الأحد 16 فبراير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
محمد مستجاب وعفريت بحر يوسف!

محمد مستجاب وعفريت بحر يوسف!

فقدَ إحدى عينيه جهلًا، وكاد يفقد الأخرى من الثقافة.. «محمد مستجاب» ابن شرعى أو غير شرعى لجنوب مصر، على ترعة البحر اليوسفى تفتحت عيناه بين عواء الذئاب وقُطّاع الطرُق ورقص الغوازى ونقيق الضفادع.



وكانت أولى رواياته «التاريخ السرى لنعمان عبدالحافظ» لافتة للأنظار، خصوصًا أن بطل الرواية لم يفعل شيئًا من بدايتها إلى نهايتها.

 

 

 

أتذكر أول مرة شاهدت فيها «مستجاب» كان ذلك فى نادى الأدب بأسيوط لمناقشة إحدى رواياته.. كنت مستمعًا وعلى الفور اصطدمت عيناى بملامحه التى لا تختلف بضخامتها عن مخبر الشرطة بجلبابه الصعيدى وكفه العريض وعينه الفاقدة للحياة، التى تطوّع أطباء عائلته فى طفولته بردمها بتراب الفرن لعلاجها من الرمد. كان على المنصة- على ما أذكر- عميد كلية الآداب بجامعة المنيا وأستاذ للأدب من جامعة أسيوط، وبعد أن قضى الاثنان ساعة فى وصف التشكيل الفنى للقصة عند مستجاب، وقال أحدهم إنه ابتدع اللا بطل فى الرواية المصرية.. طلب الحاضرون من مستجاب أن يعلق على ما يقال. كان مستجاب قد حضر مع أربعة صعايدة أشداء جلسوا فى الصف الأول، وعندما فوجئ بالسؤال سأل أحدهم ما رأيك يا حاج محمد- بكسر الميم- ويبدو أن الحاج محمد الذى لا يفهم أى شىء فى النقد الأدبى كان قد نام من المَلل والضجر فاستيقظ منزعجًا وهو يقول: «تأخرنا على الجطر- أى القطار- يابوى ياللا نروّح!!» وعلى الفور قام مستجاب وانفضت الندوة.

 

 

 

بعدها بسنوات ضبطته يركب ميكروباص «التحرير- الهرم» جالسًا فى الكرسى الأمامى، فجلست إلى جواره، وطلبت أن أجلس بجوار الشباك فاعتذر بأنه يعانى من الربو، وضحكت، ودفعت أجرة اثنين، وعندما سألنى السائق من معك قلت: هذا الأخ الصعيدى، فصاح مستجاب صاخبًا: انت واد مين؟ ملعون الصعايدة. وُلِد مستجاب فى ديروط الشريف، إحدى قرى صعيد مصر- 300 كيلومتر جنوب القاهرة- فى يوم 23 يوليو 1938، ورحل عن الدنيا فى 26 يوليو 2005، وكان معجبًا بجمال عبدالناصر. ومن المصادفات أن ميلاده ووفاته يرتبطان باثنين من أهم أعياد ثورة يوليو. فى ديروط الشريف التحق مستجاب فى طفولته بالمدرسة الإلزامية، وكان متفوقًا، لكن من سوء حظه أن اجتاح وباء الملاريا فى الأربعينيات صعيد مصر، وأغلقت المدرسة أبوابها، فخرج منها دون أن يكمل تعليمه الأساسى. وتولى تثقيف نفسه بنفسه.

 

عفريت

يصف طفولته بأسلوب خشن: كان أبى فلاحًا طيبًا يزرع قراريط معدودة وبيتنا مجرد كوم من الأخشاب، ينام وسط مستنقعات لا تجرؤ الخيول على الاقتراب منها.. وتجرؤ الضفادع، فقد كان الكوخ وسط الغيطان والترع، ويفتح على حقول كثيرة، وبدأت أخرج فى الليل لأسرق الخيار والطماطم فى عتمة الليل، وتعلمت سحنة أصابعى التمييز بين الطماطم الخضراء والناضجة باللمس، وفى إحدى الليالى هاجمنى عفريت وضربنى بالزخمة، كان صاحب الأرض، واكتشف أبى أننى أعود بالخضار المسروق فزجرنى وامتلأت عيون أمى بالدموع.

