننا فى مصر ليس لدينا قانون يعاقب الشباب على هذا، لأنه يعتبرها «قلة أدب وقلة تربية»، فيضيع حقنا هباءً.. لأننا فى مجتمع لا يقدر بالحب ولا يحترم المشاعر.. وبالتالى أصبحت أروى قصتى لأصدقائى كأنها نقلا عن قصة حدثت مع فتاة غيرى.. كى لا يقعن فى فخ «تجار العواطف» ويتأكدن مليون فى المائة أنهن فى علاقة عاطفية خالية من أى نصب.
وعن رأيها فى القضية ضحكت قائلة: بالطبع سأكون أول فتاة ترفعها ضد هؤلاء الشباب، لأن مشاعر الفتيات ليست حقلا للتجارب والتلاعب والنصب عليها..
• مع السلامة والقلب داعى عليك..
دعاء رشاد فتاة قررت أن ترتبط بأول شاب والدتها ستختاره لها مهما كانت نسبة التوافق بينهما.. حيث فقدت الثقة فى كل من يقترب منها ليعبر لها عن إعجابه بها خاصة بعد ما حدث معها، تقول: أتمنى أن يكون لدينا مثل هذه القضايا، للحد من هذه الظاهرة التى أصبحت منتشرة بشكل كبير وملحوظ الآن.. فهؤلاء الشباب أصبحوا حولنا فى كل مكان، ويخدعون البنات بمنتهى السهولة.. يرسمون عليها الحب، حتى تصدقه وبعد أن يستنفد مشاعرها وحبها وأحيانا كثيرا أموالها، تبدأ التلكيكات ويختفى بعدها.. فالكثير من الفتيات يتشككن فى أنفسهن، لدرجة تجعلها تتخيل بأنها رسمت لنفسها قصة حب مع هذا الشاب وصدقتها مع نفسها.. وهذا بالفعل ما حدث معى فقد شككت لوهلة أننى وهمت نفسى بقصة حب، لكن الحقيقة غير ذلك، فقد عشت قصة حب ومتأكدة من أن الطرف الآخر إنه كان يبادلنى نفس الشعور.. لدرجة أننى مازلت أتذكر كلامه ووعوده لى بالزواج، وكنا ننتظر عقد العمل الذى سيأتى له من السعودية.. واتفقنا على أنه سيسافر لينظم حياته هناك ويأتى لنرتبط رسميا.. لكنه بعد ما سافر فاجأنى برسالة قائلا فيها «أشكرك على الأيام الجميلة التى استمتعت بها معك»!!.. وهذه كانت آخر رسالة منه واختفى بعدها للأبد..
• قرون استشعارى أنهت العلاقة..
سلمى محمود لم تنتظر أن ينجرح قلبها وتنزف مشاعرها هباء.. فعندما شعرت بأن مشاعرها بدأت تتحرك وأن الطرف الآخر مازال يماطل فى خطوة الارتباط، بعد أن طلبتها منه أكثر من مرة.. أنهت من نفسها العلاقة تقول: استشعرت أن هذا الشخص غير جاد فى الارتباط، ويريد أن يتسلى فقط بى وبمشاعرى.. فعندما كنا نتحدث عن الارتباط، كانت آراؤه غريبة، إما يغلق الموضوع أو يتفه منه أو يتحدث فى موضوع آخر.. حتى أخذت قرارا من نفسى وفاجأته بأننى لن أستمر فى هذه العلاقة رغم انجذابى له.. وبعدها عرفت أننى أنقذت نفسى من وهم كنت سأنجرف فيه وسرابا أجرى خلفه..
وتضيف قائلة: فمصر يجب أن يكون بها مثل هذه القضايا التى تضمن للفتاة حقها وتحافظ عليها.. لأنها من أكثر الدول التى يحدث فيها المتاجرة بالحب والنصب على قلوب البنات، خصوصا بنات الناس اللاتى ينخدعن بسهولة فى هذه النوعية من الشباب.. فكيف للغرب أن يؤمنوا مشاعر بناتهم ويحافظوا عليهن ونحن هنا فى مصر نبيح ذلك لشبابنا؟!!.. لذلك أوافق وبشدة وبدون تفكير على هذه القضايا.. لأن وقتها ستشعر البنت بأنها أخذت حقها.
أنهيت حديثى مع الفتيات وأنا كلى تساؤلات، لهذه الدرجة أصبح الحب يتاجر به الآن وأصبحت مشاعر الفتاة سلعة للنصب عليها.. لذلك على الفتاة أن تكون أكثر وعيا فى اختيار فارس أحلامها، لأن تجار العواطف الآن أصبحوا على «قفا مين يشيل».. أما بالنسبة للشباب، فقد عكسنا السؤال لهم حيث أخبرونا عن رأيهم قائلين..
• اضربت على قفايا من بنت..
