الأربعاء 8 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

جنة الصحراء

أُعلِنت الوادى الجديد محافظة فى العام 1959؛ حين قررت الدولة العمل على وادٍ أخضر فى الصحراء الغربية موازٍ لوادى النيل، ينشر العمران والزراعة والصناعة فى هذه المساحة الشاسعة، وحاليًا تشغل المحافظة 44 % من مساحة مصر الكلية. 



الوادى الجديد من أهم المحافظات الواعدة بالاستثمار فى المجالات المختلفة؛ وبخاصة الزراعى والسياحى والصناعى؛ بسبب مساحتها الشاسعة وتوافر الموارد الطبيعية بها، وفى ظل النهضة الشاملة الحديثة.

تتميز الوادى الجديد بصناعة البلح والفنون التشكيلية والأرابيسك  والخوص والخزف  والفخار والكليم والسجاد.

 

 

 

وتنتشر فيها المناطق الأثرية لمختلف العصور التاريخية، منها جبانة البجوات، معابد «هيبس، الناضورة، الغويطة، قصر الزيان، دوش، بربيعة، دير الحجر»، آثار البشندى، مقابر «بلاط الفرعونية، المزوقة»، قرية القصر الإسلامية.

وفيها متحف الآثار بالخارجة ودرب الغبارى ومحمية الصحراء البيضاء، وجبل الكريستال، وعين السرو، ومحمية الجلف الكبير، ووادى حنس، وكهف الجارة، وجبل الإنجليز،  بئر «جناح3»، آبار موط، بئر عين الجبل . 

 شهدت الوادى الجديد خلال السنوات الماضية نقله نوعية فى المشروعات التنموية الجديدة وتجاوزت تكلفة تنفيذ مشروعات البنية التحتية والمرافق العامة والطرق ومحطات مياه أكثر من 63 مليار جنيه عبارة عن استثمارات موجهة لتحسين معيشة المواطن. 

حصدت الوادى الجديد، لقب عاصمة البيئة العربية لعام 2022، فوز مدينة الخارجة، الأمر الذى جعل الخارجة أول مدينة مصرية صديقة للبيئة. 

 والوادى الجديد واعدة فى التنمية الزراعية، فضلاً عن تعدد المشروعات التنموية؛ حيث تحظى بموارد اقتصادية عديدة، تشمل مساحات أراضٍ واسعة قابلة للاستصلاح «نحو 4 ملايين فدان» أكبرها فى واحات باريس والفرافرة والخارجة، وموارد مائية وفيرة «نحو 3150 مليون م3»؛ وبخاصة فى العوينات ثم الداخلة وبلاط يليهم الفرافرة، تكفى لاستصلاح واستزراع أضعاف المساحة المزروعة إضافة للموارد البشرية و«ثروة» حيوانية. 

 والوادى الجديد صاحبة شهرة محلية وعالمية فى التمور وتصنيع منتجاتها، وتصديرها لأوروبا وآسيا وروسيا، وبها 3.5 مليون شجرة نخيل. 

 

 

 

وأشار اللواء هشام آمنة وزير التنمية المحلية، إلى الاهتمام والدعم الذى يوليه الرئيس عبدالفتاح السيسى لتطوير صناعة وإنتاج التمور فى الوادى الجديد التى تعد أكبر المحافظات المصرية فى إنتاج التمور بكميات وجودة مرتفعة بما يساهم فى تعزيز إنتاج مصر من التمور، وهو ما ساهم فى اعتلاء مصر قمة الدول المنتجة والمصدرة للتمور فى العالم.

وحسب وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، جارى تنفيذ أكبر مزرعة للتمور فى العالم، على مساحة 40 ألف فدان، لأصناف تصديرية ولها قيمة سُعرية مرتفعة مع إنشاء محطات التعبئة فى مناطق الإنتاج.

وجارى إنهاء زراعة المليون الأولى، ومع نهاية 2024 سيصبح بالمحافظة 5 ملايين نخلة. 

وخصصت المحافظة 100 فدان بالطريق الدائرى بالخارجة  كمنطقة لوجيستية متخصصة فى صناعة التمور من تعبئة وتغليف وتخزين باستثمارات نحو 2.5 مليار جنيه توفر 15 إلى 20 ألف فرصة عمل. 

 وفى الوقت الذى يطلق العالم صيحته لإنقاذ الأرض من التلوث والاحتباس الحرارى، قدمت محافظة «الوادى الجديد» نموذجًا بارزًا لكيفية الاستفادة من المخلفات الزراعية، فى خدمة البيئة والصحة وزيادة فرص العمل والدخل القومى. 

وتقوم محافظة الوادى الجديد بتحويل مخلفات زراعة النخيل لتصنيع السماد العضوى والأخشاب والأعلاف والبايوغاز إضافة إلى استغلالها فى الحرف  اليدوية. 