فى المرحلة الابتدائية حصلت على المركز الأول بين الطلاب فى السنوات الأولى والثانية والثالثة، وعلى الفور تحركت الجذور العلمية لعائلتى التى لا تعرف القراءة والكتابة لإيقاف هذا القطار، واعترض حكماء العائلة على تعليمى، وأوصوا بأن أساعد أبى المُعدَم، وبعد أيام اكتشفت أننى لن أساعد أبى لأنه تقريبًا بلا عمل.

تحية كاريوكا

فى الخطوة التالية، خرج مستجاب من ديروط الشريف مطرودًا إلى القاهرة التى لم يذهب إليها للحصول على شهادة؛ بل للعمل كصبى خياط عند خاله، وتقلّب فى مهن عديدة وهو يحلم بأن ينام على سرير نظيف إلى أن التحق بالعمل فى معامل أبو الهول للسينما. ويعلق مستجاب على ذلك ساخرًا: عندما شاهدت هند رستم ومريم فخرالدين فى القاهرة تذكرت على الفور علاقتى بتحية كاريوكا التى بدأت مع افتتاح السينما فى قريتى ديروط، يومها أخذت تحية وسرحت معها فى الغيطان الشاسعة لنجلس على الحصير ونحتسى الشاى الثقيل بالجنزبيل، وبعد عدة لقاءات ساخنة شعرت بأن هذه المرأة ستخوننى حتمًا، فقررت أن أستبدلها قبل أن تستبدلنى وأصبحت فى حيرة ماذا أفعل؟، أخذت فاتن حمامة معى فى ليلة فأراقت علىّ حبًا أخويًا وأنا عندى خمس أخوات، ولكى أحب كيتى كنت أحتاج تصريحًا من سفارة اليونان، وراقية إبراهيم انشغلت بالعمل فى الأمم المتحدة.

ووسط كل هذه الحيرة العاطفية ظهرت فى حياتى سامية جمال، وكانت فى خديها غمازة، وهى امرأة سمراء.. تشعر أمامها بأن هناك من شدها من أمام الفرن، وشد الرجل للأنثى من أمام الفرن فى الصعيد أمر لا تسمح الظروف بالإعلان عنه، لكنها تترك أثرًا حيويًا فى النفوس.. سامية جمال كانت تتمتع بذلك عندما أخذتها فى المرة الأولى من على شاشة سينما قرشى إلى كوخنا المتهالك وسط الغيطان، وساعد على علاقتنا أنها كانت خارجة توًا من علاقة مع الملك فاروق.. وقد أطاح به عبدالناصر، وهى فى حاجة إلى رجل مثلى لم يطح به أحد!.

 

 

الأصدقاء الثلاثة

فى طفولتى ظللت لسنوات أحبو على حصير، وأنام على حصير، وأصعد على حصير، وفى الثامنة اكتشفت أننى لم أحصل على غطاء أبدًا، وعندما خرجت من ديروط ودّعنى أصدقائى الثلاثة باعتبارى ذاهب إلى الموت، وبعد عشرين عامًا فقدت الثلاثة: أحدهم رفسه حمار والثانى وجدوه مبقور البطن فى بيت إحدى الغوازى والثالث غرق فى بحر يوسف، ولو عشت فى قريتى عشرين عامًا أخرى لكنت الآن قاطع طريق أو فقدت حياتى قتلًا أو ثأرًا أو كنوع من الجهالة نظرًا لظروف الانحطاط والسفالة الأخلاقية التى ولدت بداخلها، والكتابة طهّرت هذا الوجدان وجعلتنى قادرًا على الحركة؛ بل أن أشعر بهذا الراهب الذى يقف على جبل «الدرهيب» ليراقب سقوط قرص الشمس فى آخر النهار وهو يقول: يا رب أنت تنزع نور الشمس عنّى فاجعل نور نفسى يستمر بداخلى كى أستطيع أن أنام!.

