شهادات وأطروحات فنية للجان اختيار المعرض العام

طرح الأسئلة: أحمـد رزق
مع ختام فعاليات المعرض العام فى دورته الـ45 يثار الكثير من التساؤلات الخاصة عن نجاح العرض وهل حقق الهدف المرجو منه وما هو الهدف الأصلى.. والسؤال الأهم: هل الفن للفنانين فقط أم أن الأعمال الفنية المعروضة معنية بعرضها للجمهور العادى وهل وصلت الرسالة الفنية للمشاهد العادى بما يليق باسم المعرض العام الذى تقيمه الدولة؟
توجهنا ببعض التساؤلات لأعضاء لجان الاختيار للتعرف على آرائهم فى المعرض من خلال تفاعلهم عن قرب مع فعالياته والمشكلات التى شاهدوها وعايشوها وطرح أفكارهم التى جاءت كشهادة فنية على أكبر حدث فنى تشكيلى مصرى.
ناثان دوس: بعض الفنانين يتعالون على المشاركة.. رغم أنها تأكيد للهوية القومية
قال النحات الكبير ناثان دوس - فى شهادته عن المعرض العام هذا العام: الظاهرة اللافتة فى المعرض العام إحجام بعض الفنانين عن المشاركة كأن هناك تعاليًا منهم على العرض، خاصة جيلى - جيل الوسط - ومن بعد هذا الجيل، فالمعرض العام هو المرآة التى قدمتنا إلى الحياة الثقافية.
هناك البعض لديهم بعض تجارب جادة ولم يشاركوا فهل السبب المشاركة فى جاليرهات خاصة وكان بمثابة الاكتفاء أو أن العرض لا يقدم الجديد، أسئلة أطرحها لنفسى أولاً، فالمعرض العام لم يقدم فنانى النحت بشكل جديد ومتكامل.
دعونا نفكر معًا هل الجيل الحالى لديه انتماء معين للجاليرهات الخاصة والمعرض العام تحصيل حاصل فلا يوجد جوائز أو بيع للأعمال أو اقتناء أو حتى تسليط الضوء.. وحتى لو هذا صحيح فالدولة لها الفضل علينا، فالمفروض المشاركة لإثراء الحركة التشكيلية وتقديم حراك طليعى.. فنحن ولدنا من رحم الدولة ونحن مبتدئون والمشاركة واجب علينا لإثراء الحوار الفنى مع الأجيال الجديدة «فإن لم يكن لنا آباء لن يكون لنا أبناء».
هل وجود «الميديا» بكثافتها وأشكالها المتعددة ووسائطها الكثيرة من «فيس» و«إنستجرام» جعل البعض لديه تخمة جعلته يعزف عن المشاركة وهل وضع أعماله على هذه الوسائط ومشاهدتها بكثافة جعلته يكتفى بذلك؟
هل آلية العرض التقليدى فى قاعات معارض الدولة تحتاج لتسليط الضوء أكثر بتقنيات حديثة تشبع رغبات واحتياجات الفنانين بأجيالهم المختلفة؟
وهل قاعات العرض تستوعب رؤية أعمال النحت بأحجام كبيرة وهل توافر المجال البصرى المناسب لأعماله؟ أرى مشاركة الفنانين - على مستوى اختلاف أعمالهم وأعمارهم - الأعمار المتاحة للمشاركة - أرى أنها تأكيد للهوية، فما معنى المعرض العام وليس به عموم فنانى مصر فهل فقد المسمى هويته؟
عن تجربتى فى المعرض العام فى الفرز والاختيار: القومسير العام فى الدورتين السابقة والحالية قدموا جهدا كبيرا، ولكن المشكلة فى النهاية أن هذا هو المتاح.. القطاع قدم مجهودا جبارا بما هو متاح لديهم رغم قلة الموارد المالية.

