السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

«بيزا» المهيب.. والأمنية المؤجلة

«بيزا» المهيب.. والأمنية المؤجلة
«بيزا» المهيب.. والأمنية المؤجلة


 الأحلام قد لا تتحقق كلها والأمنيات قد يمتنع بعضها.. وبين الحلم والأمنية تتشكل الفرصة.. وقد حانت فرصتى بين الحلم والأمنية.. أما الحلم فكان فى عجائب اختارها البشر عبر الأزمنة من صناعة أيديهم وتعرفها البشرية بالعجائب السبع..
ومنها البرج المهيب المائل «بيزا»، وأما الأمنية فهى إلقاء عملة فضية فى أشهر نافورات العالم.. نافورة الأحلام.. مع تمنى أمنية تقول الأسطورة إنها تتحقق، ومن هنا فنقطة الحلم (برج بيزا) لا يفصلنى عنها سوى ساعة بالقطار.. ولا يبعدنى عن نافورة  الأحلام  أكثر من يوم واحد.
برج بيزا مبنى من الرخام الأبيض على الطراز الرومانى القديم يقع وسط نهرين فى مدينة pisa   الإيطالية، وهو مكون من ثمانية طوابق بدأ بناؤه فى عام 1175 م واستغرق 174 عاما حتى اكتمل البناء ويصل  ارتفاع البرج إلى 55 مترا وعن سبب ميله أشار غالبية الخبراء إلى أن سبب ميل البرج هو بناؤه على منطقة طينية رطبة تقع بين نهرين مما أدى إلى انحدار التربة تحت إحدى جهات البرج وسببت هذا الميل الذى جعل من البرج تحفة معمارية فى حد ذاته. وعلى الرغم من هذا فإن ميل البرج لم يحدث فجأة، بل عند بداية البناء وحتى اكتماله ولكن البناء كان قد توقف مدة بعد ظهور الميل وكان قد تم الانتهاء وقتها من الطابق الثالث كما يرجح العلماء.
توالت المحاولات لإقامة هذا البرج  ببناء الأربعة طوابق التالية بزاوية لتعديل هذا الميلان إلا أنه وبعد كل محاولة يزداد هذا البرج ميلا ويستعد للسقوط أكثر.
قام أحد المهندسين بحفر لقاعدة البرج من إحدى الجهات فى محاولة لتسوية الجهة التى بها الميل بالجهة الأخرى فمال البرج أكثر، فيما قام آخر بثقب ما يزيد عن 360 ثقبا فى قاعدة البرج وصب ما يقارب 80 طنا من الأسمنت لترسية القاعدة ومنعها من الميل أكثر. فازداد الميلان أكثر وأكثر.
ورغم كل هذه المحاولات وكان  إحدى  المعجزات التى حبا بها الله هذه البلدة الجميلة أن هذا البرج كاد أن تكتب له النهاية، فخلال الحرب العالمية الثانية الجيش الأمريكى قصف كل الأبراج فى بيزا تقريبا، خوفا من احتمال وجود قناصة فى الأبراج. وكان تفجير برج بيزا مخططا له أيضا؛ ولكن قراراً جاء فى اللحظة الأخيرة بالانسحاب أنقذ البرج من التدمير.
أغلق البرج عام 1999 لأن الخبراء قالو إن زاوية ميل البرج زادت عن أى وقت مضى ولم يعد آمنا للسائحين وتم تقليلها لتصل إلى 43.5 درجة وهى نفس الدرجة التى سجلت فى القرن التاسع عشر ونجح المتخصصون فى إعادته إلى وضعه عن طريق شفط الرمال ببطء من تحت الجانب الشمالى للبرج، ومن بعد آخر عملية ترميم يفترض أن يكون آمنا لمدة 300 عام قادمة هكذا عرفته وبقى أن ألتقى به.