كان مستجاب عنيفًا.. شديد الصراحة، وهو الكاتب الوحيد الذى وصلت درجة تصالحه مع نفسه ومع الكتابة أن يقول: جربت أن أكون لصًا وحينما ساءت ظروفى جدًا أصبحت أديبًا.

آل مستجاب

الصخب والكفاح عنوان مناسب لرحلة الأديب محمد مستجاب الذى صنع من قريته ديروط الشريف بمحافظة أسيوط عالمًا أسطوريًا يوازى العالم كله، ونجح فى أن يجعل آل مستجاب كما رسمهم بقلمه ممثلين للبشر جميعًا بكل حماقاتهم وغبائهم وخيباتهم.

نشر مستجاب أول قصة فى مجلة «الهلال» عام 1969، وكتب كامل زهيرى أن هذه القصة وصلت فى البريد وتستحق أن تنشر كما هى، وكان مستجاب قبل ذلك الحادث قد تقابل مع الكاتب المسرحى على سالم عندما كان يعمل فى السد العالى، وكان أول من نصحه باحتراف الكتابة، وكانت الولادة الحقيقية عبر الشاعر صلاح عبدالصبور، وكان رئيسًا لتحرير مجلة «الكاتب» وعندما تصفّح له قصة قال: هذا مدخل رواية، وطلب من مستجاب أن يكتب فصلًا واحدًا كل شهر فى الرواية ويدفعه للمطبعة، فقضى سنة وأربعة أشهُر يكتب رواية «من التاريخ السرى لنعمان عبدالحافظ»، وبطلها المصرى الوحيد الذى لم يفعل شيئًا من أول سطر فى الرواية حتى نهايتها.

بعيدًا عن الأدب، كانت لمستجاب طقوس خاصة فى الحياة ساعدت على انتظام حياته وغزارة إنتاجه الأدبى والنقدى رغم أنه بدأ الكتابة وعمره أربعون عامًا.

كان بعد السد العالى قد التحق بالعمل فى مجمع اللغة العربية.. وهناك عثر على ما ينشده، نافذة على النيل وأوراق عذراء وأقلام رصاص يتفنن فى تقليمها لاستخدامها فى الكتابة بخط جذاب، وعندما عرض عليه أن يشغل منصب مدير عام بالمجمع رفض مستمتعًا بعزلته الأثيرة فى الكتابة.

وفى بيته كانت تنعقد كل يوم خميس ندوة يحضرها عدد من الأصدقاء والأدباء والفنانين، أمّا يوم الثلاثاء فهو مخصّص لأتيليه القاهرة ومقهى زهرة البستان فى وسط العاصمة.

 

 

تقطيع اللحم

كان مستجاب يعشق الاستماع للموسيقى لساعات طويلة، ويحب شراء أجزاء عجول اللحم كاملة وأن يستمتع بتقطيعها بنفسه، وأن يجلس فى البالكونة بشقته الضيقة بحى العمرانية ليراقب حركة القمر، وكنت أحسده على دأبه واتساع معارفه، وأتذكر أننى قضيت معه يومًا كاملًا وهو يحدثنى عن أنواع غطاء الرأس عند المصريين بداية من الطربوش ووصولًا إلى العمامة واللبدة والزعبوط والزّر، واكتشفت أنها تصل إلى خمسين نوعًا.

كانت أسعد لحظات مستجاب إلى قلبه عند الجلوس إلى أمّه العجوز القادمة بأشواكها الريفية من قرية ديروط الشريف، كانت صعيديتها لم تتغير على مر الزمن، وكان يحلو له أن يناكفها ويستمع لها وهى تحكى الروايات عن القرية التى لم ينقطع عن زيارتها أبدًا حتى آخر لحظة، وكان يحرص على الجلوس مع فلاحيها كواحد منهم للاستماع إلى قصصهم حتى وإن كانت أغلبها كاذبة.

محنة سوسن

ذات يوم كلفت بأن أقول للأديب الكبير محمد مستجاب أن سوسن ابنته آخر العنقود وأحَب أولاده إلى قلبه لن تمشى مرة أخرى على الأرض..

يومها شاهدت الجبل يبكى، ويتمتم: «أنا فعلت الكثير، أستحق عليه العقاب، لكن يارب عاقبنى أنا، ولاتعذبها بذنبى».

