الزمالك رايح على فين؟

كريم عبدالكريم
فى هذا الحوار يتحدث الكابتن أيمن يونس، أحد رموز نادى الزمالك، ونجم العصر الذهبى للكتيبة البيضاء والمنتخب القومى والملقب بـ«الفيلسوف» بكل شفافية عن مستقبل القلعة البيضاء، كاشفًا عن الأسباب الحقيقية وراء الأزمات التى مر بها النادى الفترة الأخيرة، وكيفية تجاوزها، فضلًا عن رؤيته لصفقة انتقال أحمد سيد «زيزو» إلى النادى الأهلى، والرسالة التى يوجهها إلى جماهير نادى الزمالك فى هذه المرحلة الفارقة، التى يأملون فيها بموسم جديد يعوض ما جرى وسط نبرة تفاؤل مع تعيين مدير فنى أجنبى جديد وجهاز إدارى ومدير رياضى جديد.
■ كيف ترى أوضاع نادى الزمالك الآن؟
- الزمالك يمرّ بإحدى أصعب الفترات فى تاريخه، فالنادى يعانى منذ فترة ليست بالقصيرة من غياب الاستقرار الإدارى والأزمة المالية المتفاقمة، وهو ما انعكس بشكل واضح على أداء الفريق الأول وجميع قطاعات النادي، نحن فى موقف بالغ الحرج، والوضع الراهن لا يحتمل مزيدًا من المسكنات أو الحلول المؤقتة، بل يتطلب تفكيرًا عميقًا وتغييرًا جذريًا يعيد للنادى توازنه ومكانته الطبيعية.
■ البعض يرى أن الحل يكمن فى صفقة قوية لترضية الجماهير، هل تتفق مع هذا الطرح؟
- أبدًا، هذه رؤية سطحية للغاية، طمأنة الجماهير لا تكون عبر التعاقد مع لاعب لامع أو إتمام صفقة براقة، فالجمهور اليوم أكثر وعيًا وإدراكًا، ولن يُخدع بصفقة أو اثنتين، ما يحتاجه جمهور الزمالك هو رؤية واضحة، واستقرارا إداريا حقيقيا، وخطة مستقبلية جادة تعيد للنادى هُويته، الحل لا يكمن فى المسكنات، بل فى «إعادة ترتيب البيت من الداخل» وبناء أسس قوية تُطمئن الجميع على المدى الطويل.

■ما هى أولى خطوات التغيير من وجهة نظرك؟
- أولى الخطوات الحقيقية للتغيير هى إنشاء شركة لكرة القدم، نحن نعيش فى عصر الاحتراف والمؤسسات، ولا يُعقل أن ناديا بحجم وتاريخ الزمالك لا يمتلك حتى الآن شركة تُدير نشاط كرة القدم بشكل احترافي، لا بد من الخروج من دائرة اللجان المؤقتة والعشوائية، والانتقال إلى منظومة تعتمد على التخطيط والمساءلة والشفافية، وجود شركة سيضمن بناء هيكل إدارى واضح، ووضع خطط قصيرة وطويلة المدى، وهو ما يحتاجه النادى للخروج من أزماته واستعادة استقراره.
■ كيف رأيت أداء لجنة التخطيط التى انتهى عملها بتولى جون إدوارد منصب المدير الرياضى؟
- بصراحة، اللجنة ضمت أسماء على قدر عالٍ من الكفاءة والخبرة، عمرو الجناينى يتمتع بقدرات إدارية استثنائية، وميدو يمتلك فكرًا كرويًا مميزًا، أما حازم إمام، فهو رمز زملكاوى محبوب وله خلفية احترافية تُحسب له، هذه التوليفة تعتبر مثالية نظريًا، لكن لتحقيق النجاح الفعلى، كانت بحاجة إلى أمرين أساسيين: الدعم الكامل من الدولة والجمهور، والوقت الكافى مع حرية اتخاذ القرار، ولذلك لم تحقق ما كانت تصبو إليه الجماهير.
■ أنت أطلقتَ مبادرة للمّ شمل رموز الزمالك.. حدّثنا عن الفكرة؟
- أنا مؤمن تمامًا بأن نادى الزمالك لن ينهض من عثرته إلا إذا اتحد أبناؤه، من هنا جاءت فكرة المبادرة، وكان هدفها الأساسى هو تصفية الأجواء وتوحيد الصفوف بعيدًا عن الخلافات والصراعات الشخصية، بدأنا بالحديث مع رؤساء النادى السابقين، لأنهم أصحاب القرار والتأثير، وهم الأقدر على إحداث فارق فعلى، الزمالك لن يستعيد مكانته إلا إذا اجتمع الجميع على هدف واحد، وهو عودة النادى للوقوف على قدميه من جديد، بقوة وثبات.
■ وهل لاقت المبادرة استجابة فعلية؟
- الحمد لله، المبادرة لاقت استجابة واسعة وإيجابية، تلقّيت اتصالات من شخصيات كثيرة أبدت استعدادها للدعم والمشاركة، وهناك أيضًا من بدأ فى العمل بالفعل بعيدًا عن الأضواء، دون رغبة فى الظهور، وهذا ما أسعدنى حقًا، لأن الهدف ليس فى الواجهة الإعلامية، بل فى الفعل الحقيقي، وأنا أرى بوادر مشجعة تشير إلى أننا نسير على الطريق الصحيح، وهذه وحدها خطوة تبعث على التفاؤل.
■ البعض يُحمّل اللاعبين جزءًا من المسئولية، خاصة مع رحيل عدد من نجوم الفريق.. ما تعليقك؟
- بالتأكيد، اللاعبون يتحمّلون جانبًا من المسئولية، فهم جزء أساسى من المنظومة، لكن لا يمكن إغفال السياق الذى يعملون فيه، اللاعب لا يمكن أن يبدع أو يقدم أقصى ما لديه إلا إذا توفرت له بيئة مستقرة ومحفّزة، حين يغيب الاستقرار، يصبح من الطبيعى أن يفكر اللاعب فى مستقبله الشخصي، ومع ذلك، هناك نماذج مشرّفة مثل شيكابالا، ضحّت بالكثير من أجل الزمالك، ويجب أن نكرّم هذه النماذج ونقدّمها قدوة للأجيال القادمة.

