أنا وشيخى

أجْلَسَنِى شَيْخِى فَشَعَرْتُ
بأنَّ هُنَالِكَ كَلِمَاتٍ
بَدَأتْ تَصْطَفُّ لتَخْرُجَ
كَانَ يُحَاوِلُ
أنْ يَمْنَحَهَا دِفْئاً مِنْهُ
ويُغَلِّفَهَا
بِغُلافَيْنْ
فَإذَا مَا انْفَكَّ غُلاَفٌ
ظَلَّ الآَخَرُ مَلفُوفاً
كيْمَا يَصِلَ إلَىَ الأذُنِ
وَلاَ يَمْسَسْهَا بَشَرٌ
فتَدْخُلُ دُوُنَ عَنَاءٍ
تَمْكُثُ
أوْ تَنْفَذُ نَاحِيَةَ القَلْبِ
وكُنْتُ أَحُسُّ
دَبِيِبَ الكلِمَاتِ بعينيْهِ
فَإذَا مَا شَعَرَ
بِأَنَّ رِسَالتَهُ قَدْ وَصَلَتْ
أوْمَأَ لِى كيْمَا أهْدَأَ
فيُطِيلُ النَّظَرَ إليّ
ولاَ يَتْرُكَنِى إلاَّ حِينَ يَحُسُّ
بِأنَّ العَرَقَ ترَاجَعَ
وبَدَأتُ بِلا إِعْيَاءٍ
ألْتَقِطُ الأَنفَاسَ
أمْسَكَنِى مِنْ كَتِفِى طلَبَ بِأنْ أغْلِقَ عيْنَىَّ
وأنْ أسْبَحَ فِى الظُّلُمَاتِ
إلىَ أنْ أَصِلَ إلىَ نُوُرٍ
يَنْبَعِثُ مِنَ القَلبْ
فَإِذَا مَا أبْصَرْتُ حُدُودَ الضَوْءِ
تَعَذَّرَ أنْ أفْتَحَ عَيْنِى وأوَاصِلَ لا أتَوَقَّفُ
أوْ ألتَفِتُ لمَنْ يُغْرِيِنِى امْرَأةٌ كشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا
ومَوَائِدُ
تَزْدَحِمُ بِأشْهَىَ مَا نَأكُلهُ
وجِبَالٌ مِنْ ذَهَبٍ
ونسَاءٌ تَتَخَفّفُ مِنْ بُرقُعِهَا
ظِلَّ يُكرِّرُ
(لاَ تَفْتَحْ عَيْنَكَ
إلاَّ حِينَ تَحُسُّ بِأنَّكَ
تَمْشِى فَوْقَ المَاءْ
فإذَا مَا أحْسَسْتَ بِكفٍ تَدْفَعُكَ
فسَارِعْ كيْمَا تَخْرُجَ
فلِقَدْ حَانَ الوَقْتُ
فلنْ تنْقُصَ مِنْ رِحْلتِكَ
فلقَدْ لبّيْتَ بآلاءٍ
لنْ تَعْرِفَهَا إلاَّ حينَ تعُوُدُ
ولاَ تُخْبِرْ أحَداً
سَارِعْ كيْمَا تَرْجِعَ
كنتُ سَبَقْتُكَ
واجْلِسْ حِيِنَ تعُوُدُ
إلىَ نَاحِيَةِ القَلْبِ
لِعِلِّى أمتَلِئ ببَعْضٍ مِنْ نُوُرِكَ
فلقَدْ فُقتَ حُدُوُدِيْ
فاجْلِسْ قُرْبِى أنْتَ الآَنَ إِمَامِى).