الأحد 10 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

صائد الذهب.. ومُلّهم الشعراء

صائد الذهب.. ومُلّهم الشعراء
صائد الذهب.. ومُلّهم الشعراء


أحد أفراد الرعيل الأول القائد.. الذى لامس أفراده الحديد.. وأتقنوه وتفانوا فيه من أجل بناء المجد للعبة.. وفى كلمة هو صاحب الفضل فى انتشار رياضة رفع الأثقال فى مصر.
بسبب بطولاته وميدالياته وأخلاقه التى أصبحت مثار إعجاب الشباب المصرى الذى اتخذه قدوة.. ابن طنطا.. السيد نصير الرائد الرياضى الذى يظل اسمه خالدا فى عالم الرياضة المصرية.


ولإنجازاته نال من التكريم ما لم ينله رياضى مصرى.. بداية من تكريم الملك.. والأمراء والنبلاء والشعراء.. والمسئولين وصولا للبسطاء الذين يمثلهم وبصفته أحدهم.. أوراقه تقول إنه السيد محمد نصير.. مواليد 13 أغسطس عام 1905 بقرية شوبر إحدى قرى مركز طنطا محافظة الغربية.
التحق السيد بمدرسة طنطا الابتدائية التى بدأ يظهر فيها نبوغه الرياضى ممارسا للعديد من الألعاب التى تتميز بالقوة والفن مثل الجمباز والمصارعة ورفع الأثقال.
وفى طنطا الثانوية التحق بقسم المخصوص بالمدرسة التى كان فيها من البارزين.. عام 1924 شارك فى بطولة القطر المصرى بالقاهرة فالتهم الحديد فى وزن حفيف الثقيل وحصل على بطولة القطر المصرى محققا:
- وكان مدربه القدير محمد بسيونى يقف خلفه بكل قوة وحقق نفس الفوز فى العام التالى.
- عام 1926 بنادى الشبيبة المصرية حقق الفوز فى وزنى الثقيل.. وخفيف الثقيل معا مما لفت إليه الأنظار بشدة فقام محمد بسيونى بضمه للنادى الأهلى حيث اتساع حجم الإمكانيات المادية والفنية والجماهيرية أيضا.
- وفى عام 1928 كان أول المسافرين للحاق والمشاركة فى الألعاب الأوليمبية بأمستردام والتى شهدت الميلاد الأوليمبى للبطل الذى هزم 17 رباعا من أقوى رباعى العالم وحصل على أول ميدالية ذهبية لمصر والعرب وإفريقيا فى الدورات الأوليمبية وجاءت رفعاته كالتالى 100 كجم ضغط، 112.5 خطف و124.5 نطر مجموعة قدرها 336 كجم جديدة أوليمبية فى وزن خفيف الثقيل الذى أصبح نصير على قمته وبهر العالم بقوته وطيرت وكالات الأنباء الخبر وكتبت:
- لقد ارتفع العلم المصرى فى الاستاد الكبير.
- فاز سيد نصير المصرى على أبطال العالم فى حمل الأثقال فكان بطل العالم الأول بأرقام مدهشة.
فى 7 نوفمبر 1930 خطف نصير لقب بطل أبطال أوروبا فى ميونخ بألمانيا.. والتى كانت توازى بطولة العالم حينذاك وارتفعت معها أقواس النصر.. واستقبله الملك فؤاد.. والأمراء النبلاء وأقيم له حفل نادر الحدوث فى تاريخ الرياضة المصرية.. وتبارى الشعراء والأدباء فى مديح البطل العالمى.. ومن أبرز ما قاله فيه شعرا كان شاعر القطرين خليل مطران حينما قال:
«يا فتى الفتيان أحسنت البلاء»
وفى نفس الاحتفالية قام أمير الشعراء أحمد شوقى بإلقاء قصيدته العصماء التى خلدها التاريخ الأدبى والرياضى بصفتها إحدى أهم القصائد إن لم تكن الأهم فى تاريخ الرياضة المصرية وألقى أمير الشعراء يا قاهر الغرب.. بعد الاعتزال اتجه نصير للتدريب .. فتولى مهمة القيادة الفنية والإدارية للجيل الثانى للعبة الذى ظل يحافظ على العهود والبطولات تحت قيادة الأستاذ السيد نصير الذى تم تعيينه مفتشا رياضيا بالاتحاد الرياضى للقوات المسلحة.. ثم رئيسا لقسم الرياضة بوزارة الشئون الاجتماعية وفى عام 1936 تم تعيينه وكيلاً لوزارة الشباب .. حصل السيد نصير على العديد من الأوسمة الشرفية والميداليات على رأسها وسام النيل عام 1949 من الملك فاروق - وسام «اللوتس» الكشف عام 1956 - مُنح وسام الرياضة من الدرجة الأولى عام 1956 - كما مُنح العديد من الميداليات واللوحات الشرفية من جميع الهيئات الحكومية والأهلية.. والأجنبية لتاريخه الرياضى المشرف.
وفى 28 نوفمبر عام 1977 انتقل إلى رحاب الله بمنزله بكوبرى القبة تاركا خلفه تاريخا رياضيا لا يُنسى.. رحمه الله!