 

 
 
 

 

وفى السنوات الأخيرة، استقبلت المحافظة المستثمرين الذين بدأوا فى تأسيس مصانع  متخصصة فى تصنيع الأخشاب المضغوطة من النخيل بالإضافة إلى استخراج الفحم من جريد النخيل. 

 وفى قطاع التنمية تم إنشاء 15 مزرعة للاستزراع  السمكى، إضافة  إلى مشروعات قومية عملاقة، منها: منحل ضخم بالمنطقة الصناعية، على مساحة 6600 م، ونجح مركز باريس فى زراعة 15 ألف فدان بأشجار  الجوجوبا «الذهب الأخضر» ؛ يضم أكبر مشتل بالشرق الأوسط . 

أمّا مشروع واحة الحرير بالخارجة فمُقام على مساحة 180 فدانًا مع بدء زراعة 2000 فدان بمشروع إنتاج الحرير الطبيعى وتنفيذ الصُّوَب لإنتاج دودة القز، مع إنشاء صومعتى شرق العوينات والخارجة؛ بقدرة 105 آلاف طن، للحفاظ على المخزون الاستراتيجى للقمح.

وحظيت المحافظة مؤخرًا بافتتاح مركز التنمية المستدامة بمساحة 20 فدانًا، ويضم أول بنك للبذور ومعملاً لطفيل التريكوجراما ووحدات بحثية تطبيقية للميكنة الزراعية ودراسات التربة ومعامل الأنسجة وتحسين السلالات. 

وبدأت وزارة الرى تشغيل الآبار الجوفية الحكومية بالطاقة الشمسية، وتم تشغيل 145  بئرًا لرى أكثر من 2000 فدان، كما تم تحديث 134 ألف فدان من 205 آلاف فدان مُستهدفة، وهناك نحو 413 ألفًا تروى بالرى الحديث، منها الرى بالرش والرى بالتنقيط والرى المحورى والرى المطرى . 

وبالمحافظة 1561 صوبة، وتعمل جميعًا بالرى الحديث، للحفاظ على المياه الجوفية، ومنح البنك الزراعى تمويلات بقيمة مليار جنيه لتحفيز الاستثمار فى الإنتاج الزراعى والحيوانى بالمحافظة،60 % منها لمشروعات كبرى لاستصلاح الأراضى  وتوفير البنية التحتية لها، و40 % من حجم التمويلات استفاد منها أصحاب المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر بالقطاع الزراعى. 

 

 

 

ريف حديث 

وتعد الفرافرة أحد المراكز الحيوية بالمحافظة فى استصلاح وزراعة 21 ألف فدان ضمن مشروع الـ 1.5 مليون فدان، الذى يستهدف زيادة الرقعة الزراعية إلى 9.5 مليون فدان، وتوسيع الحيز العمرانى واستيعاب النمو الطبيعى للسكان، وتعظيم الاستفادة من المياه الجوفية. 

وكانت البداية بمنطقة سهل بركة؛ حيث تضم 3 قرى ليستوعب الزيادة  السكانية المستقبلية، ونفس النموذج بالقرية الزراعية رقم 2.

ويجرى تنفيذ شبكة طرق عملاقة بطول 3 آلاف كم بتكلفة  تتجاوز 40 مليار جنيه بدءًا من توشكى، مرورًا بشرق العوينات والداخلة وغرب الموهوب وأبو منقار والفرافرة والواحات البحرية وحتى مدينة 6 أكتوبر، بعضها انتهى بتكلفة نحو 2 مليار جنيه. 

وفق جهاز تعمير الوادى الجديد، تم إنشاء طريق «الفرافرة / عين  دالة» بطول 84 كم، وبتكلفة 432 مليونًا، وازدواج «الفرافرة – الواحات البحرية»؛ بطول 143.5 كيلو متر، وبتكلفة 500 مليون جنيه لخدمة مشروع الـ 1.5 مليون فدان، وخدمة التنمية السياحية بالصحراء البيضاء والصحراء السوداء، وربط طرق «الواحات البحرية- سيوة»،«الواحات - بنى مزار»، «الفرافرة - عين دالة»، «الفرافرة - ديروط»، وكذلك «توشكى- شرق العوينات»، بطول 360كم، والذى تكلف 6.9 مليار جنيه. وتنفيذ «الداخلة - شرق العوينات»؛ بطول 35 كيلو مترًَا وبتكلفة 60 مليونًا، وإعادة رصف تطوير وطريق «الخارجة - أبوطرطور» بطول 43 كم، وبتكلفة 80 مليونًا، و«الفرافرة- الداخلة» بطول 320كم. 