«ضحكت عليا وأكلت بعقلى حلاوة» هذا ما قاله محمد عبدالرحمن.. شاب فى الثلاثين من عمره، أعجب بفتاة وظل معها لمدة سنة ونصف واختفت بعدها فى ظروف غامضة.. حيث يخبرنا قائلا: تعرفت عليها فى الجيم.. وكنت أذهب يوميا لرؤيتها، حتى علمت الأيام التى تأتى فيها بانتظام.. وكنت أقصد أنا أذهب فيها.. وبدأت فترة الابتسامات المتبادلة بيننا والنظرات المسروقة المليئة بالكلام.. حتى تعرفنا إلى بعض عن قرب.. وبعد فترة الإعجاب، بدأ كل منا يصرح الآخر بمشاعره، حتى طلبت منها أن أتقدم لخطبتها.. لكنها رفضت بحجة أننا نعرف بعض أكثر.. بصراحة صدقتها وظللنا مع بعض لمدة سنة ونصف رسائل ومكالمات  لا تنتهى، خروجات وهدايا لا تتوقف، حتى صور السيلفى التى كنا نأخذها تخليدا للذكريات واللحظات الجميلة بيننا.. لدرجة أننى أخبرت أهلى عنها وأننى قريبا سأرتبط بها رسميا بعد أن تحدد لنا ميعادا مع أهلها.. وكنت وقتها أعيش حالة من السعادة لا توصف.. وفى يوم وليلة هى «فص ملح وداب»!!.. تليفونها إما مغلق أو خارج نطاق الخدمة، وحسابها على الفيس بوك مغلق، حتى اشتراكها فى الجيم منتهى من فترة كبيرة.. فكل الأبواب المؤدية لها كانت مغلقة فى وجهى.. وبعد السؤال المتكرر عنها فى الجيم، عرفت «بعد فوات الأوان» أن هذه الفتاة تتفنن فى «تعليق الشباب بها» وتوهمهم بالحب وبعدها تتركهم وتختفى.
ويضحك قائلا: أول مرة أحس إنى اضربت على قفايا من بنت.. لكن لن يصل الموضوع لرفع قضية عليها « ده حتى عيبه فى حقى كراجل» إنى أرفع قضية عشان أقول للناس إن فى واحدة ضحكت على قلبى ولعبت بمشاعرى واختفت بعدها!!..
• أخذت حقى بيدى وليس بالقضية..
«أنا مش واد طرى لامؤاخذة، عشان أرفع قضية على بنت عشمتنى بالجواز وسابتنى بعد كده» هذا ما أخبرنا به باسم حسين، ليوضح قائلا: هناك طرق أخرى للانتقام غير القضية مثلا إننى أذهب لأهلها وأخبرهم بكل شىء، وقد فعلت هذا بالمناسبة، كنت مرتبطاً بفتاة وهى من جاءت وصارحتنى بحبها وإعجابها بى، فى البداية كنت مستغربا جرأتها، ولكنى فجأة وجدت نفسى أنجذب لها حتى تعلقت بها ووجودها أصبح شيئا مهما فى حياتى.. لدرجة أننا كنا نرتب لعش الزوجية ونتخيل ونحلم بشكل البيت الذى سيجمعنا معاً، لكنها للأسف حبكت الدور ومثلته بمهارة عالية.. وكانت دائما تطلب منى إننا نخفى ارتباطنا ولا نخبر به أحداً من أصدقائنا لحين يصبح رسميا.. وبالصدفة البحتة، كنت أجلس مع صديقى على القهوة وفوجئت به يخبرنى أن خطبتها آخر الأسبوع،  ضحكت من الصدمة وكذبته بعدها.. لكنه أكد لى الخبر عندما سمعنى المكالمة التى دارت بينهما ليهنئها على الارتباط.. لوهلة شعرت كأننى فى كابوس أريد الاستيقاظ منه ولكنى سرعان ما تمالكت نفسى وأخذت عنوان بيتها، حيث كانت ترفض دائما أن تخبرنى بمكان بيتها.. وذهبت لها فى البيت وكانت هى الزيارة الأولى والأخيرة لبيتها ولحسن حظى، أن خطيبها كان معزوما وقتها عندهم، وكان هو اللقاء، عرفتهم بنفسى وأخبرتهم بكل شىء حدث بيننا، وبعدها تركتهم وذهبت.. وعلمت بعدها أن الخطبة اتفسخت من قبل أن تتم.. فقد أخذت حقى بيدى وليس بقضية.. وبعدها قطعت هذه الصفحة من حياتى..
• الدنيا مش سايبة..
أما علاء أحمد فقد أخبرنى قائلا: لو متاح عندنا هذا القانون، بالتأكيد سأرفع قضية على هذه النوعية من البنات، التى تستنفد مشاعر الشباب وتأخذها وسيلة للنصب عليهم باسم الحب.. البنات الآن أصبحن أكثر جرأة وبجاحة.. يفعلن ما يردن، لذلك يجب أن يعلمن أن الدنيا «مش سايبة».. البنت الآن لديها القدرة إنها تصاحب ثلاثة أولاد فى نفس الوقت تلعب بمشاعرهم وتعشمهم بالارتباط وبعدها تتركهم وترتبط بشاب آخر دون أن تخجل مما تفعله!!.. لذلك أناشد أن تطبق هذ القضية هنا فى مصر، كى نحد من هذا، ويعلم جيدا كلام الشباب والفتيات أن المساس بالحب والاقتراب من المشاعر من أجل النصب والتلاعب بها، تعتبر جريمة يعاقب عليها القانون.. وبالتالى سيفكر كلاهما ألف مرة قبل الإقدام على هذه الخطوة. •