فى اليوم الرابع فى فلورنسا   عاصمة الفن والجمال.. كان موعدى  مع زيارة برج بيزا تحركت فى الثامنة صباحا لأستقل القطار المتجه إلى بيزا.. وصلت  محطة القطار المركزية  فى بيزاstazione pisa central     بعد رحلة استمرت ساعة تقريبا من محطة سانتا ماريا نوفيلا فى فلورنسا ورغم هذا الجو القارس البرودة إلا أننى كان يجب ألا أضيع فرصتى بزيارة إحدى عجائب الدنيا السبع  خاصة مع علمى أن بلدة بيزا لها  طبيعة ساحرة فى مناظرها الطبيعية، فقد ظللت لمدة شهر تقريبا أشاهد صور للبلدة وأهم المناطق التى أستطيع زيارتها إلى جانب البرج بالطبع، فهى فرصة يجب أن أستغلها.
لذا قررت زيارة الأسواق والمحلات التجارية الممتدة على طول الطريق المؤدى إلى برج بيزا الذى استغرق نحو عشرين دقيقة سيرا على الأقدام أمام المحطة مباشرة على الجانب الآخر من الطريق خيام كبيرة  افترشها الباعة عارضين بضاعة محلية الصنع كالمصنوعات الجلدية، ووحدات إضاءة من الأخشاب الطبيعية  وآخر يبيع الحلوى والمأكولات السريعة وكذلك أحجار كريمة فلكل غاية الحجر الخاص بها، فهناك حجر للطاقة والنشاط وآخر لجلب الحب والحفاظ على الشباب وآخر يجلب المال.
وفى الطريق محلات ملابس وماركات عالمية على الطريق فى ممر واسع  يقود إلى الجسر إلى جانب مقاهى متراصة على الجانبين لراغبى الراحة من هذا المشوار الطويل.
قبل توجهى إلى برج بيزا كنت قد اتخذت قرار بعدم الصعود الى قمة البرج، فأنا لست من هواة الأماكن المرتفعة ولا ممن يشعرون بنشوة المغامرة فيها إطلاقا، كذلك قرأت عن  صعوبة السلالم المؤدية إلى قمة البرج  بحكم زاوية الميل ولذلك قررت أن أشاهده من بعيد وألتقط بعض الصور هنا وهناك.
عشرون دقيقة أو أكثر - بسبب توقفى لأكثر من مرة ومرورى على  محال الهدايا فى الطريق ووقوفى على الجسر الذى يفصل بين محطة بيزا المركزية وبين الطريق المؤدى إلى برج بيزا المائل هذا الجسر الذى تتراص المنازل حوله بصورة تشكل لوحة فنية وتجعله مكانا ملائما لالتقاط مجموعة رائعة من الصور، بدأ الطريق الواسع يضيق بالتدريج ومن المحال والمطاعم المنتشرة  إلى مبان سكنية ومحال للهدايا صغيرة جدا، وفجأة لمحت ضالتى من بعيد، هذا المهيب الذى أتيته من قارة أخرى، لحظة خططت لها فى مخيلتى  ولم أكن أتوقع أن يكون شعورى متضاربًا هكذا، فهو فعلا مهيب  والمشهد من بعيد تكمن روعته فى كل الروايات التى ربما تكون قد سمعتها عن هذا المكان وكونه إحدى عجائب الدنيا السبع.
اقتربت وبدأ المشهد يكتمل والصورة تتضح فالجميع هنا وهذا الزحام اجتمعوا بنية واحدة فقط وهى الاستمتاع بتلك الساعات القليلة هنا لأقصى درجة، فالعُمر يحسب بتلك الساعات التى تحفُر مكانا فى ذاكرتنا، تلك الصور التى التقطت لكى تعيش للأبد ولعل هذه السعادة هى سب موجات الطاقة الإيجابية التى تعم المكان وطرافة المشهد بين كل مجموعة تريد أن تلتقط لها صورا أمام البرج بزوايا مختلفة ليبدو هذا وكأنه يمنع البرج من السقوط أو يدعى آخر أنه يدفعه بقدميه من زاوية أخرى، وأعداد أخرى هائلة اتخذت صفا طويلا تنتظر دورها فى صعود البرج وهذا المشهد لم يغرنى إطلاقا أو يغير قرارى بعدم صعودى للبرج، فالمشاهدة من مكانى هذا أكثر متعة، مشيت حول البرج فى أكثر من اتجاه لإيجاد أفصل زاوية لالتقاط الصور ومنعتنى الغيوم فى السماء فى إيجاد لقطة.