 كما سيسهم محور طريق «تنيدة- منفلوط» والذى تبلغ تكلفته 2.7 مليار جنيه؛ باختصار المسافة  إلى أسيوط من 6 ساعات إلى 3ساعات، ما يدعم نقل منتجات شرق العوينات الزراعية مباشرة إلى وسط الصعيد ومنها إلى موانئ التصدير فى سفاجا بالبحر الأحمر أو ميناء السخنة. 

أمّا سكة حديد الخارجة فتم تخصيص 5 مليارات جنيه لتنفيذ سكة حديد «الخارجة- الأقصر- سفاجا» لخدمة المشروعات  التنموية ويدعم حركة السياحة والنقل  فى عدة محافظات بطول 680 كيلو مترًا.

 

 

 

قلعة صناعية 

وتضمنت المشروعات العملاقة بالوادى الجديد استكمال أكبر مجمع تصنيع الأسمدة الفوسفاتية وحامض الفسفوريك بالشرق الأوسط بتكلفة 15 مليار جنيه؛ لتحويل منطقة أبو طرطور إلى قلعة صناعية لخام الفوسفات وحمض الفوسفوريك  وأيضًا صناعات تكميلية للاستفادة من جميع ثروات المنطقة؛ حيث تمتلك هضبة «أبوطرطور» مخزونًا استراتيجيًا يبلغ 700 مليون طن على مساحة 1200 كم لخام الفوسفات النفيس.

وفى إطار المشروع القومى «حياة كريمة» يتم تنفيذ 307 مشروعات بمختلف  القطاعات الخدمية فى 28 قرية و6 وحدات محلية بالفرافرة؛ تضمنت 16 شبكة مياه جديدة، ومد 10أخرى فى المناطق المستهدفة، وتنفيذ الطرق، وإنشاء 7 مجمعات صناعية حرفية، و9 وحدات صحية، و8 نقاط إسعاف، وإمداد المنشآت الصحية بالأجهزة والمعدات، ومستلزمات  طبية، وكوادر مؤهلة، وإنشاء ورفع كفاءة المدارس بإجمالى 21 مشروعًا.

إضافة إلى تنفيذ 6 مجمعات زراعية، وجارى إنهاء مشروعات أخرى إنشائية بقطاعات المحليات ومياه الشرب والصرف الصحى والرعاية الإنجابية والكهرباء والشباب والرياضة. 

وخلال  فعاليات «قمة المناخ» فى شرم الشيخ التى استضافتها مصر بنجاح باهر، تم إعلان واحة الفرافرة كمركز غذائى آمن لتصبح مرشحة لأن تكون سلة الغذاء الرئيسية لمصر فى السنوات المقبلة، من خلال استغلال الإمكانات الكبيرة بها فى مشروعات التنمية الاقتصادية والاجتماعية. 

 

 

 

 

العشوائيات

وفيما يتعلق بتطوير العشوائيات جارى تنفيذ مشروعات سكنية بديلة مثل «سترة»، بإجمالى 400 منزل وتجهيزها وتأثيثها للأسر الأولى  بالرعاية موزعة على المراكز الإدارية، على مرحلتين؛ الأولى بإجمالى 207 منازل و60 وحدة بالمشروع بالخارجة، و40 بمنطقة غرب الموهوب.

كما تم إنشاء 23 منزلاً ريفيًا بقرية الخرطوم  و37 منزلاً بناصر الثورة وتجهيز جميع الوحدات بالأثاث الجيد، وأيضًا الأجهزة. 

وقالت المهندسة إيمان حسن مدير تطوير العشوائيات بالمحافظة لـ«صباح الخير»، إن تكلفة تطوير المنطقة العشوائية نحو 210 ملايين جنيه، وجارى استكمال التطوير فى 10 أحياء؛ بإدخال الغاز الطبيعى ورصف الطرق بالإنترلوك وتجديد شبكات مياه الصرف الصحى ومياه الشرب، كما تم تطوير المناطق غير الآمنة  بالمحافظة، وشمل تنفيذ 788 وحدة سكنية، بتكلفة 77 مليونًا. 

 حسب خريطة مشروعات مصر، تم توفير المسكن الملائم لـ 4104 نسمة بالمحافظة، ويجرى إقامة 192 وحدة سكنية ضمن إسكان الظيهر الصحراوى، إضافة إلى 300 وحدة بمنطقة أبو طرطور للشباب؛ حيث تُسَلّم المنازل والأراضى جاهزة وستتم الزراعات التعاقدية؛ بنظام حق الانتفاع على 25 سنة.

وقامت الحكومة بالتوسع فى إنشاء المدارس بالمحافظة لتتجاوز 480 مدرسة، منها المدارس المتميزة واليابانية واللغات، إضافة إلى جامعة الوادى الجديد بالخارجة على مساحة 1000 فدان، وبتكلفة مليار و64 مليون جنيه.