كان الإرهاق باديًا على وجهه، بعد شهور قضاها فى محاولات إنقاذ سوسن من شلل كامل أصابها بعد حقنة كورتيزون، دمرتها، وبعد شهر من العلاج نجحت سوسن فى رفع أحد أجفانها بصعوبة، بينما ظل بقية جسدها مشلولاً تمامًا، وباع مستجاب كل مايملك وفقد كل مدخراته فى علاج سوسن الذى كان يتكلف أسبوعيًا 20 ألف جنيه، وبعد عامين من الكفاح أصبح مستجاب ظهره إلى الحائط.

ما زلت أتذكر تلك الأيام الصعبة، أديبنا الكبير صبرى موسى- رحمه الله- أرسل عشرة آلاف، والأستاذ محمد حسنين هيكل عشرة آلاف، وهرولت أنا أستغيث بالدكتور إسماعيل سلام وزير الصحة فمنحنا ألفين، وبعد أن أصررت على مقابلته وشاهدنى، قال متأثرًا: الوزارة ستدفع عشرة آلاف، وهو أقصى مبلغ مسموح به للوزير، وساهم آخرون بالطبع، لكن كل هذا ضاع فى بالوعة فاتورة علاج سوسن، وباع عم محمد قطعة الأرض فى البلد والبيت وكل ممتلكاته ليسدّد ديون المستشفى..

كنت معتادًا أن أزور عم محمد مستجاب أسبوعيًا على الأقل، لكن بعد هذا الخبر الصادم، لم أعد قادرًا على الذهاب هناك؛ خصوصًا أن سوسن الصغيرة، كانت سر أبيها، وعندما كنا نجلس مع مستجاب، ينفصل البيت عن قعدتنا، باستثناء الصغيرة سوسن التى تروح وتجىء باسمة لتلبى طلبات مستجاب وضيوفه..

بعد شهرين، وصلنى شيك من إحدى المجلات العربية بخمسمائة دولار، نظير نشر قصة قصيرة لعم مستجاب، وكنت أحيانًا أفاجئه بذلك، ورأيت أن من اللائق أن أوصل المبلغ فى أسرع وقت، ووقفت تحت بيت عم مستجاب أنادى على محمد -ابنه الأصغر- لأعطيه المبلغ وأرحل، ففوجئت بأن سوسن تطل من البالكونة صائحة: اطلع يا عم عادل، قلت لها: بابا موجود؟ قالت: لا، فقلت: «نزّلى السّبَت»، لكنها قالت: لا لن أنزل «السّبَت» اطلع ياعم عادل.

صعدت السلالم الضيقة، حتى الدور الثالث، وكان مستجاب- رحمه الله- فى الخامس، ورفعت عنقى لأعلى، واندهشت لأن سوسن على ما يبدو تطل من الدرابزين، وعندما وصلت رأيتها واقفة تصافحنى، ونظرت نحو قدميها وكان واضحًا أنها من دون أجهزة تعويضية، ودخلت غرفة المعيشة، وكانت هناك أم أحمد- زوجة مستجاب- وولده محمد، وجاءت سوسن ودبت نفسها على الكنبة ضاحكة فى مرح.. وانهرت باكيًا.

كانت توقفت عن العلاج والأمل، ولم يتوقف الأب الصابر حتى عن سؤال المشايخ،عندما وصلت مساعدة أخيرة من السماء لمستجاب، منحة بمركز التأهيل البدنى والعلاج الطبيعى بالقوات المسلحة، قيمتها عشرة آلاف جنيه، كانت سوسن قد تعالجت بمستشفى العجوزة،، فقررت أنها ستذهب للعلاج بالمركز ولن تخسر شيئًا، وهناك فوجئت بأن حالتها بسيطة، وسط العديد من حالات الشلل والإعاقة المستعصية الناجمة عن كسور أو صدمات فى المخ، فأقبلت بحماس على العلاج، وفى خلال شهور استعادت سوسن قدميها، وجلست تضحك لأننى أبكى عليها.