«رغم انبهارى الشديد بما سمعت عن تاريخ هذا البرج وما شاهدته من روعة حزنت بشكل بالغ بسبب عدم اهتمامنا بأى شىء ثمين بل نعبث ونُهدر من قيمة أى أثر أو تاريخ لدرجة تصل إلى التشويه وليس الترميم كأضعف الإيمان».
«كل القوانين الفيزيائية حتمت من نهاية هذا البرج منذ بدايته وعلى مر السنوات هو معرض ولكنه شامخ فى قلب توسكانا كعجيبة من عجائب الدنيا السبع كعنصر جذب للعالم كله ليتحول الجميع فى الساحة أمام برج بيزا إلى أطفال متخلين عن وقارهم فى محاولة اتخاذ لقطات طريفة فى لحظة قد لا تُعوض مرة أخرى ويعيش كل منهم لحظاته الساحرة التى لن ينساها كالتى عشتها أنا هناك أمام برج بيزا وطوال رحلتى بشكل عام».. بعد خمسة أيام انتهت رحلتى فى بلد فاق جمالها خيالى وأحلامى وأخذتنى معها بفنها وعذوبتها ورُقى أهلها وبساطتهم فى رحلة عبر قرون بعيدة شعرت فيها أنى من أميرات هذا الزمان وأميرات عصر النهضة، حيث كانت المرأة هى محور الجمال وتستقر  فى لوحات زيتية للفنانين ومنحوتات رخامية تكاد تنطق للناظرين.
تحقق حلمى وبقيت أمنيتى بزيارة نافورة الأحلام الشهيرة فى روما صاحبة الأساطير وملتقى العشاق.
• ورميت العملة الفضية
عدت إلى الجميلة الساحرة روما  بعد خمسة أيام فى بلد الفنون والتاريخ فلورنسا، الجميلة البهية دائما روما لم ولن أمل منها ولا من شوارعها ولا ملامح أهلها الباسمة أغلب الوقت.
عدت إلى روما وفى عقلى موعدى الذى تأخر عاما كاملا ولم أكن سببا وإنما هى السبب نافورة الأحلام fontana di Trevi  بعد أن قرروا تجديدها وإخضاعها لعملية ترميم  طويلة الأجل وإزالة آثار عقود طويلة مضت.. تكلف  هذا الترميم حوالى مليونى يورو دفعتها دار أزياء fendi   كنوع من الشراكة مع القطاع الخاص والدولة لكى يستطيع السياح والإيطاليون التمتع بهذه التحفة الفنية الجديدة بعد ترميمها خاصة بعد اعتماد نظام إنارة جديدة واستمرت عملية الترميم حوالى 16 شهرا.
وصلتها فى الحادية عشرة صباحا وقد تجمع حولها العشرات يلتقطون الصور التذكارية ويرمون بالعملات الفضية آملين أن تتحقق أمنياتهم كما تتحدث الأساطير القديمة.
ومن الأساطير الخاصة بإلقاء العملات المعدنية فى النافورة،  القصص التى يتناقلها الرومانيون أن عذراوات روما دأبن على زيارة هذا النبع قبل أن يتحول إلى نافورة تريفى، لتحقيق أمنياتهن بالزواج من رجل وسيم وثرى وقوى فيما كانت تقصده النساء المتزوجات لتمنى نعمة الأمومة والاستقرار، وبهذا أصبحت النافورة تجذب السائحين الذين يذهبون لإلقاء نقودهم بطقس محدد وهو ان تُلقى العملة باليد اليمنى فوق الكتف اليسرى لتسقط القطعة فى النافورة. استُخدمت فونتانا دى تريفى فى تصوير أشهر الأفلام السينمائية فظهرت فى مشهد شهير لـ «أنيتا إيكبرج» بفيلم «لا دولشى فيتا» للمخرج الإيطالى الشهير فيلينى، وفيلم عُطلة رومانية بطولة أودرى هيبورن وجريجورى بيك.