أحمد شوقى   شرفاً نصير

شرفاً نصيرُ ، ارفعْ جبينكَ عالياً
وتَلقَّ من أوطانك الإكليلا
يَهنِيكَ ما أُعطِيتَ من إكرامِها
ومُنِحْتَ مِن عطف ابنِ إسماعيلا
اليومَ يَومُ السَّابِقين، فكنْ فتًي
لم يبغِ من قصبِ الرِّهانِ بديلا
وإذا جَرَيْتَ مع السوابق فاقتحِمْ
غرراً تسيل إلى المدى وحجولا
حتى يراكَ الجمعُ أوَّلَ طالعٍ
ويَرَوْا على أَعرافِك المِنْديلا
هذا زمانٌ لا توسُّط عنده
يَبْغِى المُغامِرُ عالياً وجليلا
كنْ سابقاً فيه، أَو ابْقَ بِمَعْزِلٍ
ليس التوسُّطُ للنُبوغِ سبيلا
ياقاهرَ الغربِ العتيدِ ، ملأته
بثناءِ مِصْرَ على الشفاهِ جَميلا
قلَّبتَ فيه يداً تكاد لشدَّة ٍ
فى البأْسِ ترفع فى الفَضاءِ الفِيلا! إن الذى خلق الحديدَ وبأسه
جعل الحديد لساعديكَ ذليلا
زَحْزَحْتَه، فتخاذلتْ أَجلادُه
وطَرحْتَه أَرضاً، فصَلَّ صَليلا
لِمَ لا يَلِينُ لك الحديدُ ولم تزَلْ
تتلو عليه وتقرأُ التَّنزِيلا؟
الأَزْمَة اشْتَدَّتْ ورانَ بلاؤُها
فاصدمْ بركنك ركنها ليميلا
شمشونُ أَنت، وقد رَستْ أَركانُها
فتَمشَّ فى أَركانِها لِتَزولا
قلْ لى نصيرُ وأنت برٌّ صادقٌ
أحملتَ إنساناً عليك ثقيلا ؟
أحملتَ ديناً فى حياتك مرَّة ً ؟
أحملتَ يوماً فى الضُّلوعِ غليلا ؟
أحملتَ ظلماً من قريبٍ غادرٍ
أو كاشحٍ بالأَمسِ كان خَليلا؟
أحملتَ منًّا من قريبٍ مكرَّراً
والليلِ، مِنْ مُسْدٍ إليك جَميلا؟
أحملتَ طغيانَ اللثيمِ إذا اغتني
أَو نال مِنْ جاهِ الأُمورِ قليلا؟
أحملتَ فى النادى الغبيَّ إذا التقي
من سامعيه الحمدَ والتّبجيلا ؟
تلك الحياة ُ، وهذه أَثقالُها
وزن الحديدُ بها فعاد ضئيلا !.n



جبران خليل جبران
يا فتى الفتيان


يا فتى الفتيان أحسنت البلاء
فى المباراة وحققت الرجاء
وأريت الغرب ما بالشرق من
قدرة يبرزها حين يشاء
فخليق بك أن تجزى كما
جزى الأبطال عند القدماء
مصر ما زالت على العهد حمي
للحماة الصادقين الأوفياء
لشباب كلما ناداهم
واجب لبوا من الفور النداء
لا يضنون بمجهوداتهم
وقديما لم يضنوا بالدماء
ولهم فى الذود عن أوطانهم
وقفات الصابرين البسلاء
لم تفتهم والمنايا دونها
نصرة الحق بعزم وإباء
أثبتوا أنهم إن دربوا
صالح التدريب جد الأقوياء
فى الرياضات لهم تبريزهم
فإذا اعتزوا فليسوا أدعياء
لم تنل منهم منالا فرق
غلبوا فيها قروم الغرباء
ولهم ما شهد الخلق به
من ذكاء وثبات ومضاء
ليس بدعا منهم أن يحتفوا
بالذى شرفهم خير احتفاء
لنصير شرف زاد اسمه
بعزيز النصر نبلا وازدهاء
ومجالات العلى شتى ففي
كلها مصر تحيى النبهاء
أيها الحامل أثقالا بها
كل صنديد شديد الأيد ناء
ليت لى من فضل ما أوتيته
همة تحمل أثقال البقاء
دام رب العرش فى أعلى الذري
راسخ السدة خفاق اللواء
تفتدى الأنساء منه حسبا
نيط من شعب بأسباب الولاء.