الأربعاء 16 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
نساء سينما 2025 هل مازالت «ظل البطل»؟!

نساء سينما 2025 هل مازالت «ظل البطل»؟!

 حتى النصف الأول من عام 2025 مازالت المرأة مظلومة و«مهضوم حقها» فى أفيشات السينما التى تعثرت كثيرًا فى حل معضلة تسكينها كنجمة شباك منذ سنوات رغم أنها «تريند التريندات» على السوشيال ميديا. آخر عهد للمرأة البطلة فى السينما منذ منتصف التسعينيات وحتى أوائل الألفية الجديدة وكان عنوانها ثنائية «نبيلة عبيد ونادية الجندى» نجمة مصر الأولى ونجمة الجماهير.. والنجمتان كافحتا أمام «الزعيم» عادل إمام حتى النهاية. الآن لا بطولات مطلقة ولا ألقاب..باستثناء محاولات من «منى زكى ومنة شلبى» وأحيانًا ياسمين عبدالعزيز خارج المواسم الأصلية للسينما.



انقضى عصر «فاتن حمامة وماجدة وسعاد حسنى ونادية لطفي» وكان الفضل فيها أولًا للروايات الأدبية.. ولهذا لم يتكرر حتى الآن رغم اجتهادات نجلاء فتحى وميرفت أمين بعدههن.

وتعددت الأسباب ولكن دائمًا النتيجة واحدة، ربما يرجعها البعض إلى تغيير الذوق العام أو أزمة نصوص أو طبيعة المناخ، الذى جعل الرجال متفوقين على النساء على الشاشة باستثناء الشاشة الصغيرة مازالت المرأة تناضل وكان آخر اختراع غادة عبدالرازق كبطلة، لكنها يمكن وصفها بالتى لاطالت بلح السينما ولا عنب التليفزيون.

 

 

 

 القوية والمجروحة فى سيكو سيكو 

فى أفلام «العيدين» الفطر والأضحى لم نشهد للنساء حضورًا إلا فى البطولة الثانية أو ضيفة شرف أو كظلال للبطل المحرك الأول للأحداث دائمًا، ففى فيلم «سيكو سيكو» برزت أسماء مثل «تارا عماد» و«غادة» «وديانا هشام» «داليا» وهما من الأسماء المجتهدة والمنتشرة حاليا فى رحلة بحث عن كتابة C V وعن الأدوار المؤهلة للبطولة، أو على الأقل الاستمرار فى دوائر الأضواء وفى الفيلم تمثلان نموذج الفتاة العصرية، الأولى ثقافة وعلم واجتهاد وذكاء وطموح فى العمل وتنجذب إلى يحيى أو «عصام عمر» الذى يعمل بشركتها وتشعر أنه يكمل حياتها وسندا لها فى مشروعها فى إشارة بأنها باحثة عن حب وفى الوقت نفسه شريك حياة فى العمل والحياة، ولكنها تصطدم بتورطه فى تسويق المخدرات من خلال شركتها فتقرر الابتعاد، فهى فى الأساس قوية وصاحبة قرار بالعقل أولًا ولا مجال للعواطف لديها.

أما ديانا هشام أو «غادة» فهى ابنه مسئول أمنى وشخصية متمردة تقع فى غرام «سليم» وتعجب بعقليته كمبرمج وتفاجأ بقراره بابتعاده عنها بناء على طلب والدها بعد اكتشاف تورطه فى أعمال ضد القانون من دافع حرصه على مستقبلها ولمعرفته ارتباط الابنة به قرر ألا يصدمها بنفسه، واتفق مع «سليم» على أن يكون قرار الانسحاب منه لتخفيف الصدمة عنها.

 

 

 

غادة وداليا شخصيات موجودة فى المجتمع ولهذا تركتا بصمة فى «سيكو سيكو» الذى يعزف على مهل سيمفونية من قلب الواقع بمفرداته وتفاصيله.

والفيلم فى المجمل يمثل خطرًا على أبناء الجيل الحالى ونجوم الصف الأول ويعيد خريطة شباك التذاكر ويؤكد أن نموذج البطل الشعبى يقبل القسمة على اثنين وأن «إيد لوحدها لا تصفق»، وبالتالى فهما جرس إنذار بتقنية 5g وبنظام الهواتف الذكية والثورة على نظم الأندرويد.

 طموحة فى المشروع X

فى الفيلم الضخم إنتاجيًا «المشروع X» نموذجان للمرأة، الأول قدمته «هنا الزاهد» زوجة كريم عبد العزيز شريكة حياة وعمل وطموح على حافة الخطر فهى زوجة وباحثة تساعد زوجها فى البحث عن أسرار بناء الأهرام لتحقيق مجد علمى وتاريخى بعقيدة أن الهرم بُنيّ لهدف أكبر من كونه مقبرة الملك حسبما قالت شمس أو هنا الزاهد، وما أكده أيضا يوسف الجمال «كريم عبد العزيز» بقوله إن الهرم هو «أول مصدر للطاقة فى التاريخ وأول مفاعل نووى عرفته البشرية» هذه الأفكار هى محور أحداث الفيلم وبسببها تتعرض «شمس» للقتل ويحاول بطل الفيلم الانتقام لها وللتاريخ والانتصار لأبحاثهما العلمية وكاشفا فى الوقت نفسه المطامع الدولية لسرقة ذاكرة مصر وتاريخها موجهًا رسالة للعالم.

فى رحلة مسايرة المافيا الدولية يلجأ كريم عبد العزيز إلى ياسمين صبرى التى تستعيد حبًا قديمًا وتساعده وشقيقها فى المواقف الصعبة وفى نفس الوقت تستعيد الحب الأول فى حياتها على خلفية موت زوجته، وتجسد ياسمين نمط الفتاة المتمردة التى تعيش فى ايطاليا والتى تتطلع للاستقرار مع من تحب.

 

 

 

 الساذجة فى ريستارت

الوجه الآخر لهنا الزاهد فى أفلام النصف الأول من عام 2025 من خلال فيلم «ريستارت» فى دور أكبر أمام تامر حسنى وهو دور «عفاف» وصورة الفتاة الشعبية الساذجة التى ترتبط بعلاقة عاطفية مع البطل تامر حسنى «محمد» منذ الطفولة ويتزوجان بعد أن تجاوزا عتبة الحد المؤهل للزواج بعد عملهما معا فى توظيف تريندات من أجل تحقيق كسب مادى خيالى، وعلى مذبحة هذا العالم الافتراضى توافق على الانفصال منه لأغراض مادية رغم رفضه لمبررات الطلاق المؤقت من أجل استقرار مادى أكبر، ونموذج «عفاف» تعددت صوره فى المجتمع فى الفترة الأخيرة، ولهنا الزاهد وجه ثالث هذا العام فى الفيلم المصرى العالمى مع كريم عبد العزيز وأحمد عز ومعهم النجمة العالمية مونيكا بيلوتشى، ولأن أحداث «ريستارت» مأخودة من الواقع أضاف إليها الكاتب أيمن بهجت قمر توابل سينمائية وكوميدية وأبعاد أخرى لتتسق مع رسالة الفيلم والتحذير من سلبيات التريند واستخدام الجانب الإيجابى من عالم الإنترنت الملحق فى العالم وأن «من التريند ما قتل».