ترددت هل ألقى عملتى الآن أم أنتظر المساء لأن المنظر يكون أكثر سحرا كما نصحنى الأصدقاء وحسمت أمرى.. سأنتظر المساء.. وأتت ساعات المساء وظهرت الأضواء الخافتة تنعكس على التماثيل الرخامية التى ترمز إلى الإله نبتون إله الماء والبحر عند الرومان وأقيانوس إله المحيطات والشيخ المسن قوى البنيان وهو يقود عربته وحولها أحصنة البحر ومخلوقاته، بينما تسبح الأنوار الخضراء اللامعة فى قاع النافورة فى تماوج هندسى بديع بين الكتل الرخامية البيضاء والتنوع بين الإضاءة الخافتة اللامعة تمزجها حركة المياه، أخرجت عملة فضية وأعطيت ظهرى للنافورة وبيدى اليمنى ومن فوق كتفى الأيسر ألقيت بالعملة وأنا أهمس بكلمات أمنيتى التى سأحتفظ بها لنفسى.
سرت فى شوارع روما لساعات طويلة ولم يتسلل الملل إلى رغم أنى أكاد أكون قد حفظت شوارعها ولكن رفضت أن استقل أى وسيلة مواصلات فضياع لحظة واحدة فى حرم هذا الجمال ذنب كبير فى حق نفسى، فالهواء رائحته مختلفة الألوان فى الشوارع وإضاءتها تنقلك إلى عالم مواز، ملامح البشر أنفسهم.
لبيت موعدى المؤجل مع نافورة الأحلام وما كان يجب أن أكون هنا ولا أتمم رحلتى بالسير فى شارع  فيا ديل كورسو الشهير وهو أحد أهم الشوارع للمهتمين بالتسوق والموضة فى العالم. الذى لا يكاد يخلو من البشر طوال ساعات اليوم وحتى موعد إغلاق المحلات، جوتشى وفندى ومايكل كورس ومحلات الطبقات المتوسطة مثل زارا وh&m  , desigual ولكل صاحب ميزانية ضالته.
• موكب رئيس الوزراء
 كان هناك فى هذا التوقيت اجتماع خاص بالوضع فى ليبيا وكان يحضره وزير الخارجية المصرى سامح شكرى.
 فور خروجى من أحد المحلات شاهدت موكب ماثيو رينزى رئيس الوزراء الإيطالى فى جزء لم يتعد الثانية، فقد شاهدته مرتين وقلت لنفسى فى المرة الأولى لعلها صدفة أن يمر بهذه السرعة أو لعلى لم أنتبه لعنف أو سلوك الشرطة مع المارة أو لعلهم  تسببوا فى أزمة مرورية هنا أو هناك لتأمين الموكب، ولكن تكرر المشهد أمامى مرة أخرى بعد 48 ساعة بنفس التفاصيل والهدوء والانسيابية وكان عبارة عن سارينة الإنذار تصدر من موتوسيكل يتبعه آخر ثم سيارة سوداء وهى التى يستقلها رئيس الوزراء الشاب تلاهما  موتوسيكل آخر عن يمين السيارة من الخلف وآخر عن يسارها.
كيف هذا، أين الزحام وأين سخط راكبى السيارات وكيف لم يُغلق فيا ديل كورسو بأكمله وقت الظهيرة لحين مرور رئيس الوزراء لماذا لم يتبع الإيطاليون «الكتالوج المصرى» لتأمين المسئول وإرهاق المواطنين؟ لأنهم يدركون قيمة الوقت والبشر.
حاولت استيعاب هذا المشهد واستكمال يومى وتذكرت ساعات قضيتها على كوبرى أكتوبر وسائق التاكسى الذى ترجل من سيارته ليسُب معالى المسئول لعلمه أن هذا ميعاد عودته إلى منزله فى المهندسين وأصبح هذا السيناريو اليومى فى نطاق مكان سكنه.
