حرامية فى «KG2»
ترجمة: خلود عدنان
هل تريد أن تتقاضى أجرًا كبيرًا بأقل مجهود؟.. لست بحاجة إلى العمل ساعات طويلة مقابل رواتب زهيدة، هذا ما يحدث فى الهند الآن رغم محاولات الحكومة النهوض بالمجتمع من أزمة الفقر، ورغم تحقيقها لمعدلات نمو جيدة، لكن مازالت هناك قرى نائية تعانى من تدنى أوضاع المعيشة ونقص الخدمات، فلجأت المدارس إلى حيل جديدة لمواجهة هذه الأزمة.
وحسب رؤية عدد من المدارس فى بعض القرى الهندية، لم يعد الطالب بحاجة إلى مزيد من دراسة المواد التعليمية المتعارف عليها، حتى يشب ويبدأ حياته بالتقدم لإحدى الوظائف التى يتلقى منها عائدًا لا يكاد يكفيه وعائلته، ولكن من الممكن أن يشق طريقه فى عالم المافيا، ليلتحق بإحدى عصابات السرقة.
هذه ليست دعابة ولا خيالًا من وحى كاتب، لكنها الحقيقة التى نشرتها مواقع إلكترونية هندية وآسيوية، حيث قام عدد من المدارس فى ثلاث قرى نائية فى ولاية ماديا براديش بوسط الهند بتدريب الأطفال بدءًا من سن 12 عامًا على النشل والسرقة وخطف الحقائب ومن ثم التدريب على عمليات السطو على نطاق أوسع، ليصبحوا مجرمين محترفين.
وحسب التقارير الهندية، فقد أنتجت هذه المدارس أكثر المجرمين شهرة فى تاريخ الهند، لذلك تلجأ إليها الأسر غير المتعلمة والفقيرة التى لم تستطع تأمين مستقبل أبنائها، وترغب فى أن ينتشلوا أنفسهم من الفقر فأوفدت أبناءها إلى هذه المدارس الإجرامية، حيث يدفع الآباء رسومًا مدرسية تتراوح بين 200 ألف إلى 300 ألف روبية (2400 إلى 3600 دولار أمريكي)، لكى يتعلم أطفالهم احتراف المهن الإجرامية مثل النشل فى الأماكن المزدحمة، وسرقة الحسابات المصرفية، وكيفية الهروب من الشرطة، كما يتدربون على تحمل الضرب حال تم الإيقاع بهم، كما جاء فى موقع «أوديتى سنتر» الإلكترونى.
وتقع هذه المدارس فى قرى بعيدة ومنعدمة الخدمات مثل: كاديا وجولكيدى وهالكيدي، حيث تشتهر القرى الثلاث بكونها عبارة عن حضانات لتدريب الطلاب على الجريمة.
وتقول صحيفة «ساوث تشاينا» إن هذه المدارس تتلقى دعمًا ماديًا من زعماء العصابات المحلية التى تنتمى لتلك القرى، حتى ينضم طلاب هذه المدارس بعد تخرجهم لتلك الجماعات الإجرامية.
ووفقًا لقناة NDTV، الإخبارية الهندية، فإن أعمار الأطفال تتراوح بين 12 و13 عامًا، ويتلقون تدريبات على مهارات مختلفة منها المقامرة وبيع الكحول.
ويقوم المعلمون فى هذه المدارس بإجراء تجارب لدمج طلاب المدرسة وسط عائلات الأغنياء للسماح لهم بحضور حفلات زفاف الأثرياء فى المجتمع الراقى لارتكاب جرائم الاحتيال وسرقة المجوهرات.
وحسب قوانين هذا المجتمع التعليمى الإجرامى يُسمح للدارسين بكسب خمسة إلى ستة أضعاف مبلغ رسوم دراستهم، ويمكن لآبائهم أيضًا تلقى دفعة سنوية تتراوح بين 300 ألف روبية (3600 دولار أمريكي) إلى 500 ألف روبية من زعماء العصابات الإجرامية المنظمة.
واعترفت الشرطة الهندية فى تصريحات متعددة بأن أكثر من 300 طفل من طلاب هذه المدارس شاركوا فى سرقات حفلات الزفاف فى جميع أنحاء الهند.
وأكدت تحريات الشرطة الهندية نجاح غالبية هؤلاء الطلاب فى الهرب من الملاحقات القضائية بعد تنفيذ مخططاتهم الإجرامية، ففى الثامن من أغسطس الماضى، وخلال حفل زفاف فاخر فى جايبور، وهى مدينة تقع فى شمال غرب الهند، سرق لص من خريجى «مدارس اللصوص» حقيبة تحتوى على مجوهرات بقيمة 15 مليون روبية (180 ألف دولار أمريكي) و100 ألف روبية نقدًا.
وفى مارس الماضى سرق لص يبلغ من العمر 24 عامًا وهو أحد خريجى المدارس المذكورة، حقيبة مجوهرات فى حفل زفاف فى مدينة جورجاون، شمال الهند.
وبما أن معظم المجرمين قاصرون، فحسب القانون الهندى يصعب اتخاذ الإجراءات اللازمة معهم، فيما يواجه الأشخاص البالغون المدانون بالسرقة فى الهند عقوبة تصل إلى سبع سنوات فى السجن مع غرامة مالية كبيرة، لكن ذلك لم يفلح فى القضاء على هذه المدارس الجديدة!