■ ننتقل إلى أزمة أحمد سيد زيزو.. كيف تابعتها؟
- بصراحة، كنت أتمنى أن تنتهى العلاقة بين الزمالك وزيزو بشكل أفضل، زيزو كان أحد أبرز لاعبى الفريق وكان محبوبًا جدًا من الجمهور، لكن يبدو أن هو من اختار أن تكون النهاية بهذه الطريقة، أما إدارة الزمالك، فقد كانت مجرد رد فعل لما حدث، ولم تكن هى من اتخذت القرار الأول.
■ هل ترى أن الزمالك أخطأ فى التعامل مع زيزو؟
- لا، أعتقد أن الزمالك لم يخطئ فى التعامل مع زيزو، تحدثت مع عمرو الجناينى وحازم إمام، وأكدا لى أن النادى لم يكن يفكر فى ظلم اللاعب أو حرمانه من مستحقاته، حتى وإن حدث تأخير، فقد كان من الممكن معالجة ذلك، لكن الواضح أن اللاعب كان قد اتخذ قراره منذ فترة، وهو ما دفعه للتمسك برحيله.
■ ذكرت أهمية وجود أندية فى مختلف المحافظات.. وضّح لنا فكرتك؟
- أنا مؤمن أن القاهرة والجيزة قد أصبحت مشبعة بالأندية، وأى شخص يحاول إنشاء نادٍ جديد هنا سيواجه صعوبة كبيرة، لماذا لا نفكر فى إنشاء أندية قوية فى المحافظات، لماذا لا يكون لدينا أندية على غرار «بيراميدز» فى المنيا أو أسيوط أو بورسعيد، يجب أن ننشر كرة القدم فى جميع أنحاء مصر، وألا نقتصر على منطقتين فقط.
■ كيف نعود بجماهير الزمالك لتقف خلف النادى؟
- المفتاح هنا هو الصدق مع الجماهير، وتقديم رؤية حقيقية وواضحة للمستقبل، الجمهور الزملكاوى مستعد للتضحية والعمل والصبر، لكن يجب أن يشعر أن هناك إدارة تعمل بجد، وتضع كل خطوة فى اعتبارها، عندما يرى الجمهور عملًا احترافيًا، سيعود حتمًا لدعم النادى دون أن يُطلب منه ذلك.
■ فى النهاية، رسالة توجهها لمجلس الإدارة وجمهور الزمالك؟
- بالنسبة للإدارة، يجب أن تكونوا واثقين فى أنفسكم، واتخذوا قرارات جريئة لا تنتظروا رضا الناس، حافظوا على مصلحة النادى أولًا، ولا تلتفتوا إلى ضغوط آراء الجمهور بشكل فوري، أما للجمهور، نادى الزمالك يحتاجكم الآن أكثر من أى وقت مضى، امنحوا الإدارة الفرصة الكافية، وكونوا صبورين فى انتظار النتائج. لا تحكموا بسرعة، فالنادى هو ملكنا جميعًا، وإذا اتحدنا، يمكننا أن نعيده أقوى مما كان.