الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

هل الست المصرية.. «مفترية»؟!

هل الست المصرية..  «مفترية»؟!
هل الست المصرية.. «مفترية»؟!


الست المصرية الحلوة والجدعة التى توصف بأنها بـ100 راجل أصبحت حسب عدد من الإحصائيات والأرقام «ست مفترية»!!
ففى إحصائية أعدتها محكمة الأسرة أعلنت أن نسبة النساء اللواتى يضربن أزواجهن ويقفن أمام محاكم الأسرة طلبًا للطلاق أو الخلع وصلت إلى 66% من إجمالى الدعاوى، واشتكى الرجال من التعرض للعنف داخل الحياة الزوجية وتوجهوا للمحاكم ليقيموا 6 آلاف دعوى نشوز.. مما أثار الكثير من الجدل والتساؤل والمخاوف من تحول أحفاد الست أمينة لستات يرفعن شعار «آخد حقى بدراعي».
لم تكن تلك الإحصائية هى الشاهد الوحيد على عنف الزوجات المصريات فهناك دراسة أعدها مركز بحوث الجرائم والعنف التابع للأمم المتحدة وكان فيها مؤشر لمستويات العنف بين الأزواج واحتلت مصر فيه المركز الأول عالميًا فى قائمة أكثر النساء اعتداءً وضربًا للأزواج بنسبة 28% وتليها أمريكا بـ23% ثم بريطانيا 17% ثم الهند 11%.
وكانت الإحصائية التى نشرتها محكمة الأسرة أوضحت أن الزوجات يلجأن لأساليب مختلفة فى الضرب «كالحزام وأدوات المنزل والحذاء وأحيانًا «العض»».
• الناس بتقول إيه؟!
ممكن تضربى جوزك؟ أو تعرفى واحدة ضربت جوزها؟ سؤالان طرحتهما على عدة سيدات فكانت إجابتهن كالتالى:
زينب محمد - 40 موظفة بأحد البنوك: «عن نفسى لا يمكن أفكر أعمل كده لكن قد يكون هناك نساء تخرج عن شعورها فتمد يدها على زوجها الخائن أو الذى يضربها فمقابل العنف أو الخيانة بالعنف ولكن ذلك أكيد ضد طبيعتها كأنثى.
ليلى ماجد - 28 سنة خريجة كلية سياحة وفنادق تقول: المرأة طول الوقت مضغوطة تواجه مشاكل فى الشارع والعمل والبيت وتواجه تحرشا وظلما وإهانة،  بالإضافة لضغوطات المجتمع التى تواجهها كالرجل من زحمة وضغوط عمل وظروف اقتصادية بمعنى أنها تتعرض لأكثر من ضعف الضغوط التى يتعرض لها الرجل، فمن الطبيعى أن تصبح كالرجل فى ردود أفعاله لتستطيع أن تواجه هذا المجتمع الظالم أنا متزوجة من رجل محترم يساندنى ويقوينى ويحبنى وأحبه لذا حياتنا هادئة ولكن من يعلم لو كنت قد تزوجت من رجل يضربنى أو يذلنى ورفض أن يطلقنى مثلاً، فقد ألجأ للعنف رغمًا عنى لأن العنف لا يقابله إلا عنف حتى دون إرادة منا!
 أما الجنس الخشن فكان له رأى فى هذه الإحصائية التى تؤكد لجوء الزوجات لضرب أزواجهن فيقولون :
 عصام مسعود -45 سنة - محاسب  يقول : « فى رأيى  الموضوع لا يصل للضرب وإنما تنفيس عن الغضب نتيجة للإذلال  أو ضرب الأزواج  أى رد فعل ومن  زمان  تسمع عن حالات مشابهة تشابك أزواج وزوجات  بالأيدى فى البيوت المفككة التى تعانى العنف ومن أيام آبائنا وأجدادنا هناك بيوت دائما «صوتها طالع» وخناقات وضرب وأولاد يدفعون فاتورة هذا العنف وفى  رأيى أن اليوم هناك عمليات رصد وبالأرقام وأصبح هناك إفصاح  عن كل  ما هو مسكوت عنه فى البيوت المصرية  لذا وجدت هذه الأرقام والحالات.. أى أنه لا جديد  فى ذلك سوى وصوله للإعلام ولمحاكم الأسرة..».
 أحمد فؤاد محامٍ يقول : «بالفعل هناك زيادة عامة فى العنف من كلا الزوجين فالرجال والنساء تقاربوا فى ردود أفعالهم  وهو ما تعكسه القضايا وعددها فى المحاكم ويرجع ذلك الآن لأن المرأة أصبحت كالرجل تتعرض لكل ما يتعرض له من ضغوط ونجدها هى المسئولة فى حالات كثيرة عن مصاريف البيت وتراجع دور الرجل الاقتصادى مما أدى لضعف مركزه ونجد منهن من يدخلن أيضا فى دائرة الاكتئاب  وفى رأيى أن مع صعوبة تقبل ردود أفعال المرأة اليوم إلا أن كل شىء أصبح ممكنا، حتى ولورأيت زوجةتضرب زوجها ثم تخلعه، ولكن هذا بالطبع ليس مبررا وشىء مرفوض  فقد أمرنا الله بالعشرة الطيبة وعندما يكون ذلك مستحيلا فالحل الطلاق دون اللجوء لهذه الهجمية من أى طرف».
• دراسة عن العنف عامة ... والنساء خاصة:
 فى دراسة للمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية من عدة سنوات صدرت أرقام عن العنف داخل الأسرة المصرية وذكرت أرقام عن  العنف  لدى النساء جاء فيها أكثر من 38% من الزوجات يضربن أزواجهن و84% من حالات القتل العمد لدى لنساء قتلــــن أزواجهــن !! الدكتــــورة فاديـــــة أبو شهبة رئيس قسم بحوث المعاملة الجنائية بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والقائمة على هذه الدراسة مع الدكتورة ماجدة عبد الغنى أكدت «أنه يجب التفريق بين الإحصائية على مستوى كل البيوت المصرية وهو أمر صعب التحقيق فلم أدق على كل باب لأسأل : « هل تضربك مراتتك ؟» وإنما هذه النسب أخذت من خمسة أقسام شرطة على اختلاف المستويات الاجتماعية وذلك لمعرفة  النسب الحقيقية بين هذه الفئة فى السجون لكن أن نقول إن  40% أو  50% من الستات يضربن أزواجهم فهو « كلام عايم» فهى قضايا ومحاضر وهذه النسبة بين هؤلاء الناس ولكن لو تكلمنا عن تطور العنف لدى  المرأة واختلافه «فنعم» تحولت المرأة من مجرد محرض على العنف إلى فاعل أصلى ففى جرائم القتل العمد لم تعد كالسابق تحرض العشيق أو تؤجر  أحدا بل  أصبحت هى الفاعل الأصلى بل تغيرت أدواتها من السم، أو المبيد الحشرى فى الطعام إلى السلاح الأبيض وهو ما يدل على زيادة قدرة المرأة عن السابق فى •  علم النفس يبرر عنف المرأة:
هل تحولت المرأة المصرية لوحش عنيف؟! أم أن عنتها مبرر بسبب ما تتعرض له فى المجتمع؟
كان لابد من إجابات تحلل السلوك العنيف من وجهة نظر نفسية.. الدكتورة منى أبو طيرة أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس ترى أن ردود أفعال المرأة أصبحت بالفعل عنيفة لأكثر من سبب أولها أن الشارع الآن هو من يربى وليس البيت وهو ما يظهر فى ألفاظ خارجة وشتائم فجة أصبحت متداولة فى الشارع وفى التليفزيون أيضا وانفتاحا على الثقافة الغربية التى جعلت بنات الناس يشتمن باللغة الإنجليزية ويكون ذلك دليلا على الانفتاح والحرية، فلم يعد العنف اللفظى أو الجسدى يوصم المرأة.
وثانيا: هناك عجز من الدولة ومؤسساتها فى إعطاء البنت حقوقها فى مجتمعنا فمن يتم التطاول عليها أو إيذاؤها أو التحرش بها لا يقف أحد فى صفها فتلجأ الفتاة إلى الدفاع عن نفسها بشتى الوسائل وبناء قشرة خارجية قاسية تحميها من المجتمع وما تتعرض له من إيذاء.
ثالثا: لن نستطيع أن نفصل المرأة عن التأثيرات النفسية الناتجة عن الظروف السياسية والاجتماعية فى بلدنا والتى أثرت تأثيرا مباشرا على سلوك الناس عامة ولجوء الكثيرين للعنف والبلطجة وأخذ الحق بالذراع، فكل يوم نستيقظ على جرائم غير مألوفة وعلى عنف ودم وأصبحت هذه المناظر طبيعية لا تؤذى العين كالسابق وما يتبع ذلك من عنف سلوكى.
• وعلم الاجتماع يحذر:
«هى ظاهرة مخيفة» هكذا بدأت معى الدكتورة ثريا عبدالجواد أستاذ علم الاجتماع حديثها وتقول: الظاهرة تتنافى مع كل ما تعودنا عليه من طبيعة المرأة المسالمة التى تتحمل العنف من زوجها أما أن تكون هى من تمارس العنف وتكون 66% من دعاوى محاكم الأسرة تسجل هذا العنف، فهى ظاهرة شاذة تحتاج لبحث عن الأسباب التى جعلت الست المصرية «مفترية» وهى من المؤكد أسباب قوية تدفع المرأة للتصرف بهذا العنف والذى من المؤكد يسبب انتشار العنف بصورة عامة فى المجتمع والتى تجعل الشخص الذى يتعرض لعنف من كل جهة ممارسا للعنف بعد ذلك، فالمرأة تتعرض للعنف فى الشارع والبيت والعمل وتظل تتعرض لهذا العنف إلى أن تكون ممارسا له بعد فترة من الضغط على أعصابها عندما تقوم بكل واجبات بيتها ولكنها تفاجأ بزوجها يضربها أو يضرب أولادها أو يحرمها من حقوقها الشرعية والعاطفية ويستمر فى إذلالها أو يتزوج عليها، فتخرج كل الطاقة المكبوتة فى صورة ضرب وتشابك بالأيدى، ولقد تحولت المسألة لظاهرة تم رصدها ووجدت أرقام مفزعة بمثابة الصدمة وهى أن 52% من الزوجات اللاتى طلبن الطلاق لم يحصلن على حقوقهن الشرعية من الزوج ما يزيد على 6 أشهر و40% منهن يطلبن الطلاق بسبب عدم إنفاقهم عليهن بحسب دراسة قام بها المركز القومى للبحوث، ويجد الزوج من العار أن يعترف بضرب زوجته له ويلجأ لضربها انتقاما لكرامته، ومن هنا تثار المشاكل فى الأسرة. •