د. أمانى فوزى: قاعات قصر الفنون لم تعد مناسبة
قالت الدكتورة أمانى فوزى -أستاذ الخزف بكلية التربية الفنية: هذه الدورة من الدورات الناجحة لسببين: الأول لا يوجد أهواء شخصية، فهى لم تكن لجنة مجتمعة.. فكل فرد من الخمسة المحكمين يحكم منفردًا عن الآخر، حيث يوجد الوقت الكافى لرؤية الأعمال وتاريخ الفنان.
الأعمال المعروضة تخضع لتقييم خمسة محكمين يرون الأعمال بزوايا مختلفة، فنحن لا نحكم على الأعمال كاتجاه فنى، ولكن هل الأعمال تصلح للعرض داخل مؤسسة يراها الجميع تحت عنوان الدهشة بشرط أن يكون العمل حديثًا وألا يشكل خطورة فى العرض.
الاختيار ليس الأفضل فقط، بل من يناسب العرض، التحديات هى أن هناك أسماء كثيرة تعرض أعمالها فى المعرض العام.. لظنى أن البعض خاصة الكبار، يعتقد أنه لا يجب أن يوضع تحت لجنة الاختيار.. فالمهم هل العمل يناسب العرض وليس التحكيم على الفنان نفسه، فلا نختار اتجاها أو مفهوما معينا حتى يكون هناك شكل مناسب للمعرض العام والذى يجمع أكثر من 350 فنانًا يمثلون الفن المصرى المعاصر، ولذلك فالقائمون على المعرض قرروا عدم توجيه دعوات للفنانين.
بعض الفنانين لا يرون أن قصر الفنون لا يناسب العرض بطرازه المعمارى ولا يشارك فى اختيار المكان المناسب لأعماله فلا يشارك من الأساس.. والبعض يرى أن المعرض يحتاج لـ«هزة» بمعنى أن تكون هناك لجنة للاختيار من جهات معلنة، أو أن تكون هناك جوائز مثل معرض الشباب وتشجيع الجاليرهات الخاصة فنانيهم للمشاركة بالمعرض العام، فهو تسويق جيد لأعمالهم.
فالفنان يحتاج لبيع أعماله من أجل إنتاج أعمال فنية بشكل مستمر، الأعمال الفنية مكلفة للغاية وهناك طموح لرؤية الأعمال بكثافة، ومن الممكن أن يكون ذلك حافزا للفنانين لبذل مجهود أكبر فى إنتاج أعمالهم بحيث يكون هناك حافز قوى، فهناك فنانون لا يقومون بأعمال أخرى وذلك لإعلاء قيمة الفن والفنانين.
وهناك الخوف من عدم التجديد وعدم الخروج من الصندوق ويحافظ على نفس «السيستم» ونفس إنتاجه منذ سنوات، فهناك عوامل اقتصادية واجتماعية تجعله لا يحدّث من فنه.. يجب أن تكون هناك جهات مثل صندوق التنمية الثقافية والنقابة وقطاع الفنون بالوزارة دورها هو تثقيف الفنان، من الممكن أن تدعوه لمعارض دولية ودعم أعماله.

الأعمال المعروضة ظهرت بشكل جيد فى حدود المتاح.. فإرضاء الفنانين صعب جدا.
الخروج من دار الأوبرا والعرض مثلا فى المتحف الكبير أو فى متحف الفسطاط أو العرض فى مركز مصر للمؤتمرات «أرض المعارض» ولماذا لا يكون المعرض العام موازيا لمعرض الكتاب أولا للخروج من صومعة الفن للفنانين ومشاهدة كبيرة للجمهور، ووجود مساحة أفقية كبيرة للعرض خاصة أن معرض الكتاب خاضع لوزارة الثقافة، فنحن تحت نفس المظلة، ويجب أن يكون المعرض العام جماهيريا وأن يكون معرضا فنيا للمجتمع فالعرض الأفقى يوجد للفنان أماكن واسعة خاصة للنحت فى الأماكن المفتوحة لإحداث حالة تفاعلية بين الجمهور والفنان، وزيادة الخبرة البصرية للمشاهد العادى.
وإقامة رحلات موجهة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ووزارة الثقافة لخلق حالة جديدة من التفاعل، فالطفل حين يرى الفن منذ صغره هو تعويد على الرؤية الجمالية للأشياء، واقتراح للفنان لطباعة أعماله بأشكال راقية للترويج للفن والاقتناء غير المكلف.. فمثلا أعمال «فان جوخ» لم تُعرف إلا بوجود المستنسخات مع الاحتفاظ بقيمة العمل الأصلى.

فتوفر مكانا جيدا للعرض وتوفير الراحة لجموع المشاهدين باختلاف قدراتهم، هناك أصحاب الحالات الخاصة والأطفال وكبار السن يجب توفير وسائل الراحة والترفيه لهم فتصل الرسالة ووضع بصمة مصرية واضحة بفتح الباب للجمهور وتوعيته بمعنى الفن.. فوزارة الثقافة لديها علاقات كبيرة للتسويق للفن والاستفادة من أعمال الفنانين.