قبل انقضاء ساعات النهار قررت اللحاق بسوق الخضار الشهير هناك أمام مبنى البلدية. لم أذهب بنية الشراء، ولكن فضولى لرؤية سوق الخضار (الطليانى) الذى كان بمظهره وتنسيقه وتنظيمه مفاجأة ومتعة بالنسبة لى.
لم أشاهد فوضى وعبثًا ولم أسمع ضوضاء فمن مدخل السوق تتراص  أكشاك لبيع الزهور مختلفة الأشكال والفصائل.. لتدخل بعدها إلى قلب السوق حيث الخضروات والفاكهة المألوفة لدينا وغير المألوف. وقسم خاص بمنتجات الألبان وأصناف الجبن المختلفة. وآخر لبيع الفاكهة المجففة وكذلك الأدوات المنزلية  وماكينات إعداد القهوة وأدوات المطبخ. سوق الخضار بمفهوم ومنظر مختلف كان يجب أن أشاهده فهو مشهد لا يجب أن أمر عليه مرور الكرام فثقافة الجمال والنظام موجودة حتى فى هذا المكان الذى ينفض غاليا فى الصالة عصرا ليبدأ كل بائع فى  جمع ما أبقى من بضاعته وتنظيف ما  حوله من  فوضى.
• سحر التاريخ
لم أكرر زيارتى لبعض الأماكن التى زرتها العام الماضى كمتحف الفاتيكان  وبعض الأماكن السياحية فى روما لاختلاف جدولى هذا العام ولكن هذا المكان له مكانة خاصة فى قلبى لن تتم زيارتى دون أن أمر عليه مرة أخرى. وهو الكولسيوم. ذلك الكيان الساخر الغامض تلك المدرجات التى شهدت على تاريخ روما وفنها.
لعل هذا سحر الكولسيوم الذى تحمل  جدرانه من الأسرار ما جعله بهذه الهيبة والجمال والسحر تلك الجدران التى شهدت معارك وانتصارات وقصص حب، وقتل ودماء سُفكت وملوكا تُوجت وغيرها من أساطير كتبها التاريخ وحاولت السينما العالمية تقديم تصورات لها، الكولسيوم هو صرح روما الأعظم والشاهد على التاريخ والأسطورة، حيث يمثل رمزًا لواحدة من أقوى الإمبراطوريات التى عرفها التاريخ الذى قال عمه القديس «بيدا المكرم».
(مادام الكولوسيوم قائمًا ستبقى روما قائمة وحين تسقط روما سيسقط العالم بأسره. حين تتجول فى أنحائه تشعر أنك كنت هناك يومًا ما شاهدًا على عظمة تلك الإمبراطورية الفريدة من نوعها، وستجد أن هذا الأثر الخالد يُحدثك بمن مر عليه ومن بناه ومن كان فيه).
إيطاليا هى أقرب شعوب أوروبا  شبها بنا كمصريين سواء فى الملامح أو خفة الظل والانطلاق ولكن الخلاف بيننا يكمن فى نقاط كثيرة فهم لم تُنهك روحهم فى ظروق اقتصادية وغلاء وسياسة فمازالوا يحبون الحياة ويتشبثون بأصغر التفاصيل المبهجة فى حياتهم اليومية حتى لو تمثلت فى  وجبة طعام أو الجلوس فى متنزه عام وهذه حرية سرقها منه مجتمعنا، الإيطاليون يشعرون بالانتماء لبلدهم وتاريخه ويحاولون الحفاظ عليه بشتى الطرق والترويج للسياحة فى بلدهم ونحن أصحاب التاريخ والحضارة نهدم ونبيع تاريخنا وحضارتنا.
هل اكتفيت من إيطاليا وروما؟ لا أظن، هل هناك زيارات أخرى.. أعتقد، هل ارتوى شغف السفر واكتشاف معالم أخرى؟.. أبدا. •