واحة العربى

كانت «واحة العربى» من أحب الأبواب التى يكتبها إلى نفسه، وتفتح لقلمه نافذة حرة ليكتب من خلالها بعض تعليقاته للقراء بلغة يصعب أن يجاريها كاتب آخر، وكان مرتبطًا بصداقات عميقة مع أدباء الكويت ومثقفيها، ويعشق الجلوس إليهم بجلبابه الصعيدى وعفويته فى التعامل. وكانت صحف الكويت مفتوحة دائمًا أمام إبداعاته سواء فى فترة ما قبل الغزو أو بعدها، وساهم بالكتابة فى «صوت الكويت» التى صدرت من القاهرة أثناء الغزو، وفى جريدة «الأنباء الكويتية» و«السياسة الكويتية» وإن ظلت «العربى» وواحتها الظليلة أقرب المجلات إلى روحه.

كانت آخر مرة شاهدته فيها قبل رحيله بيوم واحد فى غرفة بمستشفى قصر العينى الفرنساوى الذى دخله للعلاج من فشل كبدى وماء على الرئة. كان راضيًا- رغم المرض- عن نفسه بعد أن تجاوز بشرف محنة مرض ابنته سوسن التى كانت أحَب أولاده إلى قلبه، واطمأن إلى زواج ابنته دينا والولدين أحمد ومحمد، لكنه كان ما زال مشتاقًا للعودة إلى هناك.. إلى البرارى والصعيد وعواء الذئاب ومراقبة اكتمال القمر.

كان مستجاب قبل رحيله قد ترشح لجائزة التفوق فى الأدب ولم يوفق فى الحصول على الأصوات الكافية نظرًا لكثرة المرشحين وتفتت الأصوات، وقد أحدث ذلك قلقًا واستياء فى أوساط المثقفين والمؤسّسات الثقافية والأدبية التى رأى القائمون عليها أن قيمة مستجاب تتجاوز جائزة التفوق وأنه يستحق بجدارة الجائزة التقديرية، لذا قامت ثلاث جهات بترشيحه للجائزة.. قبل رحيله بعام واحد، وهى: اتحاد الكتاب وأتيليه القاهرة للأدباء والفنانين وجامعة جنوب الوادى، واستندت الترشيحات إلى أن مستجاب أضاف إلى أساليب القص العربى جماليات التكثيف الشديد الذى يقترب من لغة الشعر مع السخرية اللاذعة. ومن التصويت الأول كان من الواضح تقدمه للفوز بالجائزة رغم أنه كان يتنافس مع 24 كاتبًا وناقدًا.

ومما يحز فى النفوس أن مستجاب كان سيشعر بفارق كبير لو حصل على الجائزة وهو على قيد الحياة رغم أنه لم يسعَ أبدًا للحصول عليها.

 

 

 

 دُوّار مستجاب

من الأنباء المفرحة التى أعتقد أن مستجاب كان يتمنى أن تتحقق خلال حياته.. أن يفوز ابنه الأصغر محمد (محمد محمد مستجاب) بجائزة أفضل قصة قصيرة فى مسابقة «ساقية عبدالمنعم الصاوى» الأدبية.

محمد مستجاب الصغير فاجأنى أيضًا بإنشاء دُوّار آل مستجاب فى مدينة السادس من أكتوبر ليضم كل كتب وأوراق ومتعلقات مستجاب الراحل. والدوار فى صعيد مصر هو بيت العمدة وكبير القرية، ويحتوى المكان على مقتنيات مستجاب وأوراقه وأقلامه وعلب سجائره وفرشاة أسنانه وماكينات الحلاقة وعلب الدواء ومخطوطات لروايات لم تكتمل ومخطوطات قصصه القديمة.

وقال لى محمد إنه بصدد إصدار مجموعة من الكتب منها كتاب العربى وكتاب الهلال عن الأعمال التى نشرها محمد مستجاب بمجلة العربى ومجلة الهلال مع إصدار رواية تحمل تاريخه الشخصى قبل الانتهاء من جمع أعماله الكاملة.

وأعتقد أن كل هذا بدأ يتحقق الآن بالفعل.

رحم الله أديبنا الكبير محمد مستجاب.